لقاء القمة الإسباني المرتقب بين الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة يحمل الكثير من المواجهات الداخلية وسيحسم المباراة غوارديولا ومورينيو ومن سيكون الأقدر على التعامل مع الضغوط. لكن الجمهور المغربي العاشق للدوري الاسباني، يستعد لمتابعة المباراة، وأنصار البارصا والريال يتراهنون على من يكون الفائز.، وهذا عربون القرب (14 كلم) وعربون الصداقة بين الشعبين المغربي والاسباني. وفي ما يلي إضاءة شاملة عن المباراة قدمتها أوروسبور العربية.. مدريد- خاص (يوروسبورت عربية) في الدقائق الأخيرة من فيلم "ديث برووف" يراقب قاتل سيكوباتي سكير بطلات الفيلم المغامرات بنظارته المعظمة، الفتيات يمارسن بفرح هوايتهن المفضلة بالسير بسيارتهن على سرعة 200 كم في الساعة، القاتل الشرير تبدو على ملامحه أنه عثر على الضحية المناسبة مقرراً اللهو معهن قليلاً بمطاردتهن بسيارته قبل أن يتخلص منهن للأبد، لقد قرر أن يكون كابوسهم الأخير. لقد تم توزيع الأدوار قبل كلاسيكو خريف 2010 الإثنين المقبل، جوزيه مورينيو هو ذلك القاتل"المرتزق" يعود مرة أخرى إلى الملعب الذي جلس فيه على ركبتيه فرحاً وهرول كالطفل الصغير سعادةً بقهر البارسا مرتين مع فريقين مختلفين ( تشيلسي اللندني والإنتر الإيطالي)، مثيراً سخط إقليم بأكمله، ولن تجد أفضل من الصورة الهزلية التي قدمتها صحيفة سبورت الإسبانية (المناصرة للبارسا) قبل ثلاث سنوات لمورينيو، متردياً معطفاً شتوياً باهظ الثمن بياقة مرتفعة تخفي رأس المدير البرتغالي خلفها، وفي أعلى الرأس يمكن تمييز قرنين باللون الأحمر ينتميان لشيطان لئيم. في المقابل، الفتيات المغامرات المحبات للسرعة والعاشقات للسيارات يمثلن البارسا بشكل خاص على مدار العامين والنصف الماضيين تحت قيادة "بامبي" الكرة العالمية بيب غوارديولا، حسب وصف الصحف المناصرة للفريق الكاتالوني، حامل رسالة "كرة القدم الجميلة"، بالهدوء المعتاد، مستخدماً عباراته التقليدية عن أن مشوار البارسا "مازال طويلاً". مورينيو "علامة مسجلة" في حقيقة الأمر، مورينيو ابن مدينة سيتوبال، هو النموذج الحي للنزعة الكلبية في كرة القدم، هو أكثر المتفهمين للكيفية التي تجري بها الأمور في عالم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إنه يعلم ما الذي يريده "السيرك" تماماً، يفهم طبيعة كونه "علامة مسجلة"، إنه نسخة كروية من جاك نيكلسون، معطياً جميعاً نفس الابتسامة المزيفة لعدساتهم، مورينيو يعلم تماماً أن الجميع يريده من أجل بيع تمثاله الصلصالي في المحلات التذكارية وليس لعقد الصداقات معه، يعلم تماماً كيف يبدأ المعارك وكيف ينهيها، وفي الختام يعود إلى منزله مشاهداً حلقته التلفزيونية المفضلة قبل النوم. إدراك المدير البرتغالي طبيعة مواجهة الإثنين المقبل يجعله يبحث عن النتيجة أولاً وأخيراً، أو كما قالها صريحة بأن "الخروج من لقاء الكامب نو المقبل بنقطة التعادل لن يكون أمراً سيئاً"، يعلم جيداً أنه سيخوض مواجهة على نفس الرقعة التي لعب بها مع تشيلسي والإنتر ولكن بقطع شطرنج مختلفة، إنه لا يمتلك نفس الكامبياسو أو الزانيتي أو شنايدر أو ميليتو، ولكنه هذه المرة يمتلك مع ريال مدريد كتيبة شابة بإمكانها إهداءه الفوز الأول على البارسا كمدرب بالكامب نو. مورينيو لن يكون "بيللغريني" آخر، حاول أن يستخدم نفس أسلوب "الحديد والنار" والخشونة التي تصل إلى حد "الغباء" في التعامل مع لاعبي البارسا في آخر كلاسيكو بنيسان/أبريل الماضي، والذي نتج عنه تفوقاً معنوياً وذهنياً وفنياً بالتدريج لأبناء غوارديولا، لن يوجد شابي ألونسو تائه ولا فيرناندو غاغو من