عن فاينانشل تايمز (بتصرف) إذا كان بعض السياسيين لا يجبون الكاريكاتير، لأنه يصورهم بطريقة لا تعجبهم، وخصوصا في الدول التي تقل أو تنعدم فيها الحرية، فإن ناشرا أبدع طريقة فعالة للنهوض بالقراءة وسط كبار رجال الأعمال والسياسيين، وإليكم القصة كاملة نقلا من طرف "الرهان" بتصرف عن "الفينانشال تايمز". يبذل الناشرون والمؤلفون قصارى جهدهم لضمان أن يتمكن رجال الأعمال الذين ليس لديهم وقت، من "قراءة" كتب الأعمال دون الاضطرار حقا لقراءتها. ويبدو أن الفرضية هي أن يتمكن المدير التنفيذي المعرّض للضغوط والتوتر من تصفح مثل هذه الكتب بسرعة، ويكون قادرا في الوقت نفسه على استخلاص استنتاجات مفيدة من تلخيص كل فصل بالخط السميك، ومن خلال دراسات الحالة المؤلفة من 150 كلمة، والمخططات البيانية والرسومات، و"نقاط التعلم الرئيسية"، التي تتخلل النص. وإذا كان هذا يستهلك كثيرا من الوقت، يمكن للمديرين الاشتراك في خدمة تلخيص الكتب، التي تلخص هذه الكتل الصغيرة من النصائح بصورة أكبر، مثلما يتم هرس طعام الأطفال. من المستغرب إذن ألا تكون هناك سوق أكبر لكتب الرسوم المتحركة، التي تلخص الكتب الكلاسيكية عن الأعمال، لأنه في حالة صدور نسخة جديدة من كتاب مارشال جولدسميث ومارك ريتر What Got You Here Won't Get You There فإن هذه المعالجة توصل الرسالة بشكل مسل وأسرع أكثر من أي مطبوعة تقليدية. جولدسميث هو مدرب أمريكي معروف في القيادة، وكان كتابه عام 2008 من أكثر الكتب مبيعا. لكن في الحقيقة كان مناسبا لنموذج معايير لنوع كتب المساعدة الذاتية الإدارية. فقد جمعت حالات العملاء المجهولين، التي تتمحور حول الولاياتالمتحدة (أدركت هذا حين بدأت العمل مع الرئيس التنفيذي لشركة خدمات كبيرة. لنسميه ستيف...) مع الحكايات الشخصية، المكتوبة بأسلوب مبهج ولكن صارم. وقد تم ذكر الرسالة الرئيسية، ثم إعادة ذكرها، ثم إعادة ذكرها مجددا، وتم نقل الدروس على شكل قوائم قابلة للقراءة، مثل "العادات العشرين التي تعيق وصولك إلى القمة". لاحظ أن جولدسميث هو أحد أتباع بيتر دراكر، المستشار والمعلم الإداري المولود في النمسا. كان دراكر يكتب بوضوح لا مثيل له، لكن من الصعب أن نرى كيف أن حججه العميقة والمفصلة يمكن عرضها على شكل كتيب يضم عددا من رسوم الكرتون. لكن رسام الكاريكاتير شين كلِستر تمكن من أن يحول الأمور البسيطة التي يُحَذر منها جولدسميث إلى مغامرات فاشلة من أحد الغواصين، ورائد فضاء، وبنَّاء، وصياد للحيوانات الكبيرة تحول إلى مستكشف – وكلهم أربعة زعماء يعانون جوانب ضعف وقصور. أما جولدسميث نفسه فقد صُوِّر بصورة جيدة باعتباره المراقب، الذي يطلع على كل شيء، الذي تجده مندفعاً بين دراسة كل حالة من الحالات عن طريق حقيبة على ظهره تسير بالدفع النفاث. (إن العقل ليعجز عن تصور فكرة أن يرى دراكر وهو يسير بالدفع النفاث). بعض حالات التحليق في الخيال مبالغ فيها، مثلا، بالنسبة للعادة رقم 14 – "الاستفادة من الأشياء المفضلة" – يجعل كلِستر الغواصَ يركب على ظهر دولفين يتزلف ويتملق بكلمة نعم. الغريب في الأمر أنه يبدو أن هذه الطريقة تؤتي أكلها. إذا أردت الحصول على تحليل أوفى للمعضلات الإدارية نفسها سيتعين عليك أن تعود إلى الأصل – الذي ربما يكون هو الهدف من وراء هذا العمل. كذلك، فإن رسوم الكرتون تحذف كثيراً من الحكايات الواردة في الكتاب الأول، ولا تنبئك بشيء يذكر حول جولدسميث نفسه (إنه شخص من النوع الذي يقيس بنوع من الهوس مقدار الوقت الذي يقضيه مع أطفاله، وذلك في سعيه ليصبح أباً أفضل لهم). لكن نسخة رسوم الكرتون هي بديل ممتع وضعت فيه النصائح المفيدة على شكل حبات يسهل تناولها. ويستطيع التنفيذي الطموح، الذي يعاني قصورا في التركيز والانتباه أن يبتلع الكتاب بصورة سريعة بين الاجتماعات. وهذا يثير سؤالاً غريباً: إذا كان من الممكن اعتصار جوهر الفصول ال 14 في كتاب جولدسميث فقط في 50 صفحة مليئة بالصور، فما هو مقدار الجوهر الموجود أصلاً في الكتاب الأصلي؟