مخالفات المراكب مستمرة ولا تفاعل مع شكاوي المتضررين: النهب.. السيزي.. التدمير.. الجر..مفردات تداولتها السن الصيادين ورددتها وسائل الإعلام ووصل صداها إلى الأوساط والشعبية والسياسية طيلة السنوات الماضية شكاوى الصيادين الذين يلتقطون أرزاقهم من الاصطياد التقليدي لم تتوقف يوماً خاصة بعد ميلاد جمعية أهالي الجزيرة للصيد البحري والتنمية المستدامة والتي تعنى بشؤون البحر والبحارة، ومازالت حتى الآن على الرغم من أحاديث المسؤولين عن تدابير رادعة وفاعلة للحفاظ على الثروة السمكية والبيئة البحرية. يشكو الصيادون التقليديون من ممارسات بشعة تقوم بها مراكب الاصطياد بالجر “باريخا” والتي أدت إلى القضاء على الثروة السمكية وإلحاق الأضرار الفادحة بالبيئة البحرية ما يهدد باندثار هذه الثروة السمكية، وتهدد الألاف بفقدان مصدر رزقهم. شكاوى متكررة ومريرة: الصيادون المحليون التقليديون بالناظور يشكون بمرارة عن مخالفات جسيمة تقوم بها مراكب الصيد بالجر والتي تخالف القوانين المعمول بها خاصة بمناطق الجزيرة وأركمان حيث ولأسبوعين تم رصد عدة بواخر (كنموذج أنظر الصورة)إذ تصطاد في أماكن قريبة من الشواطئ وهي المسافات التي يحرم فيها الاصطياد بالجر بحسب النصوص القانونية والتي تفرض مسافة خمسة كلم على الأقل كأقرب نقطة من الشاطئ.. ويوضح الصيادون بأنهم يبادرون في الإبلاغ عن كل المخالفات التي يصادفونها إلى جهات الاختصاص غير أنهم لا يتخذون أي إجراأت من شأنها الحد من ذلك العبث. ويضيفون أن هذه الممارسات جعلت من البحر الذي كان مليئاً بالأسماك والأحياء البحرية حتى السنوات القليلة الماضية يكاد يكون اليوم خالياً من هذه الأحياء وهو ما يضطرهم للتوغل لنقط بعيدة وهو الأمر الذي كبد الصيادين خسائر فادحة . التدمير لم يتوقف وعاد من جديد: وتمارس سفن الاصطياد بالجر بحسب الصيادين تجريف مراعي الأسماك وتأتي على الأخضر واليابس إضافة إلى رمي الأطنان من الأسماك الميتة في البحر حيث أن كل واحدة من هذه البواخر تقوم باصطياد نوع أو نوعين من الأسماك م باختيار النوع المطلوب وإلقاء الباقي نافقة إلى البحر. وعلى الرغم من بعض محاولات اتقليل من الظاهرة إلا أن أهل المهنة يؤكدون أن هناك العشرات من مراكب الصيد بالجر تخالف القانون وتمارس في البحر أبشع أنواع الاصطياد (الجائر)، ويؤكدون بأن هناك حاجة ماسة لتفعيل دور قوات خفر السواحل لضبط المراكب المخالفة وتلك التي تتسلل وتمارس الاصطياد الجائر خصوصا وقلة التنسيق بين الجهات المعنية. مستقبل غامض ومجهول: ويخلص متتبعون إلى أن مستقبل الثروة السمكية بالمنطقة موضوع حديثنا يحمل كارثة محققة إذا ما استمر هذا العبث والتدمير للثروة البحرية نتيجة عمليات الجرف والهدم التي تتعرض لها من قبل قوارب الاصطياد بالجر ويؤكدون على أهمية اتخاذ تدابير رادعة ورسم سياسات واضحة لاستغلال هذه الثروة الهامة بطريقة سليمة ومستدامة.