اختارت كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة شاطئ مدينة الناظور على البحر الأبيض المتوسط لإنجاز التمرين الميداني لمكافحة التلوث البحري الطارئ وهو تمرين ينظم كل سنتين. وانطلق التمرين الميداني من فرضية انفجار بسطح ناقلة محملة بما يعادل 30 ألف طن من النفط الخام بعرض ساحل مدينة الناظور وسينتج عنه تسرب للنفط بكمية تقدر ب300 متر مكعب ..في الساعة تتكون مراحل التمرين الميداني الذي عرفته الناظور يوم الأربعاء الماضي من المراحل التالية تدخل لانقاذ ومساعدة طاقم الناقلة المكون من 50 شخصا والذين يتواجدون في حالة طارئة، أما المرحلة الثانية فتهم معالجة الانسكاب الزيتي والعمل على حصره وجمعه، أما المرحلة الثالثة فتهم التدخل بالشاطئ لمعالجة التلوث البحري وحماية الشاطئ . وقال عبد الكبير زاهود الوزير المكلف بالماء والبيئة في تصريح ل «لأحداث المغربية» إن هذا التمرين التجريبي يساعد على الوقوف على أهم المستجدات ومتطلبات الاستعداد لمواجه التلوث البحري في حالة وقوعه، وهو تمرين أقرب إلى الواقع، كما يساعد الجهات المعنية بالتدخل الميداني من فهم التطورات والوقوف على الصعوبات خاصة المرتبطة بالجزئيات». وحول مدى كفاية تمرين تدريبي كل سنتين ومدي قدرته على إعداد المغرب لمواجهة التلوث البحري الذي قد يتهدد مياهه البحرية سواء في المحيط الأطلسي أو البحر الأبيض المتوسط قال زهود » هذا المعيار هو معتمد من طرف الخبراء الدوليين في مجال الانقاذ ومحاربة التلوث البحري كما أن النصوص التنظيمة المعمول بها في المغرب في هذا المجال كلها تنص على أن يكون هذا التمرين كل سنتين». ومن خلال المعاينة لهذا التمرين الذي عرفته المياه البحرية لإقليم الناظور ، تبين أنه لنجاح أي تدخل لمواجهة خطر التلوث الذي قد يتهدد البحار المغربية لا بد من التنسيق بين كافة المعنيين وهم البحرية الملكية التي تتولي تدبير عملية الإنقاذ في المياه وتجميع المعلومات عن حجم التلوث وطبيعته، فيما تؤازرها القوات الجوية التي تتولي مهام إنقاذ الطاقم وحمل المصابين منهم من البحر إلي البر وتسليمهم للوقاية المدنية لإسعافهم قبل توجيههم إلى المستشفى. ويبقى دور كتابة الدولة المكلفة بالبيئة والماء دورا تنسيقيا وإداريا أكثر منه عمليا إذ تتكلف القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والسلطات الإقليمية للمكان الذي عرف الحادث هي بالتدخل لكن بناء على إعلان الوزارة الوصية عن المخطط الوطني الاستعجالي للتدخل والشروع في تطبيقه بتنسيق مع السلطات المحلية. ويأتي هذا التمرين في سياق تجاوز كل الأخطاء التي يكشف عنها الواقع العملي خاصة على مستوى التنسيق ما بين المعنين بالتدخل الميداني وهم البحرية الملكية ثم القوات الجوية والوقاية المدنية التي تبدأ مهامها في البر علي خلاف باقي المعنين الآخرين الذين يتدخلون في منطقة الحادث. اختيار الناظور لتنفيذ هذا التمرين لم يكن اعتباطيا بل برره الاحتمال الكبير لتعرض هذه المنطقة البحرية لخطر التلوث خاصة وأن ثلث البترول الدولي يمر من هذه المنطقة بالإضافة إلى وجود اتفاقيات دولية للتعاون في مجال محاربة التلوث البحري في منطقة البحر الأبيض المتوسط علي حد تعبير أحد الكولونيلات لدى رده على استفسار للوزير الذي لم يتمكن من الصعود إلى السفينة موضوع التمرين بسبب وقته واكتفى بتتبع عملية حصر خطر التلوث في المكان المفترض أنه تعرض للتلوث. للإشارة فقد استعمل في هذا التمرين مواد عضوية باعتبارها مواد ملوثة عوض النفط ، والماء العذب عوض استعمال مواد الكيماوية في محاربة هذا التلوث البحري، كما شاركت في هذا التمرين دول من مبادرة خمسة +خمس دفاع وهو إطار يجمع بعض الدول المتوسطية من بينها فرنسا واسبانيا والجزائر وتونس وليبيا كإطار يعمل على دعم جهود التعاون ما بين شمال ضفني المكتوسط لمحاربة التلوث البحري وحماية البيئة سعيد جادلي