الأمطار الطوفانية تجرف المقابر بالجهة الشرقية ورفات في انتظار إعادة الدفن سلطات الناضور توزع الإعانات على” الموالين” وتستثني المتضررين استنكرت فعاليات حقوقية وجمعوية سوء توزيع السلطات المحلية المساعدات التي خصصتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وقالت مصادر مسؤولة إن السلطات المحلية فضلت إتباع أسلوب التمييز والارتجال وعدم التنسيق مع منظمات المجتمع المدني في التخفيف من وقع آثار الكارثة على المتضررين من الأمطار الطوفانية التي شهدها مؤخرا إقليم الناضور ، موضحة أنها قامت بتوزيع الإعانات على غير المحتاجين من أتباع ” الباشا” وأعوانه، والموالين لبعض المنتخبين، في الوقت الذي يظل المئات من المشردين نتيجة الأمطار الأخير يعانون من قسوة تقلبات الطقس والجوع . وأوضحت المصادر أن الأمر لا يقتصر على منطقة دون غيرها، وإنما عملت السلطات على نهج نفس الأسلوب بمختلف المناطق المتضررة ك”الدريوش” و”قاسطة” و”بوعرك” و”ازعنغان” وغيرها، حيث خصصت غطاء واحدا مع فراش واحد أيضا بالإضافة إلى كيلوغرامين من السكر وقارورة زيت و2 باكية شاي لأسر يتجاوز عدد أفرادها ثمانية أشخاص. وفي الوقت الذي استنكرت العديد من الجهات الحقوقية هذا التصرف ، وتساءلت إن كانت هذه هي الإعانة التي تكفي المتضررين الذين لازالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، احتج المتضررون أول أمس ، وأمس بالمناطق المنكوبة حيث طالبوا بزيارة الملك محمد السادس (ملك الفقراء والمستضعفين) باعتباره الوحيد الذي يشفق على أحوالهم في كل الظروف والملمات، مستحضرين مشاطرة الملك محمد السادس ساكنة المنطقة ظروف الزلزال الأخير الذي ضربها. كما عاين عدد من المنكوبين كيف أن السلطات المحلية منعت العديد من فعاليات المجتمع المدني بالتهديد ، فيما اعتقلت بعضها الآخر على غرار ما حدث لرئيس جمعية “عبد المومن والمستوصف للتنمية ببني أنصار” الذي كان يتكلم باسم منظمات المجتمع المدني، خاصة بعد أن احتج على أوضاع المدينة بحضور الوفد الوزاري، إلا أن عناصر الأمن الوطني قامت بمنعه و محاصرته واعتقاله. يذكر أن الأمطار الطوفانية التي عرفتها المنطقة الشرقية عموما لم تخلف فقط خسائر في الأرواح والتي لا زالت حصيلتها مفتوحة، أو أضرارا مادية قدرت بملايين الدراهم، وإنما تضرر منها حتى الموتى بعد أن جرفت السيول العديد من المقابر. وقد حثت فعاليات جمعوية بالمناطق المتضررة من الأمطار الطوفانية الأخيرة ،خاصة بإقليميوجدة والناضور، الحكومة بالتدخل من أجل إعادة دفن موتاهم الذين جرفتهم المياه و ترميم مقابرهم . وأجمعت العديد من التصريحات من وجدة على أن المياه الجارفة لنهر “سيدي قدور”، المار بمحاذاة مقبرة الشهداء بحي الجوهرة المتواجد بجماعة وادي الناشف/سيدي معافة ، عبثت بمئات القبور حيث مسحت العشرات منها وجرفت رفات أصحابها وحولت مكانها إلى أرض مستوية بعد أن دكت الحفر وملأتها بالأوحال، موضحة أن السيول جرفت أيضا جدران مقبرة الشهداء على مستوى ثلاث منافذ ولأكثر من 100 متر وحملت معها عظام موتى وهي رميم في مشهد مخيف. الأمر نفسه حدث بمقابر الناضور، حيث أكد المصدر ذاته أن مقابر لجثث دفنت مؤخرا جرفت المياه أتربتها و كشف عن جثثها. وأضافت أن الوضع يزداد كارثية بالناضور بسب وجود مقبرة في الجبل يخترقها واد يتوفر على قنوات لتسريب المياه لا تتجاوز عرضها 60 سنتمتر،قائلة إن مستوى المياه أسفل المقبرة تجاوز المتر و غطى العديد من القبور. ومن جهته أكد سعيد الشرامطي رئيس جمعية” عبد المومن والمستوصف للتنمية ببني انصار” أن مقبرة “مولاي بغداد”بالناضور و ” سيدي علال الفضيل بيني أنصار عرفت نفس المصير. [email protected] صورة لعملية توزيع مؤسسة محمد الخامس للتضامن للمساعدات صور لمنكوبي بني أنصار