توفي المجاهد الريفي العظيم محمد بن عبد الكريم الخطابي في القاهرة بمصر، فمات يوم 1 من رمضان 1382ه/ 6 من فبراير 1963م، ولم تذكره وسائل الإعلام بكلمة، ولم يؤبّن التأبين اللائق به. لكن هكذا كل عظيم من الرجال يموت في هذا الزمان، فقلما ينال ما يستحقه من إبراز لعمله، وإظهار لمآثره، وبيان لجهاده ودعوته، لكن لا يضره أن العبيد أهملوه وملائكة السماء إن شاء الله استقبلوه ، ولا يؤثر فيه إهمال سيرته إذا كانت مكتوبة في الملأ الأعلى بحروف من نور بإذن العزيز الغفور. ونحن لن نيئس أبدًا إن شاء الله تعالى ودفن في مقبرة الشهداء بالقاهرة.و لقد عاش بين 1882 و 1963،عرف بمقاوم مغربي من منطقة الريف. مؤسس ورئيس "الجمهورية القبائل الريف" ما بين 1921 و1926. حارب الاحتلال الفرنسي والإسباني، ولقب ببطل الريف، وأسد الريف. بويع أميرا للمجاهدين، ورفض أن يبايع ملكا بالريف. كما رفض أن يبايع خليفة للمسلمين. تارخ الولادة: هو من مواليد بلدة أجدير بالريف في المغرب سنة 1882. تتلمذ على يد والده (حفظ القرآن). ثم أتم دراسته بمدرسة الصفارين والشراطين بفاس. وعاد إلى فاس كموفد من طرف والده إلى السلطان عبد الحفيظ العلوي لشرح موقف والده من الحرب على بو حمارة.مدة 6 أشهر. تخرج من جامعة القرويين بفاس. بعد أن تشبع بالفقه الإسلامي والحديث عمل معلما ثم قاضيا قاضي القضاة في مدينة مليلية… ومحرر في جريدة تيليغراما ديل ريف (بالإسبانية: El Telegrama del Rif) اعتقل في مليلية من طرف الأسبان. قضى 11 شهرا بعد أن برأته المحكمة من التهم المنسوبة إليه. وعين قاضيا للقضاة من جديد. ولما فشلت المفاوضات بين أبيه "عبد الكريم" والإسبان، عاد بصحبة أخيه (س أمحمد) إلى أجدير لتنظيم صفوف القبائل وراء والدهما الذي يقودالمقاومة بتفرسيت، الناظور… وحد صفوف قبائل الريف شمال المغرب. قبائل: بني ورياغل، تمسمان، بني توزين، بقيوة وباقي قبائل الريف وقبائل جبالة، وسماها ومن انضم إليها: "مجلس القبائل". حَوٌلَ صراعهم وقوتهم نحو العدو الإسباني الذي احتل جل القبائل القريبة من مليلية ووصل إلى قلب تمسمان وإلى أنوال وهنا دارت معركة أنوال (مايو 1921)الشهيرة حيث انهزم الإسبان أمام المقاومة والاحتلال أمام التحرير والحرية، والآليات الحربية المعاصرة أمام عزيمة القبائل الثائرة المحاربة بالبندقية (وزادها : التين اليابس وخبز الشعير). واندحر الجيش المنَظٌم والكثير العدد أمام قلة من المجاهدين، وانهزم الجنرال سلفستري (الصديق الحميم للملك ألفونسو 13 ملك إسبانيا آنذاك).الذي وعد ملكه وجيشه والعالم بأنه سينتصر على الريفيين وسيشرب الشاي في بيت عبد الكريم الخطابي بأجدير وخاب ظنه لما أرغم جنوده على شرب البول بسبب الحصار المضروب على الجيش الأسباني أمام محمد بن عبد الكريم الخطابي… كما كتبت عن وفاته مغربية فاتن عاشور و قالت ""اليوم تحل ذكرى وفاة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي 6 فبراير 1963 (تولد عام 1882) … و لمن لا يعرف من هو هذا الرجل..هو مجاهد مسلم أمازيغي من قبيلة بني ورياغل من الريف المغربي و هي منطقة تقع في شمال المغرب على البحر المتوسط..هذا المجاهد قاد قبائل الريف في معارك تحريرية ضد المحتل الاسباني و الفرنسي طوال 6 سنوات من 1921 الى 1926 ..هزم جنرالات أوروبية مستخدما أسلوب حرب العصابات (الذي يعتبر الأب الروحي لها) منهم جنرال سيلفستري الذي انتحر اثر هزيمته المنكرة في معركة أنوال*.. حيث قُتل و أسر حوالي 21000 جندي و ضابط إسباني و غنم منهم كل سلاحهم الذي استخدمه في نضاله ضد الاحتلال.. في سنة 1926 و بعد تحالف اسبانيا و فرنسا و انجلترا و المانيا و بعد استخدام السلاح الكيماوي ضد التجمعات المدنية و السكان و الأسواق..