"أسرع، لقد تأخرنا"، "سنتأخر عن موعد المدرسة"، "إن لم تسرع سأترك في المنزل"... صراع تعيشه الأسر كل صباح قبل أن يذهب الأطفال إلى المدرسة، فهل يمكن أن نتفاداه ونخرج في جو من الهدوء دون اللجوء إلى الصراخ والتهديد اللذان لا يغيران شيئا. الكوتش أسماء مڭاني والمؤطرة المعتمدة في التربية الإيجابية للآباء والمدرسين تقول إن حل هذا المشكل يكون بالاتفاق الذي أضعه بيني وبين ابني، ويمكن أن أطبقه ابتداء من 6 سنوات، لأنه في سن الرابعة مثلا، أنا من يتكلف بإعداد كل ما يلزم طفلي ليكون جاهزا في الوقت المناسب. لكن، ابتداء من 6 سنوات، أضع اتفاقا مع ابني وأتأكد أنه سمع جيدا وفهم الكلام الذي اتفقنا عليه، هذا الاتفاق يكون عن طريق روتين يومي أضعه رفقة ابني مع بداية الموسم الدراسي وأسأله عن الأمور التي سيقوم بها منذ استيقاظه إلى أن يصل موعد الذهاب إلى المدرسة، وهنا تؤكد الكوتش أسماء مڭاني أن الأم يجب أن تكون مضبوطة في وقتها وفي كلامها لأن الطفل سيتعلم مع مرور الوقت مهارة احترام المواعيد. مثلا، إذا اتفقنا على أن موعد وصول النقل المدرسي يكون في السابعة والنصف صباحا، وبدأ الطفل في التقاعس والتثاقل إلى أن تأخر عن الموعد وفاته النقل المدرسي، هل آخذه إلى المدرسة أم أتركه في المنزل؟. في هذه الحالة تقول الكوش مڭاني، يجب أن أتأكد أولا أنه ليس هناك أي امتحان، بعد ذلك إذا كان في المنزل من سيتكلف بالطفل، أتركه حتى يتعلم تحمل مسؤولية اختياراته، وإذا بدأ في البكاء والصراخ، أشرح له وأقول له أنني أفهمه، ولا أتمنى أنا أيضا أن أكون في هذا الموقف، لا ألومه وأقول مثلا "هل رأيت، لقد فاتك النقل، ابك كما تشاء ولن ينفعك البكاء، ستبقى بدون درس وستعاقبك المعلمة..." كل هذه الأساليب لن تبدّل شيئا ولن يتعلم منها الطفل. في حالة ما إذا لم يكن هناك من يتكلف بالطفل، وفوّت موعد النقل المدرسي، أو ربما كانت والدته أو والده هو من سيأخذه إلى المدرسة، في هذه الحالة، عندما يتأخر طفلي، أقول له: إذا وجدت باب المدرسة مغلقا أو أن الحصة بدأت، فأنت من سيتدبر الأمر، أنا لن أتدخل ويجب أن تحل المشكلة بنفسك. لكن، إذا ذهبت أنا كأب أو كأم على وجه السرعة إلى المدرسة، وتحدثت نيابة عنه مع الإدارة، أو حاولت استدراك الموقف بأخذه إلى المدرسة حتى يصل في الوقت المناسب، فإنه لن يتعلم وسيتعود على هذا الحل السهل بالنسبة إليه كما تفسر الكوتش أسماء مكاني. الحل الأمثل في مثل هذه المواقف، هو أن تتمسك الأم أو الأب بموقفهما، فإذا أخبراه بأنه لن يذهب إلى الفصل إذا فاته الوقت، فيجب أن لا يتراجعا، وعندما يتحدثان يكون ذلك بهدوء، ويسألانه: إذا كانت هذه المسألة ستتكرر، كيف ستتصرف؟ ماذا يمكن أن نفعل حتى نتجنبها؟ طفلنا هو من سيجد الحل، لأن هناك حظوظا أكبر أن يطبقه إذا صدر عنه، أما أن نفكر في الاستيقاظ ربع ساعة أو نصف ساعة إضافية فإن هذه الخطوة لن تحل المشكل.