تواصل فرقة من الشرطة القضائية الولائية لأمن وجدة تحرياتها لفك لغز استيلاء عصابة مقنعة على 40 مليونا من مسؤول بالمكتب الوطني للكهرباء كان يهم بإيداعها الاثنين الماضي، في وكالة بنكية وسط مدينة الناظور. وفي التفاصيل، أكدت مصادر مطلعة ل»الصباح» أن الهجوم وقع في حدود الساعة العاشرة صباحا، إذ توقفت سيارة تحمل لوحة ترقيم أجنبية خلف الضحية مباشرة، وسارع أحد أفراد العصابة إلى ضربه بقوة بعصا غليظة على يده اليمنى لدفعه ترك الحقيبة بالقوة، قبل أن يتلقى من شريكه ضربة مباغتة على رأسه بمطرقة حديدية. ودخل والي امن وجدة على الخط، وانتقلت فرقة ولائية على الفور إلى مدينة الناظور للإشراف على التحقيقات بتعاون مع عناصر الفرقة الأمنية المحلية من أجل الوصول إلى الأشخاص الأربعة الذين نفذوا الهجوم المسلح قبل أن يفروا إلى وجهة مجهولة. وتركز عمليات التحقيق على تجميع أكبر عدد من المعطيات من مسرح الجريمة، كما تمت الاستعانة ببعض الشهادات لبسط فرضيات البحث، التي بقيت مفتوحة على كل الاحتمالات، في انتظار تحليل شتى المسارات الممكنة لإعادة صياغة سيناريو الحادث منذ بدايته. وتمت عملية السطو على طريقة المافيا المنظمة، إذ لم يترك الجناة فرصة للضحية للإفلات من قبضتهم بعد مباغتته لحظة ترجله نحو وكالة بنكية في شارع الجيش الملكي، وتمكن المهاجمون في أقل من دقيقة من السطو على المبلغ المذكور الذي يمثل مستخلصات فواتير الكهرباء الخاصة بالزبناء. من جهة أخرى، كشفت مصادر مقربة من التحقيقات أن الضحية «م.أ» أبدى مقاومة شديدة أثناء الاعتداء عليه، ليتعرض لإصابة بالغة نقل إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وأفصح أفراد العصابة عن جرأة كبيرة في تنفيذ الجريمة في وضح النهار وفي شارع رئيسي يعرف حركة دؤوبة. وأفادت مصادر «الصباح»، أن المسؤول المذكور يتكلف بإيداع المبالغ المتحصلة من فواتير الزبناء في الحساب البنكي للمكتب الوطني للكهرباء دون حماية تذكر، وأظهرت المعلومات الأولية اتخاذ المهاجمين لكافة الاحتياطات لعدم ترك أي دليل قد يقود إلى تحديد هوياتهم. ومن ضمن الفرضيات المتعددة التي طفت على السطح أن يكون الجناة تلقوا معطيات ممن أوعز إليهم بتنفيذ الجريمة مقابل اقتسام الغنيمة، وتذهب أصابع الاتهام إلى منطقة بعينها تعد مشتلا خصبا لبعض العصابات المتخصصة في الاتجار في المخدرات، بعدما شهدت المدينة في المدة الأخيرة حوادث مشابهة من بينها اختطاف ملياردير شهير، وسطو عصابة مسلحة على مبالغ مالية مهمة من منزل طبيب معروف. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) تعليق