نشر الكاتب المغربي عبد الرحيم المؤذن مقالا يفسر فيه الفرق بين "الفتوة" و"البلطجة"، من خلا أعمال نجيب محفوظ. وقال في البلطجة أن الكلمة مكونة من بلطة "أداة على شكل مطرقة ذات حافة حادة يقطع بها الخشب ونحوه" المعجم.173. وما تبقى من الكلمة" جي" فهو إضافة- ولعلها وافدة من التركية- ترتبط بالمهنة مثل "قهوجي /نادل المقهى- عربجي/ سائق العربة/ برمجي/ ممارس لمهن منحطة مثل القوادة/ .." ومن ثم ف" بلطجي" تعني الذي يبيع قوة جسده، متسلحا بالسلاح" البلطة" للذي يدفع أكثر ، خاصة في القضايا المشبوهة، أو في المناسبات الإ جتماعية والسياسية" الإنتخابات" والهبات الشعبية في الماضي والحاضر" الثورات والإنفجارات الشعبية كما وقع في الربيع العربي الأخير بتونس ومصر والمغرب وليبيا واليمن. والبلطجي قد يوجد في كل مكان. بل إن مكانه الطبيعي هو فضاء الإرتزاق والمزايدات المشبوهة ، دون وازع أخلاقي، أوضمير إنساني. قد يشترك "البلطجي" و"الفتوة" في حمل السلاح، غير أن طبيعة السلاح عند كل منهما تختلف في: أ- نوعيته: البلطة "البلطجي" والعصا."الفتوة" ب- البلطة أداة للعدوان، والعصا أداة للدفاع. ج- البلطة منبعها الشر، والعصا منبعها الجنة. البلطة سلاح مادي موجه للعدوان، والعصا سلاح رمزي يحمل دلالات المهابة والأنفة والقوة. ومن الضروري التأكيد على نوعية التحولات التي قد تصيب إحدى الشخصيتين، فيتحول الفتوة إلى بلطجي، دون أن يتحول البلطجي إلى فتوة، نظرا لأن البلطجي يظل مفتقدا لمرجعية القيم . وعندما يتحول الفتوة- لأسباب عديدة-إلى بلطجي،فإن ذلك يعود إلى طبيعة انتمائه إلى الفتوة التي تقتضي صدقا واقتناعا بقيم الفتوة النبيلة.