رفعت إيران تقديرات احتياطياتها من البترول، اليوم الاثنين، إلى مستويات تعود بها إلى المركز الثالث على مستوى العالم، بعد أن قال العراق الأسبوع الماضي إنه تجاوز الجمهورية الإسلامية. وقال محلل، قبل اجتماع منظمة "أوبك" يوم الخميس: إن البلدين يخوضان "حرب مزايدة" على الاحتياطيات التي تتضمن عادة عوامل أخرى مثل الطاقة الإنتاجية، حينما يتعلق الأمر بتخصيص الحصص. وقال مسعود مير كاظمي، وزير البترول الإيراني، في مؤتمر صحفي: إن إيران لديها احتياطيات من البترول تبلغ 150.31 مليار برميل، مقارنة مع تقديرات سابقة بلغت ما يتراوح ما بين 132 و138 مليار برميل. وأضاف أن هذا الرقم سيتم تعديله بالارتفاع قريبًا. وتابع مير كاظمي يقول: "سيتم رفع هذا الرقم الأخير بالقطع بحلول نهاية العام". ورفع العراق، يوم الإثنين الماضي، احتياطياته المؤكدة من البترول بمقدار الربع إلى 143 مليار برميل، متجاوزًا إيران ليأتي خلف السعودية مباشرة من حيث مصادر البترول التقليدية، والثالث بعد فنزويلا إذا تم حساب الاحتياطيات من المصادر غير التقليدية. وقالت أمريتا سين، المحللة لدى "باركليز" في لندن عن الادعاءات التنافسية للبلدين: "يبدو الأمر تقريبًا بمثابة "حرب مزايدة". وهيمنت على اجتماعات "أوبك" في سنوات الثمانينيات أثناء الحرب العراقية- الإيرانية، مطالبة العراق بحصة في الإنتاج مساوية لحصة إيران، ولم تحل هذه المشكلة إلا بعد انتهاء الحرب، حينما تخلت دول أعضاء في المنظمة عن أجزاء من حصصها لبغداد حتى تصبح في وضع مماثل لإيران. وقال العراق، الأسبوع الماضي، إن تعديل أرقام احتياطياته سيساعده في الحصول على حصة مرتفعة من "أوبك" في المستقبل، والعراق مستثنى من نظام الحصص في الوقت الذي يتعافى فيه من سنوات الحرب. ومن غير المرجح أن يحدد اجتماع الخميس المقبل حصصًا جديدة، أو يغير مستويات الإنتاج المستهدف. وقالت سين: إن الأرقام النهائية للاحتياطيات ليست سوى جزء من القصة، ولا تعكس قدرة دولة ما على ضخ البترول وعرضه في الأسواق. وأضافت: "لا يتعلق الأمر بحجم الاحتياطيات في باطن الأرض، وإنما بكميات النفط التي يمكن إنتاجها، يعد معدل إنتاج إيران من الحقول الناضجة من أعلى المعدلات في العالم". وقال مير كاظمي: إن طاقة إيران الإنتاجية تبلغ 4.2 مليون برميل يوميًّا؛ لكنها تضخ كميات أقل بسبب الحصة المقررة لها في "أوبك". جدير بالذكر، أن إيران تواجه عقوبات اقتصادية مشددة، نظرًا للمخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي، حيث تنفي سعيها لصنع قنبلة نووية؛ لكنها لا تزال خامس أكبر مصدر للبترول في العالم. واستبعد مير كاظمي تأثير العقوبات على الاستثمارات الأجنبية في التنقيب عن البترول في إيران، التي دفعت شركات من بينها رويال داتش شل وتوتال للانسحاب من مشروعات هناك، فيما تدرس شركات آسيوية مثل إنبكس كورب اليابانية اتخاذ خطوة مماثلة. وقال مير كاظمي: إن شركات آسيوية وأوروبية لا تزال تتعاون في قطاع الطاقة الإيراني، لكنه لم يحدد أسماءها. وقال ردًّا على سؤال، عما إذا كانت شركات صينية خفضت أيضًا أنشطتها: "تستطيع جميع الدول أن تشارك في (مشروعات الطاقة الإيرانية)، ولا نزال متمسكين بمبادئنا، وقال: "يستطيع المهتمون بالاستثمار الإقدام على ذلك، وفيما نتفهم موقف الدول التي تشعر بالقلق سنضع الدول التي تتعامل بشكل عدائي ضمن قائمتنا السوداء"، مضيفًا: "لدينا مصادر مالية كبيرة، ولسنا قلقين بشأن التمويل في صناعة النفط".