نظمت جمعية ثسغناس للثقافة والتنميةAsticude أياما ثقافية، فنية وإشعاعية احتفاء بالذكرى الخامسة عشر لتأسيسها تحت شعار: "ذاكرة المكان إشعاع تنموي متواصل" إيمانا منها واعترافا بما راكمته من عمل جدي على مستوى التنمية المحلية بالريف، فقد رأت الجمعية أن من واجبها أن تقف وقفة قراءة في الذات الجمعوية الفاعلة التي راهنت طيلة خمسة عشر سنة على خلق إشعاع جمعوي وتنموي جادين من أجل ضخ روح جديدة في شرايين الجمعية والدفع بها نحو تشكيل رؤيا جديدة وبديلة غير منقطعة عن جذورها التأسيسية الأولى. وهذه الأيام الثقافية المندرجة في إطار الاحتفاء بالجمعية تأتي لما لها من وشائج عميقة بالذاكرة المحلية وباعتبار هذه المحطة مناسبة رمزية لإعادة كتابة التاريخ ورد الاعتبار للذاكرة المحلية والوطنية بشكل عام، تحت شعار: "التشكيل فضاء لتنمية ثقافة حقوق الإنسان والتربية على المواطنة" تم تنظيم معرض للوحات التشكيلية لمجموعة من الفنانين (سعيد بكبوطي، ندى العمراني، نورة زهير) بمركز التنشيط الثقافي والتربوي للجمعية بفرخانة، وبالثانوية الإعدادية فرخانة تم تنظيم ورشات في الرسم لفائدة مؤسسة تلميذات وتلميذ المؤسسة، و بالموازة تم العمل على تزيين جدار المؤسسة برسم جداريات، وحتضنت قاعة الأنششطة بالمؤسسة عرضا تحت عنوان:"حاضرة فرخانة بين والوثيقة التاريخية والأثر الشفهي" قام بتنشيطه الأستاذ عبد الرزاق العمري، وأطره كل من الأستاذ حسن أوحدو حول: "قراءة في تاريخ مدينة فرخانة"، والأستاذ يوسف سعيدي حول: "سفوح كوركو الشرقية نموذج المقاومة قبل أمزيان" وتم تنظيم زيارة تفقدية لقدماء تلاميذ مؤسسة سيدي محمد بن عبد الله. واختتمت فعاليات الاحتفالية بتنظيم ثقافية بمركز التنشيط الثقافي والتربوي للجمعية بفرخانة تحت شعار: "ذاكرة الريف: تقاطع التاريخ والثقافة" من تأطير: د. مصطفى الغديري حول: "أصول واقعة ضربة المدفع من مليلية وتوسيع النفوذ الاستعماري"، الأستاذ اليماني قسوح حول موضوع: "ارتباط أسماء الأماكن الأولياء والصلحاء بالريفين الأوسط والشرقي: دلالات وأبعاد"، ود.ميمون أزيزا حول: "المجتمع الريفي في مواجهة التدخل الاسباني"، قام بتنشيط الندوة د. حسن فرحاض. إن جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية Asticude بتنظيمها لهذه الأيام الثقافية والإشعاعية تؤكد على: "أن التاريخ الريفي ضل منذ بزوغه محكوما بإرادة سياسية ساهمت سلبا في طمس الخصوصية الهوياتية للإنسان الأمازيغي بالريف وعزله ككائن تاريخي عن جذوره العميقة واستبدالها بتاريخ تقويضي يأسر جوهره الحقيقي في زمن اختزالي، كما عملت هذه الإرادة السياسية على اجتثاث الإنسان الأمازيغي بالريف من جذوره واستهداف استقراره عبر أشكال من التهجير والتهجين والتغريب والتعنيف…من هذا المنطلق عدت الذاكرة ترميمها للتاريخ واستعادة موجبة للحقيقة المنسية والمغيبة بل هي تمثل طبيعي وموضوعي للمكان والحدث والتصاق صميمي بالمجال ووعي عميق بالخصوصي، إنها إذن شرط للوجود الأمازيغي الحقيقي وترسيخ لبعده الهوياتي الأنجع، فكل ذاكرة حال ترميمها للتاريخ تصبح قراءة جديدة للذات". تعليق