انطلاقا من دور الطفل الفعال كشريك أساسي في التنمية الجهوية والوطنية، عن طريق إلمامه بالشأن المحلي، ولكون الطفل بذرة ديمومة الحياة واستمرارها، وإدراكا منه بأن ثقافة حقوق الطفل كأساس في التعامل مع الطفل دون تمييز، أوصى المشاركون في المناظرة الوطنية الأولى بالصخيرات يوم أمس الثلاثاء 15 أبريل 2014، حول مشروع السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة، والتي اختتمت بضرورة بلورة شراكة حقيقية، لتقاسم المسؤولية بين القطاعات الحكومية، والجماعات المحلية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية، لتصبح هذه الثقافة ممارسة يومية بكل ما تتطلبه من تلقائية، وموضوعية للدفاع عن حقوق الطفل والنهوض بها. وأما بخصوص حماية الطفولة بالمغرب، فيكفي الرجوع إلى مضمون رسالة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، المتعلقة بالدورة الوطنية لبرلمان الطفل ليوم 25 ماي 2000، لمعرفة العناية والاهتمام الذين يوليهما جلالته للطفولة، والتي أكد من خلالها على أنه لا يدخر جهدا من أجل أن يترعرع الأطفال في جو يملأه الحنان والعطف والكرامة التي يستحقونها. ونظرا لأهمية مسرح الطفل كنشاط جمالي متطور في استثارة خيال الطفل، وتنمية مواهبه ومهاراته الإبداعية، انطلقت في حفل بهيج فعاليات المهرجان الربيعي الدولي لمسرح الطفل يوم الثلاثاء 15 أبريل 2014، بتنظيم محكم من طرف حركة الطفولة الشعبية فرع الناظور، وبشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الشرقية المدعمة لدورته ال20 والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشعار "مسرح الطفل ذاكرة عقدين من الإبداع". وسيستمر هذا الحدث المسرحي الدولي، الذي دأبت على استضافته إقليم النّاظور، خلال الفترة الربيعية الممتدة من 15 إلى 19 ابريل 2014، بالمركب الثقافي بالناظور وبفضاءات محلية أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ أول دورة لهذا المهرجان يعود إلى سنة 1995، وكان بدايته بمشاركة فرق مسرحية مدرسية محلية مكنته اليوم من الإنضمام إلى صف المهرجانات الدولية المعروفة، وذلك بالمشاركة السنوية لفرق عربية ودولية مميزة، تتسابق متنافسة فيما بينها سعيا لنيل أوسكار المهرجان. وقد جرى الافتتاح الرسمي كعادته بحضور عامل صاحب الجلالة على إقليمالناظور رفقة موظفي المصالح الخارجية والداخلية بعمالة إقليمالناظور، ومصحوبا برئيس المجلس العلمي ورئيس المجلس الإقليمي، وبشخصيات مدنية وعسكرية، وبعدد من رجال السلطة بالإقليم، إلى جانب حضور المندوبيات الإقليمية، ورؤساء جمعيات المجتمع المدني، وفعاليات رياضية وثقافية ولقد إستهل إفتتاح المهرجان بأيات من الذكر الحكيم وإلقاء النشيد الوطني ثم النشيد الخاص بالمهرجان تحث عنوان "أنا مغربي أنا"، كما عرف الافتتاح كلمة لمحمد حمداوي مدير المهرجان، والذي رحب خلالها بالحضور الكريم وبالفرق المشاركة في هذه السنة، زيادة على كلمة ترحيبية ألقاها المنسق العام نيابة عن الكاتب العام لحركة الطفولة الشعبية بالمغرب، والتي شكر فيها مدعمي المهرجان وجميع من ساهم في إنجاحه، كما نوه بحركة الطفولة الشعبية المغربية، الشيئ الذي أيده السيد ممثل وكالة الجهة الشرقية محمد هنو في كلمة جدد فيها الشكر والترحيب لجميع الحاضرين من داخل و خارج المغرب . وجدير بالذكر أيضا أن المهرجان قد عرف نجاحا كبيرا في دورته الأخيرة، حيث عادت الجائزة الكبرى من نصيب فرقة مسرح ستيليكوم من الرباط عن عرضها "الكنز الأخضر"، فيما نالت فرقة بادابومBADABOUM من مارسيليا جائزة تقديرية عن عملها " دونكشوط"، أما جائزة التشخيص