الأصل، أو سيرخيو راموس طائش أو كريستيانو رونالدو معزول تماماً عن بقية رفاقه. مورينيو لن يكرر محاولة شل محركات البارسا كما فعل في نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي الكامب نو برفقة الإنتر، أمامه أكثر من اختيار لوضع أفخاخ في منتصف الملعب بإمكانها إيقاف الثلاثي شابي هيرنانديز وسيرجيو بوسكتيس وأندريس إنييستا، مورينيو يمتلك وتداً تم إعادة ترميمه مثل ألونسو، ومعه وتد لشن الهجمات بنفس القدرة على إفسادها مثل سامي خضيرة ومعه فخ فرنسي باسم لاس ديارا (في حال تكرار نفس الإستراتجية الى لعب بها في مباراة دوري الأبطال أمام آياكس). مشاركة لاس مرتبطة بإقحام قطعة شطرنج مهمة على الصعيد الهجومي وهو الألماني مسعود أوزيل، في مشاركة قد تدخل بعض الارتباك لخط دفاع كاتالوني عرف بعض الاهتزاز في مواقف عديدة، مستقبلاً 8 أهداف في 12 مباراة بالليغا، ما وضع دائرة حمراء حول مردود المدافع جيرارد بيكيه منذ بداية الموسم.( المدرب البرتغالي يعلم تماماً كيف سجل فريق مثل هيركوليس هدفين في مرمى البارسا في مطلع الموسم بقلب الكامب نو). غوارديولا وحشاًَ غوارديولا وضع شوكة في ظهر بيللغريني بنيسان/أبريل الماضي، بوضع ظهيره البرازيلي داني ألفيش كجناح أيمن محولاً حياة دفاع الريال في البرينابيو إلى جحيم. وهذه المرة سيحاول غوارديولا تحضير شوكة من نوع جديد لمورينيو، خاصة أن حالة العجز التي عرفها الفريق الكاتالوني أمام إنتر مورينيو بدوري الأبطال كانت مثيرة للدموع، مع الوضع في الاعتبار أنه سيلاقي الإثنين صاحب أقوى دفاع حتى الآن، وهو لقب لم يكن يخص الريال كثيراً خلال العقدين الأخيرين، ولكن في وجود كارفاليو وبيبي فالأمر الحلم تحول إلى حقيقة. غوارديولا جلس وحيداً في غرفته بمدينة غامبارت الرياضية الخاصة بفريقه، وهو يعلم جيداً أنه لا يمكنه تكرار نفس الخطأ مرتين، لا يمكنه التعرض لنفس الشلل، يعلم تماماً أنه لا يمكنه أن يعطي الفرصة لتكرار نفس حالة الإحراج التي تعرض لها أمام كوبنهاغن الدنماركي في دوري الأبطال، أمام فريق يجيد شن الهجمات المرتدة ويتمتع بدفاع صلب، ربما "لن يكون هذا الكلاسيكو هو نهاية العالم" كما روج بيب منذ أسبوعين، ولكنه يعلم جيداً أنه خلف الريال بنقطة في سباق القمة، وأن الخروج بنيجة سلبية قد يضع الفريق معنوياً على الأقل في مربع حرج في الربع الثاني من الموسم. على الجانب الأخر، غواريولا الذي تفحص شرائك ريال مدريد على مدار الأيام الأخيرة في غرفته الخاصة بالمدينة الرياضية، يمكنه ملاحظة حالة الإهتزاز "المتقطعة" التي عرفها الفريق المدريدي أمام ريال سوسيداد وخيخون بالدوري وأوكسير الفرنسي بدوري الأبطال، وعلى الرغم من فوز أبناء مورينيو بالمباريات الثلاثة، إلا أن حالة التيه التي مر بها خطا الوسط والهجوم بالفريق الملكي كانت واضحة للعيان، خاصة في مباراة خيخون التي يعتبرها البعض أنها كانت الأضعف للميرينغي، خاصة في ظل حالة الضغط التي شكلها لاعبو سبورتنغ على لاعبي الريال في منتصف ملعبهم طيلة المباراة، ويبدو الأمر مغرياً بالنسبة لبيب في ظل وجود أسرع فريق للتحول الهجومي في الدوري مع ميسي وبيدرو وفيا (يتوجب مشاهدة الهدف الثاني في مرمى فياريال بالمرحلة 11). الأصوات المناصرة للبارسا تؤمن تماماً بأنه غوارديولا في وضع "أخلاقي" أفضل بالإبقاء على عهده باللعب بنفس أسلوب البارسا المعتاد، نفس الجماليات، وفياً لنفس النسق. ولكن بيب يعلم جيداًَ أنه لا يمكنه السماح لمورينيو بالإستمتاع وحده بلعب دور الوحش الكاسر، تاركاً دور "الحمل الوفي لكرة القدم الجميلة" للبارسا حسب وصف المناصرين للفريق الكاتالوني.