أصدر مجلس بيروفي مشهور بدعمه لجبهة البوليساريو بيانا يوضح فيه أن مطالب البوليساريو أصبحت متجاوزة وغير واقعية، معتبرا أنه حان الوقت من أجل القبول بمقترح المغرب الخاص بالحكم الذاتي. وقال "المجلس البيروفي للتضامن مع الجمهورية الصحراوية" الوهمية في بيان وقعه رئيس المجلس سانشيز سير،ا إن القرار الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد أن خياري "الاستقلال" أو "استفتاء تقرير المصير" لم يعودا "ممكنين". وأوضح المجلس في بلاغ أن القرار رقم 2468، الذي مدد ولاية المينورسو مدة ستة أشهر، تجاهل بوضوح مفهوم " تقرير المصير " ، الذي لم يرد سوى مرة واحدة فقط، وسحب، على غرار القرارات الأخيرة، أي إشارة لمصطلح الاستفتاء. وأضاف نفس المصدر أن قرار مجلس الأمن الذي تم اعتماده في 30 أبريل بأغلبية واسعة، جدد دعوته إلى المضي نحو إيجاد حل "واقعي، عملي ودائم وقائم على التوافق" مبرزا بشكل واضح أن "تقرير المصير" و "الاستفتاء" أصبحا مفهومين متجاوزين، من حيث أنهما "غير واقعيين ولا عمليين ولا يستجيبا لحل مقبول من الطرفين، بل حتى إنهما لا يرتكزان على التوافق". ويعتبر المجلس البيروفي أن القرار الأممي يشكل "تحولا ملموسا" لكونه يكرس دينامية اجتماعات جنيف باعتبارها "السبيل الأوحد" للتوصل إلى " حل سياسي " لنزاع الصحراء، بانخراط الأطراف الأربعة المعنية: المغرب والجزائر (التي ذكرت خمس مرات في القرار) وموريتانيا وجبهة البوليساريو ". وجاء هذا البلاغ ليعزز موقف رئيس هذا المجلس، الكاتب والمحلل السياسي، ريكاردو سانشيز سيرا، الذي عبر عنه في مقال نُشر مؤخرًا على موقع الأخبار والرأي ، "بيرو إنفورما"، والذي دعا فيه البوليساريو إلى استغلال "الفرصة التاريخية" التي يمنحها المسلسل السياسي للأمم المتحدة، وإلى قبول مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل لهذا النزاع. وكان رئيس المجلس، سانشير زيرا قد طالب في حوار أجراه شهر مارس الماضي مع فيدرالية الصحافيين البيروفيين، البوليساريو بالتخلي عن بيع الأوهام للمحتجزين، واصفا موقف الجبهة الانفصالية ب"المؤسف للغاية". على البوليساريو أن تكف عن الاستمرار في الكذب على المحتجزين في مخيمات تندوف، وذلك من خلال إيهامهم بتحقيق "انتصارات وهمية"، وبالتالي إطالة معاناتهم بشكل غير مقبول. هذا النداء وجهه ريكاردو سانشيز سيرا الذي هو رئيس المجلس البيروفي للتضامن مع الشعب الصحراوي. وقال في حوار مع فيدرالية الصحفيين بالبيرو إنه "من الخطأ القول بأن جبهة البوليساريو تحقق انتصارات. وإذا قيل مثل هذا الكلام، فهي كذبة تهدف إلى إطالة معاناة أشخاص يرغبون في العيش بكرامة". وحين سئل عن الوضعية الدولية لنزاع الصحراء، قدم سانشيز سيرا تشخيصا لا لبس فيه بشأن الوضعية "المؤسفة" التي تتواجد فيها جبهة البوليساريو في نزاعها مع المغرب. وأوضح قائلا: "أولا، القرار 693 الذي تم تبنيه خلال القمة 31 بنواكشوط، للاتحاد الأفريقي، الذي يعد أهم حليف للبوليساريو، تخلي عن دور كمحاور لفائدة الأممالمتحدة". وأعطى سانشيز سيرا، وهو خبير في العلاقات الدولية كدليل دامغ على هذا الأمر النصر الديبلوماسي المهم الذي حققه المغرب من خلال عقد المؤتمر الوزاري الأفريقي حول دعم الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء الذي انعقد يوم 25 مارس بمراكش. وأوضح أن "36 دولة أفريقية (تمثل الجهات الخمس بالقارة الأفريقية بما في ذلك أفريقيا الجنوبية) شاركت في هذا المؤتمر بمراكش، في حين أن المؤتمر الداعم للبوليساريو، الذي انعقد في نفس الوقت ببريتوريا، لم يجمع إلا 12 من 16 دولة تشكل مجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية". وذكر الخبير البيروفي أيضا بالضربات الموجعة التي تلقتها البوليساريو من قبل الاتحاد الأوربي بعد المصادقة على اتفاقي الصيد والفلاحة مع المغرب. ولا يقف الأمر عند هذا الحد. ذكر سانشيز سيرا أنه في أمريكا اللاتينية، "تراجعت الديبلوماسية الصحراوية بشكل رهيب". وأضاف قائلا: "فالحكام الجدد في البرازيل يميلون بشكل كبير إلى المغرب، هذا فضلا عن الفضيحة الأخلاقية التي تلاحق مبعوث البوليساريو في هذا البلد"، كما "أنه في كولومبيا، تم رفض ممثل البوليساريو الذي يحاول أن يتحول إلى وكيل ديبلوماسي"، في حين أنه "في البيرو، فقد أقدمت وزارة الشؤون الخارجية بتوجيه صفعة للجبهة الانفصالية بسبب موقف ممثلها الذي خرق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد، والذي منع من الدخول إلى البلاد والذي أدى إلى إصدار بيان من قبل الديبلوماسية البيروفية لا يخدم مصالح الجمهورية الصحراوية بسبب لا كفاءة ممثلها". "في فنزويلا، لا نعرف ماذا سيحدث بالتحديد بسبب عدم استقرارها"، "الإكوادور تقوم بتقييماتها"، في حين أن "بوليفيا تلزم الصمت والحكومة الجديدة في السلفادور لا يمكن التنبؤ بمواقفها. هذا يعتمد إلى حد كبير على الحكومات القائمة". وأكد الخبير البيروفي أن "المكسيك وكوبا والأورغواي وحدهم مازالوا حلفاء للبوليساريو". أما في القارة الأفريقية، فإن "الجزائر، أهم داعم للبوليساريو، توجد في وضعية مقلقة للغاية"، يضيف نفس المصدر. وخلاصة القول أن الأمور لا تسير وفق رغبات البوليساريو التي يتعين عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الوقائع الجيوسياسية الجديدة من أجل التقدم على طريق تسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء.