لا زال الحديث عن القطاع الصحي بحاسي بركان في خط تصاعدي،إذ أصبح القطاع يعيش حالة غير طبيعية و استثنائية،فقد أصبح المركز الصحي القروي الوحيد بالجماعة التي يسكنها ما يقارب 8 آلاف نسمة مغلق الأبواب في وجه العموم منذ الاثنين 18 فبراير 2013،الطبيبة الرئيسية حسب مصادر قد أنهت مهامها بالمركز بعد تفوقها في الامتحان،أما المولدة و الممرضة غائبتين لأسباب صحية،و إلى حد كتابة هذه السطور،مندوبية الصحة بالناظور كلفت ممرضا يأتي من مدينة العروي ليوم أو بعض يوم أسبوعيا متنقلا بواسطة سيارة إسعاف صغيرة يقودها عون مصلحة تابع لجماعة حاسي بركان،المرضى ذكورا و إناثا في مختلف الأعمار يأتون من كل حدب و صوب يعانون مرارة المسافات الطويلة التي يقطعونها و صعوبة التضاريس و المناخ ليستقروا لدى مستوصف أصبح دون إشعار مجرد بناية مغلقة أو مهجورة مجازيا و إذا وجدوه مفتوحا فمعظمهم لا يستفيدون من الخدمات التي يحتاجون إليها،و بناء على هذا،فإن السكان يطالبون الجهات المعنية بإرسال أو تعيين طبيبة أو طبيب رئيسي جديد،تطبيق نظام المداومة،خاصة و أن المركز الصحي مرفوق ببنايات سكنية و كذا تحسين الخدمات الصحية،سواء على مستوى الموارد البشرية أو فيما يتعلق بتوفير الأدوية الضرورية،مثل أدوية مرض السكري،ضغط الدم،مضادات للسم لاسيما و أن الجماعة قروية و فلاحية و جبلية تنتشر فيها العقارب و الأفاعي،وقد تم تسجيل وفيات عديدة بالسم،و آخر الضحايا و نأمل أن يكون الأخير طفل في مقتبل عمره،و المطالبة بتفعيل دور جناح الولادة و الارتقاء بها على المستويين البشري و التقني و التكنولوجي،للحد من ظاهرة وضع الحمل على الطرق و في السيارات الخصوصية و هن في طريقهن إلى المستشفيات الإقليمية التي تبعد أقربها عن الجماعة بأربعين كيلوا متر أو تزيد،كما ينتقد السكان صغر مساحة المركز الصحي داخليا،و عدم توفره على قاعتين للانتظار واحدة للرجال و الأخرى للنساء،عدم تنظيم الأدوار،انعدام رجل الأمن أو حارس،انعدام الإنارة العمومية،انعدام السياج الوقائي،و للمسؤولين على القطاع و للرأي العام واسع النظر.