نظمت كل من جمعيتي أمزيان والكتاب الأمازيغي، وبتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بجهة الشرق، ندوة علمية احتفاء بصدور كتاب "حرب الريف بالمغرب 1921-1926، وجهة نظر إنجلترا للأحداث" للمؤرخ ريتشارد بينيل، والذي ترجمه من الإنجليزية إلى العربية، الدكتور جواد رضواني، ابن ميضار، وأستاذ الإنجليزية بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور. هذا اللقاء العلمي والأكاديمي الذي احتضنته مكتبة المركب الثقافي بالناظور مساء يوم السبت 23 يوليوز 2022، والذي تزامن مع الذكرى الأولى بعد المئة على مرور معركة أنوال الخالدة، حضره، بالإضافة إلى مجموعة من المتخصصين والباحثين في تاريخ الريف، وكذا مجموعة من الطلبة والمهتمين، السيد منتصر لوكيلي بصفته المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بجهة الشرق، حيث افتتح هذه الندوة بكلمة نوه فيها بالمجهودات التي تبذلها كل من جمعيتي أمزيان والكتاب الأمازيغي في الجانب الثقافي بالمدينة والريف على العموم. كما نوه بمجهودات الباحثين في تاريخ الريف، خصوصا الكتاب المحتفى به "حرب الريف بالمغرب 1921-1926؛ وجهة نظر إنجلترا للأحداث". وفي مداخلته، تطرق الدكتور جواد رضواني إلى إعجابه بكتاب ريتشارد بينيل، وأن تفكيره في ترجمته إلى العربية ليصل إلى جمهور عريض من القراء في الريف والمغرب عموما، وأن ما حركه بالأساس، هو تقديم شيء يخدم الريف، هذا ما جعله يتصل بالكاتب الأصلي عبر الإيميل، ويناقش معه فكرة ترجمة الكتاب، وأمور أخرى تتعلق بإمكانية إحداث تغيير في العنوان، وقد أكد رضواني أنه كان شديد الحرص على أن يكون أمينا في ترجمته. من جانبه، تطرق الدكتور ميمون أزيزا، أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، إلى جوانب متعلقة بالمؤرخ ريتشارد بينل، وظروف اشتغاله في موضوع حرب الريف، خصوصا أنه اشتغل في نفس المدة التي كانت تشتغل فيها ماريا روسا ذي مادارياغا حول نفس الموضوع، كما تحدث ميمون أزيزا حول ظروف لقائه مع ريتشارد بينيل في إسبانيا، وبعض مما جرى بينهما من حديث حول البحث في تاريخ الريف. من جهة أخرى، تطرق إلى مجموعة من الملاحظات التقنية التي سجلها حول الترجمة المنجزة، خصوصا ما يتعلق بالعنوان وبعض أسماء الأعلام الإسبانية وطريقة كتابتها بالعربية. أما الدكتور محمد أحميان، أستاذ التاريخ، وصاحب كتاب "الريف والبحر الأبيض المتوسط 1830-1926′′، فقد قسم مداخلته إلى شقين، تحدث في الشق الأول عن المواضيع الواردة في كتاب ريتشارد بينيل، والذي هو في الأصل أطروحة دكتوراة نوقشت سنة 1979، أما في الشق الثاني، فقد ركز على مجموعة من الملاحظات حول الترجمة، خصوصا، ما يتعلق بالعنوان، وكذا بعض المفاهيم في الحقل التاريخي. بالإضافة إلى ذلك، أكد أحميان على أهمية أن تعرض الأعمال المترجمة في الحقل التاريخي على المؤرخين. بعد ذلك، تم فتح باب النقاش أمام الحضور، والذين أثرت مداخلاتهم وتساؤلاتهم النقاش، الشيء الذي زاد في إنجاح هذه الندوة التي نظمت خصيصا للاختفاء بكتاب الدكتور جواد رضواني الصادر عن أفريقيا الشرق سنة 2022، والذي انضاف إلى إصداراته السابقة بالإنجليزية والعربية في ميادين الشعر والمسرح والنقد، بل وانضاف أيضا إلى الرصيد المكتوب حول تاريخ الريف الذي ما زال في أمس الحاجة إلى النبش فيه، والتنقيب عما كتب حوله لترجمته إلى العربية والأمازيغية. في الأخير، تم توقيع الكتاب وأخذ صور تذكارية مع الحاضرين.