تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الخميس الماضي رسميا مع الإطار الويلزي، أوشن روبرت، لشغل مهمة المدير التقني الوطني خلفا لناصر لارغيط الذي أقيل من مهامه قبل أشهر بسبب عدم بلوغه للأهداف المسطرة، حسب توضيحات الجامعة الوصية آنذاك. وعلى الرغم من توفر روبرت على سمعة كبيرة داخل أوساط الكرة الويلزية والأوربية، إلا أن متتبعي الشأن الكروي المغربي لا يعرفون الكثير عن الرجل ولم يكن أحد يتوقع اختيار الجامعة لهذا الإسم الذي كان مجهولا بالنسبة للأغلبية قبل تاريخ فاتح غشت الجاري، فمن يكون روبرت أوشن؟
مسيرة قصيرة بالويلز كلاعب قبل التحليق صوب الولاياتالمتحدةالأمريكية ولد روبرت بجزيرة أنغلسي المتواجدة في أقصى الشمال الغربي لبلاد الغال. مسيرته الكروية انطلقت مع فريق بيثيسدا المحلي، ثم دافع بعد ذلك عن ألوان فريقي لانغيفني وبانغور سيتي، قبل أن يقرر وهو لم يتجاوز ربيعه ال19 الهجرة صوب الولاياتالمتحدةالأمريكية لإكمال دراسته في جامعة فورمان حيث تخصص في مجال التربية البدنية. استفاد أوشن كثيرا من تواجد المدرب الويلزي، روي رييش، الذي كان مشهورا بشكل كبير في جامعته والذي كان يلعب دورا كبيرا في النهوض بالكرة الأمريكية خلال ثمانينيات القرن الماضي. تواجد الأخير ساعد الشاب الويلزي على إيجاد موطئ قدم داخل فريق الجامعة ثم انتقل بعد ذلك ليشغل منصبي مدرب-لاعب رفقة نادي "نيو مكسيكو شيلز" قبل أن يقرر العودة بعد ذلك إلى بلده الأم، ويلز.
تجارب تدريبية قبل التخصص في مجال التكوين بعد عودته إلى بلاد الغال، شغل روبرت أوشن منصب مدرب فريق بلدته الأم، أنغلسي، ثم أشرف بعد ذلك على منتخب الويلز لأقل من 16 و18 سنة، قبل أن يتقلد مهمة تدريب نادي بورثمادوغ الذي كان آخر فريق يقوده قبل اقتحام مجال التكوين.
اختير روبرت سنة 2007 لشغل منصبي المدير التقني الوطني للويلز وهي المهمة التي ظل يشغلها منذ تلك الفترة إلى غاية الشهر الماضي الذي قرر فيه مغادرة الإدارة الويلزية، مع الإشارة إلى أنه كان يشغل منصب مساعد مدرب منتخب الكبار في نفس الوقت رفقة ريان غيغز، كولمان وغاري سبيد.
أوشن روبرت رفقة المدرب السابق للمنتخب الويلزي كريس كولمان
مارشيلو ليبي "المثل الأعلى" في حوارات سابقة مع الصحافة الويلزية، أكد روبرت أن فترة تدريبة للفئات الصغرى للمنتخب الويلزي دفعته للتعمق بشكل أكبر في مجال التكوين، حيث كان يقوم بالعديد من الأبحاث للبحث عن الطرق الكفيلة بتطوير فرقه والكرة الويلزية بشكل عام. الإطار الويلزي أوضح أن هذا الدافع قاده للقيام بالعديد من الجولات الاستطلاعية خارج بلاد الغال تبقى أبرزها تلك التي قام بها بمدينة تورينو الإيطالية حين تتلمذ على يد أسطورة التدريب الإيطالية، مارشيلو ليبي. "توجهت إلى تورينو في ثلاث مناسبات خلال فترة إشراف ليبي على الفريق. لا يمكن إيجاد مدرب أفضل منه، فهو فاز بكأس العالم وبدوري أبطال أوربا. أسلوبه مختلف تماما عن بقية المدربين نظرا للميزات التي يتوفر عليها خارج رقعة التداريب. هو لا يريد فرض قناعاته على لاعبيه، يرغب دوما في أن يعبر لاعبوه عن قناعاتهم أمامه حتى يكون قادرا على إخراج نسخة قابلة على احتواء الجميع، لقد تعلمت منه كيف يمكن لي التعامل مع النجوم واستخراج أفضل ما يملكونه لصالح المجموعة." (تصريح لروبرت بعد تعيينه مديرا تقنيا وطنيا للويلز).
