تمكنت أجهزة التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، من القبض على خاطف طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات بقصد اغتصابها، والذي لاذ بالفرار بعد محاولته دهس ضابط شرطة تصدى له في موقع ارتكاب الجريمة، وتمكن من تحرير الفتاة التي كان الجاني قد قام باختطافها من أمام منزلها بحي القادسية في الشارقة وحاول الاعتداء عليها في أحد المنازل المهجورة بمنطقة المرقاب. وتعود تفاصيل الجريمة بحسب مصدر في شرطة الشارقة، إلى الساعة الثانية و45 دقيقة من ظهر أمس الأول، حين ترجلت الطفلة من حافلتها المدرسية أمام منزل ذويها بمنطقة القادسية، حيث توقف بجانبها شاب يقود مركبة خاصة، وسألها عن مكان إحدى المدارس التي تقع في الحي المذكور، فأشارت الطفلة إلى موقع المدرسة، إلا أن المذكور طلب منها أن تصعد إلى سيارته كي ترشده إلى الموقع متظاهراً بأنه لم يتبين الوصف، (هذا هو المكر) فصعدت الطفلة بدافع من براءتها إلى السيارة ليتوجه بها المذكور إلى أحد الشوارع الجانبية، ثم إلى طريق آخر يتجه إلى منطقة المرقاب، حيث توقف أمام أحد المنازل المهجورة وطلب من الطفلة النزول من السيارة، ودخل بها إلى المنزل المهجور محاولاً الاعتداء عليها، إلا أن الطفلة بدأت بالصراخ بسبب الرعب والخوف الذي انتابها، حيث تصادف وقوع المنزل المهجور بجوار منزل أحد ضباط شرطة الشارقة الذي سمع صراخ الطفلة وخرج من منزله على الفور بحثاً عن مصدر الصوت ليفاجأ بالشاب يقتاد الطفلة إلى سيارته، حيث طلب منه التوقف، إلا أن الجاني حاول الفرار. وقال المصدر إن الضابط اعترض الجاني وفتح باب السائق محاولا إيقاف المركبة، في حين اندفعت الطفلة من الباب الآخر خارج السيارة، إلا أن الجاني قام بالرجوع بسيارته إلى الخلف ثم الاندفاع إلى الأمام محاولاً دهس الضابط الذي تمكن من تفادي السيارة وإنقاذ الطفلة، في حين لاذ الجاني بالفرار. وأضاف أن الضابط قام بتهدئة روع الطفلة واستمع إلى وقائع اختطافها، ثم توجه إلى مركز شرطة البحيرة وسجل بلاغاً بالحادث، حيث تمكن رجال التحريات والمباحث الجنائية في شرطة الشارقة خلال 4 ساعات من وقوع الجريمة، من القبض على الجاني البالغ من العمر 32 عاماً ولا يحمل أوراقاً ثبوتية، الذي اعترف بقيامه باختطاف الطفلة بقصد اغتصابها، بمحاولة دهس الضابط. وبسؤاله عن مكان حقيبة الطفلة المدرسية، أفاد الجاني بأنه قام بالتخلص منها برميها في أحد مكبات القمامة، وأرشد رجال الشرطة إلى المكان، حيث تم العثور على الحقيبة. وتم بناء على اعترافات المتهم، توقيفه وإحالته إلى النيابة العامة في الشارقة. وأعرب العميد عبدالله مبارك الدخان نائب قائد عام شرطة الشارقة، عن استنكاره الشديد لهذه الجريمة، التي تعبر عن سلوك همجي يدل على مدى انحراف الجاني وخطورته وأمثاله على المجتمع. وطالب بالاهتمام بحماية الطلاب والطالبات والتأكد من دخولهم إلى مساكنهم ومدارسهم بأمان من قبل المشرفين في الحافلات المدرسية، داعياً الأهالي إلى استقبال واستلام أطفالهم عند وصولهم إلى المنزل منعاً لوقوع مثل هذه الجرائم والاعتداءات. وأشاد العميد الدخان بالرائد حمد عبدالله الريامي الضابط بمرتب شرطة الشارقة، الذي تصدى ببسالة لواجبه وهو خارج دوامه الرسمي معرضاً حياته وسلامته الشخصية للخطر، بهدف إنقاذ الطفلة المخطوفة، ما يدل على حسه الأمني العالي وإحساسه الكبير بالمسؤولية تجاه ما يقع حوله من تهديد لحياة افراد المجتمع وأمنهم وسلامتهم، ليقدم بذلك مثالاً للضابط الغيور على دوره وواجبه المهني والاخلاقي. كما أثنى على جهود رجال التحريات والمباحث الجنائية الذين تمكنوا من ضبط الجاني وتقديمه للعدالة خلال وقت قياسي من هروبه بعد وقوع الجريمة، لافتا إلى ضرورة مراجعة أوضاع البيوت المهجورة الواقعة في الأحياء السكنية، التي أصبحت تشكل بؤراً لارتكاب الجرائم والأعمال المخلة بالقانون، وتشكل ملاذاً لمرتكبي الجرائم والسلوكيات غير السوية. عن جريدة "الإتحاد" الإماراتية