خطير تعاطي أدوية مجهولة المصدر وتواريخ صلاحيتها مزورة ومحتوياتها الكيماوية مدمرة • نسبة الأدوية المزورة في العالم وصلت إلى 12 بالمائة وتجاوزت في افريقيا 80 بالمائة • مافيا جزائرية تستعمل وجدة بوابة لتهريب أدوية الريفوتريل وليبتانول والميناتول والأنسولين والمراهم والشروب ومواد التجميل تشكل الأدوية التي يتمّ تهريبها من كلّ من الجزائر ومليلية المحتلّة خطورة حقيقية على صحة الإنسان المريض، الذي غالبا ما يلجأ إلى اقتنائها من السوق السوداء بسبب تدنّي أسعارها، هذه الخطورة التي تكمن في ظهور عدد من الحالات المرضية المتفاعلة مع مفعول تلك الأدوية لأسباب كثيرة، ضمنها جهل مصدرها ومصدر صنعها، وكذا تزوير تاريخ صلاحيتها ومحتواها الكيماوي والبيولوجي، ثم كيفية عرضها للبيع! في هذا الإطار يقول نقيب الصيادلة بالجهة الشرقية الدكتور إدريس بوشنتوف أن صناعة الأدوية أصبحت اليوم ظاهرة، لم تعد تقليدا،ن كما لابدّ من التفريق بين الظاهرة كصناعة وكتقليد، حيث أصبحت هناك مصانع عديدة، ومنها أخرى سرّية، وأصبحت درجة تزوير الأدوية جدّ متقنة من حيث التلفيف والتغليف، لحدّ أنه 90% من بعض الأدوية هي مزوّرة، وسرد بوشنتوف كمثال لذلك دواء «الفياكرا» الذي ضبطت جمارك فرنسا باخرة بعرض سواحلها محملة بشحنات من نفس الدّواء وهي مزوّرة سنة 2004.. وأضاف أن هناك مافيات إيطالية وروسية تشتغل بتنسيق محكم تتخصّص في عملية تزوير الأدوية بطرق عجيبة.. حيث بلغت نسبة الأدوية المزورة في العالم مابين 7و12%، بينما في دول إفريقية وكمثال نيجيريا بلغت هذه النسبة 80% وقد أدّى ذلك إلى كارثة إنسانية منذ 3 سنوات ونصف نتج عنها هلاك 300 طفل بسبب تناولهم دواء تمّ خلطه بمادّة الديليون.. وفي المغرب تمّ سابقا اكتشاف أدوية مزوّرة، وضمنها مراهم للتجميل وأدوية حيوية مثل الأموكسيل.. إن مشكل تهريب وتزوير الأدوية إلى مدينة وجدة و الناظور و الجهة الشرقية عموما ليس مشكلا محليا أو جهويا، بل وطنيا، لأن مدينة وجدة و الناظور عبر مليلية عبارة عن بوابة فقط، حيث إنّ جميع الأدوية التي تتسرّب عبر الحدود إلى المغرب من الجزائر و مليلية وعلى رأسها دواء الرّيفوتريل أو ما يعرف بالقرقوبي، نجدها بجميع المدن المغربية، ويتساءل رئيس نقابة صيادلة وجدة أنه رغم وجود جهود تحسيسية، عن كون السلطات تعتبر الموضوع لا يهمّ إلاّ مدينة وجدة و الجهة الشرقية، في حين أنّه يتسرّب إلى داخل الوطن.. وذكّر بوشنتوف بعدد من الأمثلة للأدوية المهرّبة مثل «لبتانول C2H5 والميتانول CH30H ثم الأنسولين والريفوتريل وكميات أنواع المراهم والشروب وموادّ الجراحة وغيرها.. السلطات الأمنية بالجهة لم تدخر جهدا في التصدّي للظاهرة، بحيث أنها ومنذ سنة 2000 وإلى يومنا هذا تمكنت من حجز كميات كبيرة من الأدوية المهرّبة والتي تعرض بطرق غير سليمة ومجهولة المصادر.. وخاصة منها دواء الريفوتريل المخدّر و لكن دون أن يؤدي ذلك لردع المتاجرين بأرواح البشر في الجهة و المغرب عموما..