ينحدر إدريس خوجة من الناظور التي تلقَّى بها دراسته الابتدائيّة، وبفعل تواجد والديه ببرشلونة منذ السبعينيات قرّر، سنة 1995، إكمال دراسته الثانويّة بكاتالُونيا حيث أفلح في التحصّل على شهادة الباكلوريا ومنها الالتحاق بالتكوين الجامعيّ بذات الإقليم الإسبانيّ. ولج إدريس سوق الشغل في مجال التوزيع قبل أن ينخرط في ميدان الاتصالات.. باصما على مسار عصاميّ موسوم بالتحدّي.. كما يزاوج بين انشغالاته العمليّة والأسريّة، من جهة، وفعله في المجال الجمعويّ، من جهة ثانيّة، بتركيز على الشق الثقافي للمهاجرين نحو الديار الكاتَالُونيّة. هجرة بفعل الترحَاب يقول إدريس خوجة إنّ جرأته على تفعيل هجرته من المغرب صوب إسبانيا، في سنّ مبكّرة تقترن بعام 1990، تقترن بالترحاب الكبير الذي لاقاه والداه حين حطّهما الرحال ببرشلونة ما بين عامي 1973 و1979، كاشفا بأنّ تحرّكه الأوّل كان صوب الديار الفرنسيّة حيث درس لبضع سنوات، ومنها اتجه صوب مسكن الأسرة بكَاتَالُونيَا.. ويزيد: "كنت ألقى التوفيق دائما وسط المجتمع الذي استقبلني وفتح أمامي إمكانات الدراسة والعمل بسلاسة". ويعود خوجة بذاكرته إلى مساره الدراسيّ ليشدّد على أنّ المناخ الإيجابي الذي لازم وفوده على برشلونة قد حذا به إلى التركيز في المشوار التكويني الذي اختاره، إذ انتقى بادئ الأمر دراسة اقتصاديّة مركّزة على التخصص في علوم التسيير الإدارية وإدارة المقاولات، ومنها نال ماستر في الإدارة الماليّة ومراقبة التدبير. آداء جمعويّ ثقافي نفس الإطار الماليّ المغربيّ بادر إلى الانخراط في مجموعة من البوادر الملتصقة بالعمل الجمعويّ في برشلونة، حيث التحق بجمعيات أبرزها المركز العربي الأوروبيّ، وهي الهيئة التي اشتغل بها لثلاث سنوات ويحتل ضمنها موقع الكاتب العام بكَاتَالُونيَا، مساهما في التعريف بالثقافة المغربيّة وإبراز مكامن قوّتها ضمن الفضاء الشمال إفريقي وكذا المتوسّطيّ. "أشتغل جمعويا إلى جوار فلسطينيّين ولبنانيّين وجزائريّين ومصريّين، وأيضا أوربيّين من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، بهدف التعريف بمشاريع القادمين من خارج برشلونة، مركّزين على الفعل الثقافي بعيدا عن الدين والسياسة.. وبهذا نستطيع إدراك كينونة الآخر والتعلم من خبراته.. كما نتعاون من أجل إبراز الآداء الجماعي للجالية المغربيّة بكاتَالُونيا بوجه خاص" يقول إدريس. تطوّر مهنيّ في العام 2003 خاض خوجة تكوينا من 5 أشهر داخل مكتب للدراسات الاقتصاديّة، وبعدها التحق بشركة فرنسيّة تقدمّ خدمات في مجالّي المحاسبة والتسيير، ثمّ أضحى مختصّا في الإدارة الماليّة ومراقبة جودة التدبير.. ليفلح في شق مساره ضمن مشروع هدفه توزيع منتجات خاصّة بالموضّة على مستوى دول أوروبيّة، كإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وبلدان أخرى، زيادة على دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. مطلع العام الجاري قرّر إدريس خوجة فتح اهتمامه المهنيّ على مجال الاتصالات، ضمن شركة متعددة الجنسيات، حيث يعمل ضمن شركة متعددة الجنسيات تستقر ببرشلونة وتعنى بضمان ربط الاتصال ما بين عدد من الدول الأوروبيّة وأخرى كائنة بأمريكا الجنوبيّة. ومن جهة أخرى يتوفر إدريس خوجة على شركة، بمعية مستثمر إيطاليّ، تختصّ في ميدان الطاقات البديلة، وتعمل على تقديم رؤى استشارية في هذا المجال بتركيز على الطاقة الشمسيّة.. وينال خوجة مهمّة التدبير الخاص بهذه المؤسّسة التي ولجت البورصة الإسبانيّة وتشغّل ما يقارب 150 من اليد العاملة. طموح لا ينتهِي طموح ابن الناظور لا ينتهي، حيث يقرّ بأن التحدّيات العديدة التي يرفعها لا تجعله يعطي الأولويّة لطموح دون آخر.. "لا أستطيع أن أقول ما أطمح إليه تحديدا ولا ما أريد تحقيقه قبل غيره، ذلك أنّ كلّ ما أفكر به هو أنّ التطوّر المهنيّ ليس كل ما في الوجود، وإن كان مهمّا.. ولهذا أحاول شق مسار جمعوي أو سياسيّ إلى جوار نجاحي المهنيّ" يضيف إدريس خوجة. ويقر نفس الشاب بأنّ اجتهاده في تحقيق ذاته ضمن المشاريع التي ينخرط ضمنها قد مكّنه من معرفة الناس وتكوين علاقات جيّدة.. مبديا استعداده للمساهمة في تحسين وضع الجالية المغربيّة المستقرّة بكاتَالُونيا والبالغ عددها ما فوق ال280 ألفا.. ويزيد: "الجالية المغربيّة تعاني من الفُرقة هنا، وإذا استطعنا تكوين تكتّل للاشتغال مع بعضنا البعض سيكون ذلك أمرا جيّدا قادرا على شقّ مستقبل واعد.. وآمل في تحقيق ولو نزر يسير من هذا المسعَى". تعليق