"قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف"، كان موضوع الندوة الافتتاحية، لمنتدى الصويرة لحقوق الإنسان، في دورته الثامنة، والذي يقام على هامش النسخة ال22 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بمدينة الرياح، بمشاركة مفكرين وباحثين من مجالات مختلفة، الذين قاربوا الموضوع من زوايا ورؤى مختلفة غير أنها تجمع على نبذ العنف وعلى دور الثقافة في مواجهته.. الصحفية الفرنسية، لور أدلر، قالت في مداخلتها بالندوة الأولى التي حملت عنوان "أشكال العنف وتجلياته الحالية"، إن عوامل الفقر والهشاشة وغياب الكرامة الإنسانية، تدفع الفرد إلى التقوقع حول الذات، في مرحلة أولى، ثم قطع العلاقة مع الآخرين قبل أن يأخذ موقفا سلبيا منهم ويلجأ إلى العنف. ووقفت أدلر، على مجموعة من السلوكات التي تبدو في ظاهرها عادية غير أنها تنجلي على الدعوة إلى العنف، كما هو الحال في الشعارات المستخدمة في بعض الحملات الانتخابية وتعاملها مع موضوع الهجرة، كما انتقدت تعالي الأصوات الشعبية واليمينية المتطرفة بأوروبا وأمريكا. من جهته، اعتبر الكاتب المغربي، عبد الكريم الجويطي، أن العنف سمة بارزة في تاريخ الانسانية ويمارسه الإنسان مع كل ما يحيط به، غير أن الثقافة طوعت البشر ولطفت نزوعه إلى العنف. وركز الجويطي في مداخلته، على أهمية والدور الكبير للثقافة بمختلف جوانبها في مواجهة العنف والتطرف، مشيرا أن للفن والأدب وقدرة هائلة للسيطرة على العنف؛ لكون الأدب والفن الحقيقي يدعوان في عمقهما إلى المحبة والتعدد. الباحث في الفكر الإسلامي، عبد الوهاب رفيقي، تحدث خلال مداخلته، عن تجربته الشخصية، وانتقاله ن النقيض إلى النقيض، "من أجواء مفعمة بالحياة والفن إلى أجواء الحلال والحرام وتعقيد تفاصيل صغيرة من الحياة"، بسبب الفكر الديني الذي توغل إلى أسرته طريق أبيه وهو طفل صغير. وحكى "أبو حفص" عن الصراع الشخصي الذي عاشه طيلة فترات من حياته، بين التطرف الديني وحبه للقراءة والسينما، والدور الذس لعبته أمه في تشجيعه على القراءة والذهاب إلى السينما، وهي الأمور التي قال إنها ساعدته خلال مرحلة "النقد الذاتي والمراجعات الفكرية" التي قام بها. وخلص رفيقي في سرده لتجربته الحياتية على ان الثقافة والفن ينتصر دائما في مواجهة العنف والتطرف. داعيا إلى تبني قيم السلم والمحبة وتشجيع الفن والأدب.