قال وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، في أول تصريح له حول المغرب بداية السنة الجديدة، إن المغرب شريك موثوق به بالنسبة لإسبانيا، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تطورات مع مرور الوقت وأصبحت "أخوية" حاليا. وأضاف مارلاسكا في حوار مع صحيفة "لافنغوارديا" الإسبانية، بشأن العلاقات مع المغرب والتعاون في العديد من المجالات كالهجرة، بأن العلاقات الثنائية الآن تنبني على الولاء من الطرفين، مؤكدا بذلك ما صرح به مسؤولون إسبان آخرون في الأسابيع الأخيرة، على رأسهم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وبخصوص التأخر في فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية، نفى مارلاسكا أن يكون المغرب لا يريد الالتزام بالاتفاقيات مع إسبانيا، أو يرفض افتتاحها الجمارك التجارية بالمعبرين الحدوديين، وقال بأن هذه الاتفاقيات تستغرق وقتا من أجل تنفيذها، ولا يرجع سبب التأخير إلى "أي نقص في الإرادة" لدى الرباط. هذا وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، سبق بدوره في الأيام الماضية، أن أكد على حسن العلاقات بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن البلدين يسيران بخطوات ثابتة نحو تنفيذ جميع بنود اتفاقيات خارطة الطريق الجديدة بين مدريدوالرباط التي تم الخروج بها في 1 و 2 فبراير الماضي. وكان وزير الخارجية المغربي ناص بوريطة خلال اللقاء الذي جمعه بألباريس في العاصمة الرباط في الأسابيع القليلة الماضية، قد أشار أن سبب تأخر فتح الجمارك التجارية بكل من معبري سبتة ومليلية يرجع إلى مشاكل تقنية يجري العمل على حلها. هذا وكان سياسيون وفاعلون اقتصاديون في كل من سبتة ومليلية المحتلتين، قد أعربوا عن تفاؤلهم بقرب افتتاح نشاط الجمارك التجارية بالمعبرين الحدوديين مع المغرب، في ظل تولي بيدرو سانشيز لرئاسة الحكومة الإسبانية لعُهدة ثالثة، وهو الذي كان قد وقع على اتفاق خارطة الطريق الجديدة التي تجمع المغرب بإسبانيا وتتضمن فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية. وحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية عن مسؤولين في المدينتين، فإن عدد من الأطراف السياسية والاقتصادية تعتقد أن فتح الجمارك التجارية بمعبر مليلية ومعبر تراخال بسبتة، يجب أن يكون أول خطوة لبيدرو سانشيز في فترته الرئاسية الجديدة، وأول مكسب يُحقق للمدنيتين في هذه الفترة. وكانت اتفاقية خارطة الطريق بين المغرب وإسبانيا، قد تضمنت عددا من البنود، من بينها بند إعادة فتح الجمارك التجارية في مليلية، وإنشاء وفتح مكتب جمركي في معبر تراخال بسبتة، من أجل تقنين حركة نقل البضائع بين المدينتين وباقي المدن المغرب، خاصة بعدما أوقف المغرب نشاط التهريب المعيشي. ويُعول الفاعلون الاقتصاديون في المدينتين المحتلتين على فتح المعبرين بشكل كبير، من أجل انعاش الحركة الاقتصادية والتجارية في كل من سبتة ومليلية، خاصة أنه منذ أن قرر المغرب إيقاف التهريب المعيشي مع المدينتين وإيقاف تنقل البضائع، أصبحت المدينتان تعيشان العديد من التحديات الاقتصادية الصعبة.