للإناث، فقد كانت بالمناصفة بين نسرين لحلو، عن دورها في مسرحية " المفتاح" لفرقة معهد اليقظة من سلا، والشيخة راشد خميس عبد الله بورشيد، عن دورها في مسرحية "يوم في حياة نحلة" لفرقة مدرسة عاتكة بنت زيد للتعليم الأساسي من الإمارات العربية المتحدة. وفيما يخص جائزة التشخيص للذكور، فقد منحت لغسان الرواحي عن دوره في مسرحية "الكثمرة الذهبية" لفرقة مسرح مزون من سلطنة عمان، فيما منحت جائزة التشخيص كبار إناث للفرنسية ماغَالي بازار ل MAGALI BAZART عن دورها في مسرحية "دونكشوط". وأما جائزة السينوغرافيا فقد سلمت مناصفة بين فرقة مسرح مزون من سلطنة عمان وفرقة مدرسة عاتكة بنت زيد للتعليم الأساسي من الإمارات العربية المتحدة، وكانت جائزة الإخراج المسرحي من نصيب المخرج حاتم مرعوب عن مسرحية "مغامرات فتاة صغيرة" لفرقة جمعية أنوار المسرح بفوشانة التونسية. ويهدف هذا المهرجان السنوي الثقافي إلى النهوض بالشؤون الثقافية والتربوية والفنية على الصعيد المحلي والوطني والدولي، مدعوما بجيل من الشبان تكونوا ضمن أحضان الطفولة الشعبية المحلية، واكتسبوا مهارات متنوعة، وأصبحوا يشاركون في هذا المهرجان مع عدد من الوفود المسرحية، والكرنفالية، والفلكلورية الدولية، منها هذه السنة ست فرق مسرحية تعكس الغنى والتنوع الثقافي للبلدان المشاركة، سواء من بلدنا المغرب أو من البلدان العربية كتونس ، والجزائر ، ولبنان ، وسلطنة عمان منهم : فرقة مسرح العرائس من مدينة تطوان، وفرقة ستيلكوم من الرباط، وفرقة نسور للإنتاج المسرحي من تونس، وفرقة تعاونية أهل الفن عين الدفلة من الجزائر، وفرقة مسرح مزون من سلطنة عمان و أخيرا فرقة جمعية الأصيل لإحياء التراث اللبناني من لبنان. وقد شهد الموعد الاحتفاء ببعض الفنانين والمبدعين، هذا التكريم الذي خص به المنظمون ثلاثة شخصيات هامة أعطت ولا زالت تعطي في مجال إثراء ثقافة الشباب والطفولة الشعبية، بداية بتكريم الفنان المغربي المقتدر حسن فلان ابن الحي المحمدي ، وهو أحد الأسماء الفنية المولوعة بالمسرح، والتي ساهمت بشكل قوي في تأسيس فرقة «مسرح الحي» أحد أهم المدارس المساهمة في تطور المسرح المغربي، كما شارك في العديد من الأعمال الفنية الناجحة، مثل مسرحية «شرح ملح»، و«حسي مسي» و «سير حتا تجي» و«ناس الحومة»، وسلسلة «ساعة في الجحيم».... و أبدى حسن فلان عشقه للطفولة الشعبية وحبه الكبير للجمهور الناظوري. وأما الشخصية المكرمة الثانية فهي السيد أحمد قيسامي، كعربون مودة وتقدير على العمل الجبار الذي قدمه طيلة عمله بالناظور، كمسؤول إقليمي للشباب والطفولة، وكمدير سابق لدار الشباب بمدينة الناظور ثم كمندوب للشبيبة والرياضة بالإقليم. وأخيرا المكرم الثالث، السيد بلعربي الهواري، صاحب فكرة فعاليات مهرجان مسرح الطفل، وأحد المؤسسين له، والعضو السابق بالطفولة الشعبية فرع الناظور انطلاقا من سنة 1981، كما عمل مديرا للمهرجان في دوراته الثلاثة الأولى، وقد قدمت له جائزة عرفانا بالمجهودات الجبارة التي أسداها في خدمة الطفولة الشعبية بإقليمالناظور من طرف السيد محمد القدوري رئيس غرفة الصناعة التقليدية بإقليميالناظور والدريوش. ولقد أشار السيد بلعربي الهواري أمام الحاضرين إلى الوضعية المزرية لدار الشباب بمدينة الناظور، والتي أصبحت مهجورة بل آيلة للسقوط في أي لحظة، وأبدى تخوفه وقلقله تفاديا للكوارث، كما دعا السيد العامل الإقليمي مشددا على ضرورة ترميم مبانيها وملحا على إحيائها بسرعة لفائدة الطفولة الشعبية والناشئة الشباب الذين هم في أمس الحاجة إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى. تعليق