انطلقت فعاليات الدورة الأولى لمنتدى جهات إفريقيا، الخميس 8 شتنبر الجاري، في مدينة السعيدية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتحت شعار: "مساهمة الجهات في التنمية المستدامة ودينامية الاندماج على المستوى الإفريقي"، وذلك بحضور السيد الوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية ممثل السيد وزير الداخلية؛ السيد والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد ؛ السيد المدير العام لصندوق الايداع والتدبير؛السيد الوالي مدير التعاون الدولي ؛السيد العامل مدير مالية الجماعات الترابية ؛السيد العامل المكلف بالتعاون والتوثيق؛ و السيد عامل اقليمبركان؛السيدة رئيسة جمعية الجهات المغربية؛السيد الرئيس الشرفي لجمعية الجهات المغربية؛ و بعض سفراء دول افريقية بالمغرب ؛السيدة رئيسة منظمة المدن والحكومات المتحدة افريقيا؛ السيد الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المتحدة لافريقيا؛السادة رؤساء المصالح الامنية؛ السيد المدير العام لوكالة تنمية بحيرة مارشيكا؛السيد المدير العام لوكالة تنمية وإنعاش عمالة وأقاليم الجهة الشرقية للمملكة ؛السيد رئيس جامعة محمد الاول؛السيدات و السادة رؤساء وممثلي المجالس المنتخبة للجماعات الترابية المغربية؛السيدات و السادة رؤساء وممثلي الجهات الإفريقية؛السيدة منسقة منتدى الجهات لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة؛و عدد من رؤساء الجهات الإفرقية، والسادة رؤساء المصالح الممركزة و اللاممركزة، وممثلي السلك الديبلوماسي وفي كلمة له ، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى،رحب السيد رئيس مجلس جهة الشرق برؤساء الجهات الافريقية ومثيلاتها وأطرها على تلبية الدعوة لحضور أشغال الدورة الأولى لإنشاء منتدى الجهات الافريقية، مشيدا بالعمل الذي قامت به رئيسة جمعية جهات المغرب لخلق الشروط الضرورية لإنجاح المبادرة، وجهود رئيسة منظمة المدن والحكومات الافريقية المتحدة وكاتبها العام على ما يبدلانه من جهود وتحركات لفائدة الجهات الافريقية على الصعيدين الافريقي و الدولي. وشدد رئيس مجلس جهة الشرق في كلمته على ضرورة الاشتغال من أجل أن تندرج جهود هذه الأداة الافريقية الجديدة ضمن جهود جبهة الدفاع عن مصالح الجهات الافريقية وحقوق ساكنتها في التنمية والوحدة و الدموقراطية والرفاه الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والمجتمعي. وبعدما، سلط السيد عبد النبي بعوي الضوء على أهمية هذا الحدث الذي يحتضنه تراب جهة الشرق في هذه المدينة الغراء المعروفة بالجوهرة الزرقاء والذي أتاح امكانية التعريف ببعض المحطات التاريخية لنضال هذه الجهة في سبيل دعم كفاح افريقيا وشعوبها سواء إبان معركة التحرير من أجل الاستقلال أو معركة التنمية والدموقراطية وحقوق الانسان بعد الاستقلال، أطلع الحاضرين على ان ما تزخر به جهة الشرق لأنها جهة غنية بتاريخها النضالي ورصيدها الثقافي والأدبي والموسيقي ومعروفة بكرم أهلها و جديتهم في الأمور كلها. كما ذكر رئيس مجلس جهة الشرق، بانخراط جهة الشرق ووقوفها بمختلف مكوناتها الى جانب رواد حركات التحرير الافريقية الذين استضافتهم، و مكنتهم من وسائل التعلم والتدريب على مختلف وسائل الكفاح ضد الاستعمار وبالخصوص مدينة بركان، معبرا عن ذلك بالقول: إلى أنه "اذا كانت هذه الحقائق وساما يعلق على صدر ساكنة جهة الشرق، فها هي اليوم تستقبل، وبكل حفاوة، أبناء و أحفاد قادة ثورة التحرير الافريقية لمتابعة مسيرتها ومواقفها الثابتة من أجل صناعة محطة نضالية أخرى، تستهدف هذه المرة، إزالة قلاع التخلف و الجهل و الفقر و البطالة وبناء مجتمع افريقي شامخ على مبادئ المساواة و العدالة الاقتصادية و الثقافية و البيئية و التكنولوجية". واعتبر السيد رئيس مجلس جهة الشرق أنه من حق الجهة أن تحتضن ميلاد منتدى الجهات الافريقية على هذه الأرض والذي انبثقت