تحولت الدعوة إلى فتح الحدود الجزائرية البرية مع المغرب إلى مطلب شعبي في الجزائر، إذ ترددت شعارات ورفعت لافتات خلال حراك الجزائر تطالب بالربط البري بين الشعبين الشقيقين. وتم مؤخرا تشكيل لجنة بالجزائر أُطْلِق عليها إسم "اللجنة الجزائرية من أجل فتح الحدود البرية الجزائرية المغربية"، في خضم النقاش الدائر في الجزائر حول فتح الحدود. اللجنة دعت إلى وقفة سلمية رمزية بالنقطة الحدودية العقيد لطفي يوم الثلاثاء 13 غشت الجاري على الساعة العاشرة صباحا. وعن سياق تشكيل هذه اللجنة، يقول بلاغ لها: "بعد أن مر ربع قرن على اغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وبعد معاناة الشعبين من هذه الوضعية غير الطبيعية، وبعد صبرهما الطويل، وبعد المبادرة التي اطلقها فاعلون جزائريون تدعو إلى إعادة بناء علاقة جزائرية مغربية منفتحة على التعاون الخلاق، وما لاقته من تجاوب شعبي، تشكلت اثر ذلك لجنة جزائرية تدعو إلى وقفة رمزية بالعقيد لطفي تطالب فيها الحكومتين الجزائرية والمغربية بفتح الحدود البرية حتى يمارس الشعبان حقهما في التنقل وصلة الرحم." ووجهت اللجنة الدعوة إلى الجزائريين من أجل المشاركة بكثافة في هذه الوقفة. وتأتي هذه الخطوة الشعبية في أعقاب إصدار "إندبندنت'' البريطانية لتقرير نقاشات في الجزائر لإعادة العلاقات مع المغرب، وفتح الحدود بين البلدين، خلال مرحلة ما بعد الرئيس السابق، عبدالعزيز بوتفليقة. الصحيفة نقلت عن مصادر خاصة لم تسمها، قولها إن جهة "سيادية" جزائرية، باشرت باستشارة أكاديميين واختصاصيين بشأن الطريقة الأنجع لفتح الحدود البرية مع المغرب، في ظل وجود قضايا خلافية عالقة. ومن ضمن مقترحات الأكاديميين المشاركين، البدء بملف تنقل الأشخاص وتأليف لجان مشتركة من وزارات عدة في البلدين. الخبير في العلاقت الدولية الموساوي العجلاوي يعتبر في تصريح خاص لموقع القناة الثانية أن هذه الأنباء تأتي في سياق خاص تمكن فيه الشارع الجزائري من إحداث فجوة مع النظام الجزائري. "وبما أن المغرب يعتبر دائما أحد الأوراق الرئيسية للنظام الجزائري في تدبير الأزمات الداخلية،" يقول العجلاوي فإنه "من الممكن أن يتم فتح نقاش في الأمر. لكن العجلاوي شدد على أنه من المستحيل أن يتغير واقع الحدود المغلقة في الوقت الراهن ما دام النظام الحالي قائما. وقال العجلاوي إنه من الممكن يُفتح النقاش كنوع من التجاوب مع الشارع، لكن" من غير الممكن أن يغير النظام الجزائري موقفه من الحدود في الوقت الراهن. وهناك مؤشرات على هذا الأمر، ضمنها ظهور عرائض إلكترونية ضد فتح الحدود في خضم هذا النقاش، وهي العرائض التي أصبحت توظف من طرف بعض المواقع الإخبارية القريبة من السلطة من أجل سب المغرب." المؤشر الآخر على أن الموقف لم يتغير يكمن في أن بعض المواقع المقربة من الشخصيات المعروفة في السلطة الجزائرية مازالت تصر على نفس الموقف الجزائري الكلاسيكي من قضية الصحراء، وفق الخبير في العلاقات الدولية. وبناء على هذه المعطيات، يقول العجلاوي إنه "من غير الممكن أن نتحدث في الوقت الراهن عن تغير في موقف الدولة الجزائرية من فتح الحدود. وإن كان هناك أي تغيير فإنه سيكون رهين بمآل الحراك بالجزائر وسيتطلب وقتا طويلا."