في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة إجراء امتحانات طلبة الطب في توقيتها، ابتداء من يوم الإثنين المقبل 10 يونيو، خرجت لجنة الوساطة البرلمانية ببلاغ تؤكد فيه أنه لم يتم حتى الآن الإتفاق بين الطلبة والوزارتين المعنيتين حول موعد الإمتحانات. ودعا بيان للجنة الوساطة البرلمانية أطراف الحوار "لمواصلة وتسريع الحوار باعتبار أن أهم النقط والمطالب المشروعة قد حُسمت لصالح الطلبة، ولم يتبق أساسا إلا نقطة واحدة تتعلق بمباراة الاقامة والتي يصعب حسمها الآن، لكن يمكن ان يستمر النقاش حولها." وأضاف البيان: "إن رؤساء كل الفرق والمجموعات النيابية بمجلس النواب يدعون الوزارتين والطلبة إلى توضيح وتوثيق وترسيم الاتفاق حول النقط المحسومة، والاتفاق على مواصلة الحوار حول النقطة العالقة." واقترحت لجنة الوساطة في حالة الوصول إلى الاتفاق، "تحديد موعد جديد ومعقول لإجراء الامتحانات بما يرصد المكتسبات ويفتح آفاقا جديدة ويبعد شبح هدر سنة من العمل الدؤوب." وكانت كل من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة قد أعلنتا أن امتحانات الدورة الربيعية الخاصة بطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ستجرى ابتداء من يوم الاثنين المقبل (10 يونيو)، وفق الجدولة الزمنية التي تمت المصادقة عليها من طرف الهياكل الجامعية لهذه الكليات. وذكر بلاغ مشترك أن الوزارتين بادرتا بتقديم عرض تم تثمينه من طرف الحكومة، يستجيب لكل النقاط المشروعة الواردة في الملف المطلبي للطلبة. كما أن هذا العرض، يضيف البلاغ، عرف تقدما ملموسا بالنسبة إلى النقطتين موضوع الخلاف، والمتعلقتين بمباراة الإقامة والسنة السادسة من طب الأسنان، علما أن هاتين النقطتين اللتين لم تكونا مدرجتين في الملف المطلبي الأولي للطلبة لا تكتسيان الصبغة الآنية لكون أجرأتهما لن تتم إلا بعد سنتين. وأوضح البلاغ أن الوزارتين استجابتا إلى مبادرات الوساطة التي تقدم بها كل من رؤساء الفرق البرلمانية في مجلس النواب، والنقابة الوطنية للتعليم العالي، وجمعيات أساتذة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، والمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، لإيجاد حل لهذه الوضعية. ودعت الوزارتان طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى الالتحاق بمؤسساتهم وإجراء امتحانات الفصل الثاني وفق البرمجة المحددة لذلك، مذكرتين بأنهما عملتا على اتخاذ كل التدابير اللوجيستيكية الضرورية من أجل تأمين اجتياز هذه الامتحانات في أحسن الظروف. وكانت “التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في المغرب” أعلنت مقاطعة الامتحانات واصفة إياها ب”المهزلة”، داعية الوزارتين إلى “الاستجابة إلى مطالب الحوار، وتحمل مسؤوليتهما، بدل الاختباء وراء عبارات التسييس، والمؤامرة”. كما دعت التنسيقية آباء وأمهات الطلاب إلى تنظيم وقفات احتجاجية محلية أمام كلّيات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالتزامن مع موعد الامتحانات النهائية.