ان الحيوان ليس جديدا في الادب الشعبي الامازيغي انه فن قديم متوارث.نعم لقد جعل الانسان الامازيغي من هدا الحيوان شخص يتكلم فمرة يتحدث مع افراد بني جنسه من الحيوانات المختلفة الاخرى ومرة اخرى جعله يتكلم مع الانسان.وهدا مايبين بوضوح تلك العلاقة التي تربط الانسان بالحيوان.لقد جعل الامازيغ من الحيوان رمزا وهدفا استثنائيا يعبر بطبيعة الحال على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.انه ادا ادب قديم في شمال افريقيا فجميع القصص الحيوانية وحتى تلك الحكم الشعبية التي نرويها لها دلالات ومعاني كثيرة تعبربشكل او باخر على الاوضاع التي تربى فيها هدا الانسان في محيطه الاجتماعي.ومن هنا لابد لنا ان نشير الا ان هدا الادب الحيواني موجود في مختلف التقافات العالمية وخاصة لدى المجتمعات القديمة. - قصص الحيوانات: يعد هذا النوع من القصص من أكثرها تشويقاً للطفل، ولاسيما طفل المرحلة المبكرة (3-6 سنوات) فينجذب إليه الطفل فى هذه المرحلة أكثر من أى لون من ألوان قصص الأطفال، والسبب فى ذلك كما يرى علماء النفس أن الطفل الصغير يشعر بسعادة كبيرة إزاء الحيوانات الصغيرة، ولاسيما حين يرتبط معها بعلاقة الصداقة، فهو يألفها، وهى تأنس إليه، وربما كانت العلاقة بين الطفل وتلك الحيوانات أوثق من علاقته بمن هم حوله من الكبار، ولديها من عوامل الاستجابة التى تعبر عنها بأشكال من الحركات اللطيفة التى ترسم الابتسامة على شفتى الطفل. وفى هذا النوع من القصص تلعب الحيوانات الأليفة وغيرها الأدوار الأساسية فهى تشكل الشخصيات الرئيسية بها، فصغار الأطفال (مرحلة ما قبل المدرسة) تبهرهم القصص البسيطة ذات المضمون الواقعى والمرتبطة بالبيئة التى يعيش فيها الطفل. وتهدف قصص الحيوان إلى نقل معنى أخلاقياً أو تعليمياً أو حكمه، أو تنقل مغزى أدبياً، وهى تقوم بتعليم تلك الحقائق الأخلاقية فى شكل مشوق وجذاب لذلك فهى أكثر القصص تفصيلاً لدى أطفال الروضة، على أن تكون لهذه الحيوانات صفات جسمية سهلة الإدراك كالدجاجة الحمراء، والقطة السوداء، ويجوز أن تكون هذه الحيوانات متكلمة أو ذات صوت وحركات، لأن الطفل فى هذا السن يميل إلى الاعتقاد الوهمى بان الجماد والحيوان والنبات تتكلم . والأطفال فى أعمارهم المختلفة يستمتعون بثلاثة أنواع من قصص الحيوان وهى: - القصص التى تقوم فيها الطيور والحيوانات بما يقوم به الأطفال والكبار من أعمال تفسر لهم جوانب من الحياة، بهدف أن يتعودوا آداب السلوك التى تفيدهم فى الحياة، مثال قيام البطة بأعمال التلميذة الصغيرة. - ومن القصص ما تقوم فيها الطيور والحيوانات بأعمالهم الحقيقية فى البيئة كقيام الكلب مثلاً بالحراسة وبذلك يتعلم الطفل كثير من طبائع الحيوانات ويلم بفوائد الحيوانات ومنافعها للإنسان. - هناك نوع ثالث من القصص على لسان الحيوانات يكون ظاهرة التسلية وباطنة الحكمة وتعرض بعض الطرق لتجنب الأخطاء التى قد يقع فيها مثل قصص كليلة ودمنة . 2- القصص التاريخية: وهى حكاية تشتق حوادثها وشخصياتها من التاريخ، وقد تدور حول بطل تأتى الحوادث من خلال سيرته، وقد تصور حادثة تاريخية معينة تبرز الشخصيات فى إطارها ومن أمثلة هذا النوع القصص الوطنية والأحداث الدينية وتاريخ حياة مشاهير الرجال والنساء. ومما لاشك فيه أن تقديم حقائق التاريخ للأطفال تعتبر من الصعوبة بمكان وذلك لأن التاريخ يرتبط بالزمان ومفهوم الزمان بالنسبة للأطفال غامض، كذلك التاريخ يرتبط بالمكان ولا يتضح مفهوم المكان إلا بنمو الطفل عقلياً ولغوياً وأدبياً، كذلك يجد الطفل صعوبة فى إدراك تسلسل الأحداث، ومن هنا جاءت القصة التاريخية التى تعرض على الأطفال، بحيث تبسط الأحداث التاريخية بأسلوب شيق يساعد على تقبلها، ونقوم بتسجيل حياة الإنسان وعواطفة وانفعالاته فى إطار تاريخى، والأطفال حين يصغون إليها يستطيعون أن يدركوا كثير من جوانب الحياة. فعن طريقة القصص التاريخية يدرؤك الأطفال ما يسببه إنسان لغيره من بنى جسمه من آلام حين يظلمه أو يستعبده فيكون ذلك حافزاً لأن ينبذ الأطفال الظلم والاستبداد. ولهذا تلعب القصص التاريخية دوراً هاماً فى تنمية الوعى القومى والانتماء للوطن لدى الطفل، وتعرفه بأبطال أمته وإنجازاتهم، كما تقوى قدرة الأطفال على تمييز المفاهيم والقيم التى تبدو متعارضة مثل وجوب القتال بين الأعداء وتحريمه بين الأخوان، كما تنمى الحاسة الاجتماعية وروح العمل الجماعى والفردى من خلال عرض الأحداث التاريخية وتنمية خيال الأطفال وتفكيرهم وإشباع فضولهم. ولذلك يرى المربون أن قصص التاريخ من القصص المهمة فى تربية النشئ ولذلك يلتمس المؤلفون لذه القصص الأساليب المناسبة التى يألفها الأطفال للأقبال عليها، لذلك هناك مجموعة من الشروط عند كتابة القصة التاريخية ومنها: - أن يحدد الكاتب الصور التى يستخدمها لتقريب الأفكار إلى الأطفال. - تحديد الإطارين الزمانى والمكانى لموضوع القصة بوضوح حتى يستطيع الطفل معرفة موقع الأحداث بالنسبة لحياته. - تقديم وصف للمجتمع الذى تتحدث عنه القصة والبيئة مثل مجالات الطعام والشراب والمسكن والملبس وحياة الطفل. -أن تكون المعلومات المقدمة للأطفال فى القصة زاخرة بوصف مسهب ودقيق وملون حتى يتكون لدى الطفل كثير من الانطباعات الواسعة عن الموضوع.