أحكام بالبراءة والتخفيض في ملف ‘السوسي' للاتجار الدولي في الكوكايين استفاد منها ثلاثة مدراء سجون والمتهم الرئيسي في القضية عزيزة أيت موسى برأت الغرفة الجنائية الاستئنافية (الدرجة الثانية) بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الماضي، مديرين سابقين لسجن الناظور وزايو متابعين، إلى جانب تاجر المخدرات “ميمون السوسي”، في ملف “شبكة الاتجار الدولي في المخدرات الصلبة (الكوكايين)”، في مرحلته الاستئنافية. وبلغ مجموع الأحكام الجنائية الاستئنافية 13 سنة حبسا و9 أشهر موقوف التنفيذ، وتراوحت بين البراءة والسجن ثمان سنوات. وقضت الغرفة ببراءة كل من محمد العاود (مدير السجن المحلى بزايو)، الذي أدين ابتدائيا بأربع سنوات حبسا نافذا وغرامة 10 آلاف درهم، ومحمد يعكوب (مدير سجن الناظور)، المدان ابتدائيا بسنة حبسا نافذا وغرامة 3 آلاف درهم، ونور الدين خاثير (موظف بالسجن المحلى بورزازات)، المدان ابتدائيا بسنتين حبسا وغرامة 5 آلاف درهم، وعبد الحميد ازروفت (متصرف مساعد بالسجن المحلى بالناظور). وخفضت الغرفة الحكم الجنائي الابتدائي من 12 سنة سجنا وغرامة 50 ألف درهم، إلى 8 سنوات في حق المتهم الرئيسي ميمون السوسي (تاجر مخدرات)، مع مصادرة جميع ممتلكاته. وأيدت الغرفة الحكم الابتدائي الجنائي بثلاث سنوات حبسا نافذا، وغرامة 6 آلاف درهم في حق المتهم أحمد الغانى (عون سلطة)، وبسنتين حبسا نافدا وغرامة 5 آلاف درهم في حق المتهم عبد الحليم الخليفى (ضابط شرطة ممتاز). وأيدت الغرفة الأحكام الابتدائية بالحبس لمدة ثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة ألفي درهم، في حق المتهمين محمد الزعيم (سائق بالجماعة الحضرية)، ومحمد السراج (موظف بمصلحة الحالة المدنية ببلدية الناظور برتبة كاتب ممتاز)، وأحمد الدغمي. وكانت الغرفة الجنائية الابتدائية أدانت، في أكتوبر 2011، هؤلاء المتهمين بأحكام بلغت 25 سنة و3 أشهر سجنا، وتراوحت بين السجن موقوف التنفيذ، و12 سنة سجنا نافذا. وخلال الكلمة الأخيرة للمتهمين، أنكر الجميع التهم المنسوبة إليه، في ما، قال المتهم الرئيسي ميمون السوسي للهيئة القضائية برئاسة المستشار لحسن الطلفي، إنه يبرأ الأشخاص المتابعين إلى جانبه في هذا الملف، واعترف بعدم وجود معرفة سابقة بينه وبينهم، مقرا أنه كان يتاجر في المخدرات الصلبة. وتوبع في هذا الملف ثمانية متهمين، خمسة في حالة اعتقال وثلاثة في حالة سراح مؤقت، من أجل “الاتجار فى المخدرات على الصعيد الدولي والارشاء، والارتشاء، والتزوير. وألقي القبض على ميمون السوسي، الذي يحضر من السجن المحلي “الزاكي” بسلا إلى جلسات محاكمته، بموجب مذكرات بحث وطنية ودولية، من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بعد فراره من السجن الفلاحي بزايو، بإقليم الناظور، في ماي 2008، عندما كان يقضي عقوبة سجنية، عقب إدانته من طرف محكمة الاستئناف بالحسيمة، بعشر سنوات سجنا، لتورطه في قضايا الاتجار في المخدرات. وجاء إيقاف السوسي بعد ورود اسمه، خلال تحقيقات عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عقب تفكيك “شبكة الجوهري”، كما ذكر اسمه خلال تحقيقات عناصر الشرطة القضائية بالناظور، على اعتبار أنه أحد أعضاء شبكة للاتجار وتهريب المخدرات في اتجاه إسبانيا، انطلاقا من جزيرة “مارتشيكا”، قرب شواطئ الناظور. وذهبت جل التقارير إلى أن السوسي، مباشرة بعد عملية الفرار، كان توجه، عبر المعبر الحدودي بين بني أنصار ومليلية، نحو إسبانيا، قبل أن يغادرها في اتجاه أوروبا، ما دفع بالسلطات المغربية إلى إصدار مذكرات بحث دولية، وطلبت من نظيرتها الإسبانية اعتقاله وتسليمه، لكن السلطات الإسبانية نفت وجوده فوق ترابها. واعتقل المتهم، بعد فراره، بناء على محاضر أمنية، ورد فيها اسمه، بعد حجز زورق مطاطي محمل بكميات من المخدرات من طرف فرقة بحرية بالحسيمة، واعتقلت فرقة تابعة للبحرية في شواطئ المدينة أربعة أشخاص كانوا على متن هذا الزورق.