مارشيلو ليبي رفقة زيدان خلال فترة إشرافه على اليوفنتوس
إعادة هيكلة الكرة الويلزية قبل ترؤس روبرت أوشن لهرم الكرة الويلزية سنة 2007، كانت آخر مشاركة للمنتخب الأول في كأس أمم أوربا تعود لسنة 1976، فيما كان أفضل إنجاز له بلوغ ربع نهائي كأس العالم التي احتضنتها السويد سنة 1958. لإعادة إحياء الكرة الويلزية، قرر روبرت أن يعيد هيكلة الكرة الويلزية بشكل كامل، لذلك عمل على القيام بتحاليل معمقة بغية الخروج باستراتيجية واضحة المعالم يتم بواسطتها تجديد هياكل الكرة الويلزية، كما طالب برفع الدعم الموجه للأندية الويلزية بغية الاستثمار بشكل أكبر في مجال التكوين والتنقيب عن المواهب.. في ذات الآن، شدد روبرت على ضرورة اعتماد كل الفئات العمرية للمنتخب الويلزي على نفس فلسفة اللعب، وهو ما كان يقتضي تكوينا خاصا للاعبين وللمدربين المشرفين على حد سواء. أطلق خبراء الكرة الويلزية على هذه الطريقة من العمل "Welsh Way" حيث كانت تقتضي تنقيبا عن نوعية لاعبين محددة بغية تلقينهم تكوينات خاصة يتم نقلها من فئة لأخرى وصولا إلى المنتخب الأول، التي يكون خلالها هؤلاء اللاعبين بمثابة سفراء لفلفسة الإدارة التقنية الويلزية.
أوشن روبرت رفقة كولمان خلال محاضرة خاصة عن ال"Welsh Way"
أهداف روبرت أوشن مع الاتحاد الويلزي تمكن من تحقيقها بنسبة كبيرة، حيث استطاع المنتخب الويلزي للكبار أن يصل إلى المربع الذهبي ليورو فرنسا 2016 وتمكن من أن يصبح ضمن خانة أفضل 20 منتخبا عالميا خلال تلك الفترة.
طرق خاصة للرفع من مردودية اللاعبين خلال مزاوجته لمنصبي المدير التقني الوطني ومساعد مدرب منتخب الكبار، ساهم روبرت في إنتاج العديد من الطرق التي ساعدت على تطوير فعالية لاعبي المنتخب الويلزي، حيث قاد خلية عمل تقوم بتحليل خصوم المنتخب الويلزي، بغية منح كل لاعب على حدة جهاز "آيباد" يحمل معلومات خاصة عن خصمه في المباراة، قدمه المفضلة، طريقة تحركه على الميدان، أساليب التخلص من الخصوم.. إلخ إلى جانب ذلك أخرج رفقة مجموعة من الخبراء نظاما يمكن من مراقبة الحالة الصحية للاعبين، وذلك بغية تخصيص تمارين ناجعة لكل اللاعبين، ضاربا بذلك عرض الحائط الأنهج التقليدية التي تقتضي القيام بتمارين جماعية دون الأخذ بعين الاعتبار الفروقات على مستوى الحالات البدنية والذهنية للاعبين.
جانب من الطرق التي كان يعتمد عليها طاقم الويلز خلال فترة إشراف روبرت
شهادات من لاعبين كبار قعدوا في مجلسه لطلب العلم إلى جانب تكوينه للعديد من الأطر واللاعبين الويلزيين، أشرف أوشن روبرت على تكوين العديد من الأسماء الكروية البارزة من بينها تيري هنري وباتريك فييرا اللذين أصرا على التوجه صوب الويلز للتتلمذ على يده.
باتريك فييرا كان قد أوضح أنه اختار تلقي تكوينه لدى الاتحاد الويلزي لكرة القدم لإعجابه بطريقة عمله وللحرية الكبيرة التي يحاول منحها للمدربين. "ما سيقوم به تيري هنري كمدرب سيكون مختلفا عما سأقوم به. إنهم لا يسعون لا يسعى إلى إدخال كافة المدربين في قالب واحد، لهذا شعرت براحة كبيرة خلال عملي مع أوشن روبرت ومع الاتحاد الويلزي."
فييرا وهنري خلال تلقيهما لتكوين التدريب بالويلز
Massive thanks to Osian Roberts @FAWCoachEd & Arsenal Academy for helping me pass my UEFA A Coaching Licence #proud pic.twitter.com/k71BCF4dwj — Thierry Henry (@ThierryHenry) March 10, 2016 تدوينة للنجم الفرنسي تيري هنري يثني فيها على أوشن روبرت