سلّم عبد الكريم الخطابي نفسه و أركان جيشه لفرنسا التي أصدرت في حقه حكم بالنفي في جزيرة لا رينيون و هي نقطة في المحيط الهادي لمدة 21 سنة .. و حين أرادت فرنسا نقله إلى نيس في الجنوب الفرنسي و حين عبور المركب التي تقله و أفراد عائلته لقناة السويس تلقى عرضا من الملك فاروق ملك مصر آنذاك باللجوء السياسي إلى مصر…عاش المجاهد في مصر من 1947 حتى توفاه الله في 6 فبراير 1963 و دفن في مقابر الشهداء بالعباسية.."" و أضاف عنه محرر مصري وقال "" كما ساند انطلاقا من القاهرة ومن خلال راديو صوت العرب الناصري الحركات التحررية في كل من الجزائر، تونس، ليبيا، وباقي الدول العربية والإسلامية، إلى أن توفي في القاهرة بمصر، في 6 فبراير 1963، (أي بعد أن شهد تحرير واستقلال المغرب من الحماية الإسبانية والفرنسية، ولا يزال يعتبر إلى الآن بطلا قوميا) في المغرب وكافة البلدان العربية. وقد عاش حياته مجاهدا صادقا ساهم في مسيرة التحرير، ومتصوفا زاهدا في الحياة. المنفى وجدير بالذكر أن الفرنسيين قد نفوه وعائلته إلى جزيرة لارينيون وبعد أكثر من عشرين عاما في المنفى، قرروا نقله إلى فرنسا، وأثناء مرور الباخره ببورسعيد طلب حق اللجوء السياسي من الملك "فاروق" وأستجيب فورا إلى طلبه وظل مقيما بمصر حتى توفى وقد لجأ معه لمصر عمه الأمير عبد السلام الخطابى، وشقيقه "الامير مَحمد عبد الكريم الخطابى" وزوجاتهم وأولادهم. وفاته توفي في القاهرة بمصر، في 6 فبراير 1963، ودفن في مقبرة الشهداء بالقاهرة"".. اشتهر الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بأمثاله ومقولاته المعبرة والهامة، وفيما يلي بعض من هاته الأمثال والمقولات والتي جمعها الأستاذ محمد محمد سلام أمزيان: 1. ليس في قضية الحرية حل وسط 2. لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل 3. لا أدري بأي منطق يستنكرون استعباد الفرد، ويستسيغون استعباد الشعوب 4. الحرية حق مشاع لبني الإنسان وغاصبها مجرم 5. نحن في عصر يضيع فيه الحق إذا لم تسنده قوة 6. فكر بهدوء واضرب بشدة 7. الحرب ضد الاستعمار وسيلة لتقارب الشعوب 8. الاستعمار يموت بتحطيم أسواقه الاقتصادية، ويدفن بسلاح المجاهدين 9. عدم الإحساس بالمسؤولية هو السبب في الفشل. فكل واحد ينتظر أن يبدأ غيره 10. الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب. لأنه لا يتوقف حتى النصر 11. قالوا إنهم جاؤوا لتمديننا، ولكن بالغازات السامة وبوسائل الفناء 12. سلاح المجاهدين هو الذي ينتزعونه من العدو لأنه ذو حدين؛ يقتلون به العدو ويحرمونه منه 13. السلاح الحقيقي لا يُستورد من هنا أو هناك، ولكن من هنا (يشير إلى العقل) ومن هنا (يشير إلى القلب) 14. انتصار الاستعمار ولو في أقصى الأرض هزيمة لنا، وانتصار الحرية في أي مكان هو انتصار لنا 15. الاستعمار وهم وخيال يتلاشى أمام عزيمة الرجال، لا أشباه الرجال الاستعمار ملة واحدة 16. لقد قتلنا الاستعمار في الريف وما على الشعوب إلا دفنه. وإذا لم تستطع فلا عزاء لها 17. من لم يحمل السلاح ليدافع به عن نفسه، حمله ليدافع به عن غيره 18. ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل شيء اسمه الواجب. وأنا قمت به قدر استطاعتي 19. إذا كانت لنا غاية في هذه الدنيا فهي أن يعيش كافة البشر، مهما كانت عقائدهم وأديانهم وأجناسهم، في سلام وأخوة…