يبدأ المصنع الإيرلندي لأجزاء وأسلاك السيارات الموجود في المنطقة الصناعية بوجدة، نشاطه يوم السبت 18 مارس. حيث بعدما كان مقررا انطلاقه في يونيو 2022، الموعد النهائي المنصوص عليه في اتفاقية الاستثمار الموقعة مع سلطات المنطقة الشرقية، سيتم أخيرا الانطلاق الرسمي لمصنع الشركة الإيرلندية Aptiv لأسلاك السيارات و الذي سيوفر 3500 فرصة شغل. و تعليقا على هذا المشروع "الغريب" الذي لا يرتبط بأي حسابات اقتصادية واقعية قال المهندس عمر الناجي المدير السابق لمركز الاستثمار بالناظور لأريفينو ان هذا المشروع جاء اثر اتفاقية سابقة بين وزارة الصناعة والداخلية وجهة الشرق مع شركة Delphi. و أكد الناجي للموقع أنه و قبل 2011 كانت الناظور تستقطب نصف الاستثمارات الصناعية بجهة الشرق بعيدا عن وجدة. وكانت الناظور قطب الصناعة بالجهة بدون منازع و الان اصبحت وجدة هي الأولى في استقطاب المشاريع الصناعية وقد لعبت الجهة تحت رئاسة بعيوي ومدير المركز الجهوي للاستثمار بوجدة دورا اساسيا في اضعاف الناظور لصالح وجدة. و هكذا اصبحت وجدة مركزا لمصانع السيارات و الناظور مركزا لمصانع الخردة. و اضاف الناجي ان حسابات الاستثمار وكلفة الانتاج والتصدير تقول بان الناظور هي الاكثر جاذبية بفضل وجود الميناء، ولكن حسابات غير اقتصادية تقف وراء اختيار وجدة دائما. و يؤكد الناجي وجود عامل آخر وراء استبعاد الناظور في العديد من المشاريع الصناعية المهيكلة و هو استنفاذ العقار الصناعي المجهز والتاخر المتعمد في بعض الاحيان في تجهيز عقارات متوفرة من قبيل 500 هكتار المتواجدة باولاد ستوت. و ختم الناجي تعليقه بأن مؤشر IDE يؤكد انه و منذ 2011, لم تستقطب الناظور اي استثمار اجنبي مباشر. كما أن صندوق الاستثمار بالجهة الشرقية FIRO الذي يتحكم في محفظة تمويل ب 300 مليون درهم لم يساهم في تمويل اي مشروع استثماري بالناظور خلال هذه المرحلة. و ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها انشاء مشاريع كبرى بوجدة بحسابات غير اقتصادية حتى ان وزير التجهيز و النقل الاستقلالي بركة اشتكى من أن الطريق السيار نحو وجدة غير مبرر اقتصاديا و ان انشاءه كان لحسابات سياسية فقط. كما ان انشاء المصنع الجديد يأتي في سياق تواتر الانباء عن رغبة عدة جهات في تقاسم المنشآت الصناعية المرتبطة بميناء الناظور الجديد، سواء عبر ربطه بجرسيف و تاوريرت أو الدريوش و حتى إلى فاس كما صرح وزير التجهيز مؤخرا. و هذا التطور يأتي في سياق ملاحظة تراجع كبير في اهتمام بيوي و مجلس الشرق باقليمالناظور، بعد ان اصبح الناظوريون الكبار ضمن اغلبيته فيما يذكر الجميع كيف كان يولي اهتماما كبيرا بالناظور ايام كان اعضائها يتكتلون في معارضته. و كل هذا يأتي في الوقت الذي يعيش فيه اقليمالناظور ارتفاعا كبيرا في نسبة البطالة و التي تجاوزت 19% و تراجعا كبيرا في الرواج التجاري بعد وقف التهريب مما دفع شريحة كبيرة من المجتمع الى مستنقع الفقر و الهشاشة. وتشير المصادر إلى أن هذا الافتتاح، الذي سيحضره ممثلون عن الشركة المصنعة للمعدات ومسؤولون مغاربة، سيتم على هامش دورة مؤتمرات « Les Orientales » ، التي ستعقد من 17 إلى 18 مارس في وجدة. وتطلب المصنع المذكور الذي يغطي مساحة 8 هكتارات في المنطقة الحرة للتسريع الصناعي في القطب التكنولوجي بوجدة، استثمارا قدره 394 مليون درهم. و للتحضير لافتتاحها الوشيك، أطلقت الشركة المصنعة للمعدات حملة توظيف في المنطقة في منتصف دجنبر 2022. مصنع «Aptiv» أو دلفي سابقا، هي مجموعة متخصصة في تصميم وتصنيع مكونات السيارات، بما في ذلك الأسلاك والمعدات الإلكترونية والأنظمة الكهربائية للسيارات الهجينة. و أكدت المجموعة أنها متواجدة في 48 دولة، حيث توظف أكثر من 200000 شخص، من خلال 131 مصنع إنتاج و11 مركزا تقنيا. وتضيف الشركة: «نتوفر على 23 عميلا من بين أكبر 25 شركة لصناعة السيارات في العالم». «شركة Aptiv تتواجد في المغرب منذ عام 1999، واستمرت في التطور ويشمل نشاطها 7 مصانع و1 قمر صناعي و 1 مركز لوجستيك و1 مركز تطوير، موزعة بين طنجة والقنيطرة ومكناس ووجدة. توظف أبتيف أكثر من 17000 شخص في المغرب»، تضيف الشركة الإيرلندية التي تؤكد أن تاريخ بدء تشغيل مصنع وجدة يتماشى مع الجدول الزمني الموقع في الاتفاقية، أي يونيو 2022 لبدء التركيبات ومارس 2023 لنهاية الأشغال. علاوة على ذلك، بدأت خطوط التجميع الأولى بالفعل في تصنيع النماذج الأولية.