فرض الله الصيام على الإنسان ليكون فيه إصلاحا للجسم وتقويماً للنفس ، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 283) ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “صوموا تصحوا” لذا وصانا الإسلام بالاعتدال في تناول الطعام والشراب للفائدة الروحية والصحية الجمة التى تعود علينا... ... ولكن يغيب هذا المعني السامي عن بعض النساء وخاصة عندما يضيع الشهر الكريم فى المطبخ وتناول ما لذ وطاب من الحلويات أمام التليفزيون بعد تناول إفطار ثقيل! وعن فوائد الصيام العلمية أكدت دراسة تونسية أن الجسم البشري يتعرض يوميا إلى سموم ومركبات ضارة تتراكم في أنسجته وخلاياه أغلبها يدخل الجسم عبر الاكثار من الطعام ، وفي الصيام تتحول كميات هائلة من الشحوم المخزنة في الجسم إلى الكبد تتم اكسدتها وينتفع بها وتستخرج منها السموم الذائبة وتزال سميتها ويتخلص منها مع نفايات الجسد. وأوضح العلماء أن صيام شهر رمضان له فوائد كبيرة لخلايا الكبد بأكسدته للأحماض الدهنية فيخلصها من مخزونها الدهني فتنشط وتقوم بدورها بشكل صحيح وتعادل الكثير من المواد السامة حتى تصبح غير فاعلة ويتخلص منها الجسم ويكون نشاط هذه الخلايا في أعلى معدل كفاءتها للقيام بوظائفها أثناء الصيام لتقوم بالتهام البكتيريا بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة وتزداد فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم خلال الصيام. وأشارت الدراسة إلى أن الصيام يؤدي دورا كبيرا في تخفيف التوتر والضغط النفسي الذي يعد أكثر العوامل المسببة أو المنافسة لمعظم الأمراض وتوليد سلام داخلي مع النفس والشعور براحة وطمأنينة ذاتية والتغلب على الكآبة والكرب. يزيد الحيامن كما أن الصيام يحسن من خصوبة المرأة والرجل على حد السواء ، وهذا ما أكدته دراسة سعودية لكلية الطب بجامعة عبد العزيز أجرت على 21 شخصاً، ثمانية منهم أصحاء، وعشرة يعانون من نقص المنويات، وثلاثة ليست لديهم حيامن، وأخذت منهم عينات من الدم، والمني، في خلال شهر شعبان، ورمضان، وشوال، لتحليل المني ومعرفة تأثير صيام شهر رمضان على خصوبة الرجل. وتبين من خلال الدراسة أن هناك تغيرات حيوية بين الأشخاص الطبيعيين، حيث يتحسن أداء هرمون الذكورة التيستستيرون”Testosterone” لكن لم يحدث أي ارتفاع حيوي خلال الأشهر الثلاثة من البحث ، كما أن حجم المني، والعدد الكلي للمنويات، ازداد ازدياداً ملحوظاً أثناء شهر الصيام، ولاحظ القائمون على الدراسة أن عدد حالات الحمل تصل إلى معدل كبير في شهر شوال، كما وجد أن هناك تحسناً في نسبة المنويات الحية، وانخفاضاً في نسبة المنويات الميتة أثناء شهر الصيام. كما أن الهرمون المنبه F.S.H ازداد بشكل ملحوظ مقارنة بمستواه قبل وبعد الصيام في الأشخاص الطبيعيين وقل عن شهر شوال في الأشخاص الذين يعانون من نقص المنويات، أو انعدامها، وهذا الهرمون له علاقة بتصنيع المركبات الاستيرويدية في نسيج الخصية، كما يمكن أن يعزى التغير في مستوى التيستوستيرون إلى التغير في مستوى هذا الهرمون لأن الهرمون الملوتن (LH) ازداد زيادة ملحوظة أثناء الصيام. كما سجلت زيادة في البرولاكتين، أثناء وبعد رمضان عند الأشخاص الطبيعيين، ونقص بعد الصيام عند المرضى بقلة المنويات، وارتفاع عال عند مرضى انعدام المنويات، بالمقارنة مع المجموعات الأخرى، وهذا الهرمون له تأثير مثبط على تكون الإندروجين الناتج من الخصية ، وتوصلت الدراسة فى النهاية إلى أن للصيام تأثيراً قوياً على تكون المنويات، إما عن طريق محور التأثير الهرموني، أو عن طريق التأثير المباشر على الخصيتين. يقوي المناعة كما اكتشفت الدراسات أن فى الصيام شفاء من الأمراض المزمنة كالربو والسعال التحسسي والتهاب القصبات الهوائية وبعض أمراض القلب والروماتيزم والتهاب الوريد المزمن وحب الشباب وارتفاع الكوليسترول في الدم وعسر الهضم وسوء الامتصاص والبول السكري والجيوب الأنفية و تقوية لجهاز المناعة والكبد، حيث يجدد الجهاز المناعي نشاطه وخلاياه عن طريق الصيام حيث يعد هذا الجهاز الخط الدفاعي للجسم ضد أي ميكروب أو فيروس. للاستفادة من الصيام يقول الدكتور العالمي ألكسيس كاريك الحائز جائزة نوبل في الطب بكتابه”الإنسان ذلك المجهول”: “إن كثرة وجبات الطعام تعطل وظيفة التكيف مع قلة الطعام التي أدت دوراً عظيما في بقاء الأجناس البشرية”. يمكن تطبيق هذا المعني على الصيام ، لذا ينصح بضرورة اتباع الآتي خلال شهر رمضان: * الصلاة : يجب الحرص على آداء الصلاة فى أوقاتها وخاصة صلاة الفجر التى تعمل علي تنشيط عمل الخلايا وتمنع إنقسامها بل وتحمي من الإصابة بالسرطان والأزمات القلبية وتنظم عمل الهرمونات والدورة الدموية. وهذا ما أكدته الدراسات العلمية التى أكدت على فائدة صلاة الفجر بانتظام حيث تكون جميع أعضاء الجسم في قمة نشاطها في ذلك التوقيت فيزداد إفراز الهرمونات خاصة “الادرينالين” المعروف باسم هرمون الخوف وينشط جميع الجسم ويحميها من الأورام السرطانية ويفرز ذلك الهرمون من الغدة الجاركلويه ويسري في الدم. * الحركة : الصوم والحركة يخلصان الجسم من السموم المتراكمة فيه ، لذا لا داعي للكسل. * الطعام : عدم الإكثار في الأكل، فرصة لعلاج السمنة والتخلص من دهون الجسم التي يختزن فيها الكثير من المواد السامة الناتجة عن عمليات الجسم البيولوجية. * نشط الأمعاء بالرطب : تناول الرطب اثناء الإفطار فيه إمداد للطاقة السهلة، لإحتوائه على نسبة عالية من الجلوكوز، كما فيه سكريات أخرى مثل السليلوز الذي يقوي وينشط حركة الأمعاء لاستقبال الأكل. * الفاكهة : خفف من تناول الحلويات واستبدلها بالفاكهة والتمر والفواكه المجففة ،ابتعد عن الأطعمة المقلية وتفاد استخدام الدهون في تحضير الأطعمة. * عادات ضرورية : اجعل طبق الشوربة والسلطة من الأطباق الرئيسية في وجبتك ، مع الإكثار من شرب الماء والسوائل غير الغازية.