فكرة انشائه فوقها أيضا، وتشكل مكسبا سيجعل من دور الجهة دورا اساسيا و لبنة أخرى تربط الحاضر بالماضي وتستشرف المستقبل. ورجع السيد عبد النبي بعوي للتذكير بذات الكلمة، بسياق ميلاد المنتدى، مفيدا أن فكرة تمكين الجهات الافريقية من أداة تنظيمية قد بدأت تشق طريقها الى الوجود انطلاقا من التوصيات الصادرة عن المناظرة الأولى للتعاون اللامركزي المنعقدة بتاريخ 17 فبراير 2011 . وبعد ما حسمت المناظرة الثانية حول التعاون اللامركزي المنظمة بتاريخ 27 أبريل 2018 بصفة مفصلية وأوصت من خلال اعلان وجدة الموقع من طرف 24 بلدا إفريقيا بضرورة تأسيس منتدى الجهات الافريقية. مذكرا في هذا الصدد أنه قد تم تنزيل هذه التوصية الى ارض الواقع بمناسبة انعقاد النسخة الثامنة لأفريسيتي بتاريخ 20 نونبر 2018 حيث ثم تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة رئيس مجلس جهة الشرق اسندت إليها مهمة اعداد المؤتمر التأسيس للمنتدى. وأكد السيد عبد النبي بعوي أن جهة الشرق لم تكن لتلعب هذا الدور لو أنها لم تستلهم طريقها من الرؤية المستنيرة الحكيمة لجلالة الملك محمد الساد نصره الله، التي ترجمها الخطاب التاريخي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أمام إخوانه رؤساء و قادة الدول الافريقية بأديس أبابا بتاريخ 31 يناير 2017 عبر فيه على القيم المثلى لسياسة التعاون والتضامن والتواصل و بناء جسور الأخوة و اليد الممدودة التي يجب أن تشكل المسلك الصحيح لبناء الانسان الافريقي، هوية و ثقافة و اقتصادا، بناءا محكما ينقله الىحالة اليقين بحقوقه و قدراته و مهاراته و إبداعه التحرري. وتطرق رئيس مجلس جهة الشرق الى المبادرات التي انخرط فيها مجلس الجهة منها، تفعيل مقتضيات المنظومة القانونية التي جاءت بها الجهوية المتقدمة المعتمدة في بلادنا بحيث بادرت الى توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع بعض الجهات الافريقية الصديقة مثل جهة ناوا بساحل العاج و جهة بوكل دو موهون ببوركينافاسو و جهة كاولاك بالسنغال وجهة بارينغو بكينيا و جهتي تومبوكتو وكاي بجمهورية مالي، بالإضافة إلى المبادرات التي اتخذتها مختلف جهات المملكة مع مثيلاتها في البلدان الافريقية الصديقة في إطار منهجية التعاون اللامركزي. وأطلع رئيس مجلس جهة الشرق الحاضرين على الزخم الكبير الذي عرفته هذه التجربة في ضوء احداث الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي للجماعات الترابية (FACDI) من طرف المديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية بحيث كان من نتائجها تمويل و انجاز مشاريع مختلفة بشراكة مع الجماعات الترابية ، ووقع هذه المبادرة على مستوى الجماعات الترابية الافريقية و تجلى ذلك في الدورة التاسعة لأفريسيتي 2022 المنعقدة بكيسومو بكينيا، مما جعل هذه المبادرة تحضى باهتمام كبير، خول لنا ادراجها ضمن البرنامج المقترح للنقاش أثناء الجلسة السادسة لهذا اليوم. وأكد السيد رئيس مجلس جهة الشرق أن الجهة كذلك جعلت من التعاون اللامركزي والاقتصاد التضامني والاجتماعي والتدريب الترابي (Coaching Territorial) للموارد البشرية محورا أساسيا في تحركاتها اتجاه الجهات الافريقية وأصبحت تتوفر على تجربة رائدة يمكن الاستفادة منها. وتضع جهة الشرق هذه التجربة رهن اشارة كل من أراد معرفة المزيد من المعلومات عنها والتي تعتبر مبادرة التعاون الذي حصل بين مركز التدريب الترابي بجهة الشرق و جهة كاولاك بالسنغال نموذجا حيا لها ينبغي الاحتداء به. وخلص السيد عبد النبي بعوي، لدعوة جميع الحاضرين للتسلح بالأمل لجعل من منتدى الجهات الافريقية منصة للحوار وأداة للدفاع عن مصالح الجهات والتأكيد على حقوقها في الحياة الرغيدة والتعليم الرشيد والسكن اللائق بالرغم من ان الحالة في افريقيا والعالم لا تبعث على الارتياح الأمر الذي يتطلب منا التحرك في اطار الوحدة والتضامن و التكافل والتكامل.