أفادت مصادر اكاديمية بان الناظور و معها عدد من مدن المغرب تعيش أزمة غير مسبوقة بعد أن تراجعت موارده المائية لأكثر من 70 في المائة، وانخفضت حقينة السدود إلى مستويات متدنية (أقل من 1 في المئة بالنسبة لسد محمد الخامس المزود الرئيسي بالماء لاقليم الناظور ) لم تعرف منذ سنوات بفعل الجفاف الذي أعاد مرة أخرى إلى الواجهة ضرورة ترشيد استعمال المياه، خاصة بعد ناقوس الخطر الذي دقته وزارة الداخلية بمنشور دعت من خلاله إلى اعتماد تدابير لترشيد استعمال المياه وضمان التزود بالماء الصالح للشرب. وتعليقا على الموضوع قالت شرفات أفيلال، وزيرة منتدبة مكلفة بالماء سابقا إن المغرب "يعيش حالة جفاف حادة وقاهرة، ويمكن أن تكون مقلقة، لم يعشها منذ أربعين سنة، وهي أزمة لم تمس اليوم العالم القروي فقط"، مضيفة: "رغم أننا عشنا حالات جفاف مماثلة، لكنها كانت تطال بالأساس المناطق التي تفتقد البنيات التحتية والتجهيزات المناسبة"، وزادت أن أزمة الماء في حاجة إلى مراجعة السياسات العمومية. وأفاد محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة والمتخصص في الهندسة البيئية، بأن "المغرب يعيش حالة طوارئ مائية جاءت بعد أن أصبحت نسبة ملء السدود مقلقة، إذ لم يتم تسجيل مثيل لها منذ 30 عاما، بحيث لا تتجاوز الربع، أي ما يقارب 40 مليار متر مكعب؛ وكل هذه الأرقام تؤكد أن البلد وصل إلى حالة إجهاد مقلقة". وقالت إلهام بلفحيلي، باحثة في قضايا التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، إن المغرب "يعاني بشدة من آثار التغيير المناخي، لأنه يقع في إحدى أكثر المناطق جفافا في العالم، تعرف بوتيرة أسرع توالي ظواهر طبيعية مثل الجفاف وتسونامي والفيضانات، كما يمكن أن تعرف اختفاء مدن ساحلية في المستقبل، بحكم تواتر هذه الظواهر التي ستؤدي إلى اختلال في النظم الإيكولوجية، وقد تتسبب في ظهور أمراض جديدة، أو تؤدي إلى هجرة قسرية بسبب نقص المياه".