يعود منتدى الصويرة لحقوق الإنسان، للعام الثامن على التوالي، بمناسبة النسخة الثانية والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم في الفترة الممتدّة ما بين 21 و23 يونيو الجاري، وترافِقُه، على عادته، نقاشات كبرى تهمّ مجتمعاتنا؛ وهو ما دفعه إلى اختيار الالتئام هذه السنة حول موضوع "قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف". ويطرح المنتدى، حَسَبَ بلاغ له، سؤال دور الثقافة والفاعل الثقافي في تخفيف التوترات وتعزيز الحوار، في عالم صار أكثر عنفًا وانقسامًا من أي وقت مضى، وتعالج دورته الحالية موضوع العنف بجميع أشكاله، وفي العديد من السياقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فيطرح مواضيع من قبيل: التطرف الديني، والعنف الحضري، والاعتداءات العرقية، وكره الأجانب، ورهاب المثلية... "لأن هناك عنفا بالأفعال وهناك أيضا عنف بالكلمات، يمكن أن يكون بين الدول وبين بعض قادة العالم". ويدعو المنتدى، من أجل مناقشة هذه القضايا المعاصرة، مثقَّفِين وفنّانين وكُتّابا وأنثروبولوجيين وصحافيين وفاعلين جمعويين، يشاركون تجاربهم القادمة من مختلف أنحاء العالم، ويسائِلون دور الثقافة والفاعل الثقافي من أجل عالم أقلّ عنفًا وأكثر سلامًا، ويناقشون أفكارهم بحرية مع رواد المهرجان وجمهور المنتدى الذي يفتح أبوابه للجميع. ومن بين ضيوف "منتدى الصويرة لحقوق الإنسان" الصحافيان لور أدلر وإدْوي بلينيل، اللّذَان سيتحدّثان في فقرة تمهيدية جديدة تحت عنوان "بطاقة بيضاء"، وسيحضر أيضا متحدثون مشهورون مثل عبد الله آغ الحسيني، من مجموعة تيناريوين، وماحي بنبين، فنان تشكيلي وفاعل جمعوي، وندى قاسي، مخرجة أفلام جزائرية، ومنى ندائي، ممثلة ومخرجة وثائقية، وجيل مانسرون، مؤرخ، وعبد الكريم الجويطي، كاتب، ومحمد عبد الوهاب رفيقي، فاعل جمعوي ومدافع عن الإسلام المعتدل في المغرب، وسيف كوسمات، مصور، وعبد الله زرايع، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وسمية حنيفة، أستاذة ووسيطة مع الشباب الذي يعيش مواقفَ صعبة بالقنيطرة. ويستشهد البلاغ بقول نايلة التازي، منتجةِ مهرجان كناوة وموسيقى العالم: "إن طول عمر المنتدى، ووجود المتدخلين والجمهور بأعداد متزايدة، كلها علامات تؤكد أن مؤسسي هذه المساحة من النقاش الحر كانوا على حق في رغبتهم إنتاجَ المعنى، وإعطاء مادة للتفكير ومصاحبة الحركة التي أنشأها مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة". تجدر الإشارة إلى أن المنتدى تنظَّمه وكالة "A3 Communication" بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان و"TV5 Monde" وجامعة محمد الخامس بالرباط.