لعل أبرز ما يفرض تحقيق المناصفة حتى يتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة٬ بالحقوق و تحقيق المناصفة بين الجنسين يرتبط بالتأهيل و تكريس المكتسبات التي راكمتها المرأة المغربية خلال السنوات الأخيرة والتي توجها الدستور الجديد بالتنصيص على المساواة والمناصفة وتكافؤ الفرص وإحداث هيئات تسهر على تنزيل هذه المقتضيات خاصة حينما يتعلق الأمر بالممارسة السياسية وحقها في الولوج إلى مراكز القرار. كما ينبغي أن تصبح قضية المرأة قظية وطنية تحظى بإجماع كل مكونات المجتمع مع ضرورة سن قوانين تنظيمية تخضع لمبدأ المناصفة وتكافؤ الفرص بين الرجال والنساء في جميع القطاعات وفي مختلف مستويات المسؤولية و أن التمثيلية الحالية للنساء في المجالس المنتخبة لا ترقى إلى مستوى تطلعاتهن ولا بد من العمل على تعزيزها واستدراك ضعف تمثيليتهن في الحكومة من خلال ضمان حضور وازن لهن في المسؤوليات السامية ومناهضة جميع أشكال التمييز مع استحضار مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات الحكومية وأمام هذا الواقع٬ تثار توجسات كبيرة حول تمكن المرأة المهاجرة من الانخراط كفاعل رئيسي في مسلسل الإصلاح ابتداء من الإصلاح السياسي ومرورا بالإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي تروم إعادة تأهيل الاقتصاد وتقوية نسيجه المقاولاتي حتى يتمكن من تجاوز انعكاسات الأزمة المالية العالمية والاستجابة لتطلعات المواطنين بتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة فالمرأة المهاجرة لديها ما يكفي من المؤهلات لتستغني عن المعاملة التفضيلية٬ فهي ليست في حاجة إلى تدابير تمييزية بل هي في أمس الحاجة إلى الاعتراف بكفاءاتها التي تخول لها الولوج إلى مراكز القرار وتولي المسؤوليات على رأس إدارة المقاولات بناء على معيار الكفاءة والاستحقاق. في هدا الاطار توصلت جريدة مغاربة العالم بدعوة من جمعية الهلال المغربية للمشاركة بملتقى المرأة المغربية بايطاليا تحت عنوان
المشروع بإيجاز شديد يتعلق بتنظيم أنشطة متداخلة تجمع بين ما هو قانوني / حقوقي من خلال العروض والمداخلات التي سيتولى تقديمها باحثون وأساتذة جامعيون ومختصون في مجالات مدونة الأسرة والتشريعات القانونية الوطنية و قوانين بلدان الاستقبال. إلى جانب تنظيم معرض موازي للإبداعات النسوية المغربية في مجال الصناعة التقليدية، وجانب آخر يبرز دور المرأة المغربية المقاولة بايطاليا من خلال إشرافها المباشر على تدبير المقاولات. دون أن ننسى الالتفات إلى نقطة أخرى ستشكل إحدى نواة هذا المعرض تتمثل في الحضور المتميز للطلبة المغاربة في جامعة بولونيا التي تشكل إحدى أعرق الجامعات بايطاليا. ويمكن عند الضرورة إضافة أجنحة أخرى، واختتام التظاهرة بأمسية فنية مغربية بامتياز. يهدف المشروع الى تحقيق الأهداف التالية: - حقوق المرأة المهاجرة بين مدونة الأسرة وقانون بلد الإقامة - مبدأ الملائمة بين التشريعات الدولية والقوانين الوطنية - نساء المهجر من خلال برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومخططها التشريعي في الشق المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء والنهوض بولوجهم إلى مناصب القرار. رغبة منها في تفعيل دور المجتمع المدني في التنزيل السليم لدستور المملكة لسنة 2011، فان جمعية الهلال تتوخى من هذه المبادرة تقريب وجهات نظر مختلف الفاعلين في إبراز مكانة ودور المرأة المهاجرة في التأسيس لرهان المناصفة التي تشكل إحدى التحديات الرئيسية لأجرأة الدستور الجديد الذي ينتظر منه مغاربة العالم الكثير. كما تود اللجنة المنظمة الوقوف عند الإمكانات والمؤهلات التي يمكن الاعتماد عليها من خلال العروض والمداخلات واللقاءات الهامشية لإبراز مدى قدرة المرأة المهاجرة في الانخراط في البرامج والأنشطة الجهوية والوطنية والدولية التي تخص مجالات تنميتها في أفق ضمان تمثيلية منصفة للكفاءات المغربية ببلاد المهجر.