عرف عدد الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي بالمغرب تراجعا خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقل من 1.7 مليون شخص خلال سنتي 2004 - 2006 إلى 1.4 مليون شخص ما بين سنتي 2015 - 2017، وذلك حسب التقرير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" لسنة 2018. وبالمقابل، أشارت المنظمة في تقريرها الذي يحمل عنوان "نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا" إلى أن عدد الأشخاص المتأثرين بانعدام الأمن الغذائي الشديد في المغرب شهد ارتفاعا، حيث انتقل من 5,1 خلال سنتي 2014 - 2016 إلى 5,7 خلال سنتي 2015 - 2017. وفيما يخص الحالة الجسمانية للأطفال الذين لا يتجاوز سنهم الخامسة بالمغرب، كشف التقرير حسب إحصاء سنة 2011 على أن 14.9 في المائة منهم يعانون من التقزم، 2.3 في المائة يعانون من الهزال، إلى جانب معاناة 3.1 في المائة من نقص التغذية، و10.7 في المائة من الوزن الزائد. هذا وأشار التقرير إلى أن 36.9 في المائة من النساء المغربيات في سن الإنجاب (15-49 سنة) يعانين من فقر الدم، كما بلغت نسبة الرضاعة الطبيعية الحصرية للرضع في الأشهر الستة الأولى 27.8 في المائة حسب إحصائيات سنة 2011، فيما قدرت نسبة البالغين الذين يعانون من البدانة ب26,1 في المائة. من جهته أخرى، خصصت المنظمة في تقريرها حيزا للحديث عن سياسات الأمن الغذائي الإقليمي، حيث أشارت في هذا السياق إلى أن المغرب استطاع أن يحقق اكتفاء ذاتيا بنسبة 59 في المائة فيما يخص الحبوب، 100 في المائة في اللحوم، 116 في المائة في الفواكه والخضروات، إلى جانب 95 في المائة في الحليب، 29 في المائة في الزيوت النباتية، 98 في المائة في المحاصيل الزيتية، و28 في المائة في السكر والمحليات. وخلصت المنظمة إلى أن 52 مليون شخص في المنطقة التي شملها التقرير يعانون من نقص التغذية المزمن، مؤكدة على أن النزاعات تعد "السبب الرئيسي للجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا ، إذ يعيش أكثر من ثلثي من يعانون من الجوع في المنطقة، أي حوالي 34 مليون شخص، في البلدان المتضررة من النزاع، مقارنة ب 18 مليون شخص في البلدان التي لا تتأثر مباشرة بالنزاع".