كم مرة سعيتم لتلبية رغبات أبنائكم في الحين أو ربما في أقرب فرصة؟ بمجرد أن يطلب أي شيء، وحتى وإن لم يكن في المتناول، تعملون على تحقيقه حتى لا يشعر بالحرمان وحتى لا يحس أنه أقل من أقرأنه؟. فكروا مليا في هذه التصرفات لأنها ليست في صالح أبنائكم، فالطفل الذي يحصل على ما يريد لا يتعلم الصبر ويكون لذلك انعكاسات سلبية أكدتها التجربة التالية. أجرى العالم الأمريكي والتر ميشيل المتخصص في علم النفس الاجتماعي تجربة حول تأجيل الرغبات، واختار عينة مكونة من 600 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 4 و6 سنوات، وأعطى لكل واحد منهم قطعة حلوى، وطلب منهم أن لا يأكلوها إلى أن يعود بعد 15 دقيقة، ووضع مكافأة لمن التزم بالاتفاق وهي الحصول على قطعة حلوى ثانية. بعد عودته، وجد أن ثلث الأطفال فقط هم الذين لم يتناولوا الحلوى، في حين أن البقية لم يستطيعوا الانتظار، لم تنته التجربة بعد، فقد تمت متابعة هؤلاء الأطفال إلى المرحلة الثانوية، وكانت النتيجة كالآتي: الأطفال الذين لم يتناولوا الحلوى متفوقون في دراستهم، في حين أن أولئك الذي لم يستطيعوا تأجيل رغبتهم لديهم مشاكل في الدراسة واضطرابات في السلوك. واصل باحث آخر هذه التجربة، وكان هؤلاء الأطفال موضوع التجربة، قد بلغوا عقدهم الثالث، ولاحظ أن أولئك الذين لم يتناولوا قطعة الحلوى في صغرهم دائما ناجحون، في حين أن الآخرين لم يتألقوا في مسارهم المهني ولديهم مشاكل اجتماعية وإدمان... الخلاصة هي أن تربية الأطفال على الصبر وتعليمهم التضحية بالمنافع الفورية من أجل المنافع المستقبلية أمر مهم حتى لا يتعودوا الانسياق وراء رغباتهم، والوسط العائلي له دوره في هذا الإطار، لأن الطفل الذي يتربي على نماذج الصبر يختلف عن ذلك الذي تقدم له أمثلة حول الأشخاص الذين حققوا الربح السريع... لذلك يجب أن يدرك الأبناء أننا عندما نزرع، فإننا ننتظر وننتظر إلى أن يأتي الوقت الذي نجني فيه الثمار. ربيعة الغرباوي، كوتش في التنمية الذاتية، تسلط الضوء على هذا الموضوع، وتقدم مجموعة من النصائح. شاهدوا هذا العدد من "كيف الحال".