في ظل تناسل الأخبار حول نية تكتل "بومباردييه" لصناعات الطيران الانسحاب من المغرب وبيع مصنعها الكائن بالدارالبيضاء الذي يشغل 400 شخص، عقد مولاي حفيظ العلوي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، اليوم الاثنين بالدارالبيضاء، ندوة صحفية لتقديم مجموعة من التوضيحات حول الأخبار التي تحدثت عن مغادرة محتملة للمجموعة الكندية. وأكد العلمي خلال هذه الندوة عدم صحة الأخبار التي تتحدث عن تخلي المجموعة الكندية عن مصنعها الكائن بالدارالبيضاء، مشيرا أن "بومباردييه" لن تغادر المغرب وإنما ستقوم بالتعاقد من الباطن مع شركة أخرى لإدارة هذا المصنع، حيث أطلق التكتل الكندي طلب عروض في هذا الإطار وسيجري الإعلان عن شركات المناولة المرشحة في الأسابيع القليلة المقبلة. وأضاف أن لائحة شركات المناولة من الباطن التي ستتعاقد معها "بومباردييه" لتدبير مصنع الدارالبيضاء ستضم أسماء كبيرة من قبيل "إيرباص" و"سبيريت إيرلاينز" وشركات أخرى أكبر من المجموعة الكندية، مشيرا أن المحادثات بخصوص إرساء العقود قد انطلقت بالقعل وسيتم الإعلان عن المشاركين في طلب العروض في ظرف ثلاث أسابيع. وتابع الوزير أن الشركات التي تشتغل في قطاع صناعة الطائرات حول العالم باتت تلجأ للتعاقد من الباطن، مؤكدا أن مثل هذه القرارات تبقى طبيعية في عالم الأعمال ولا يجب أن تشكل مدعاة للقلق، مضيفا أن الأهم من كل هذا هو الحفاظ على مصالح المغرب سواء مع "بومباردييه" أو شركة المناولة من الباطن التي ستتسلم مفاتيح مصنع الدارالبيضاء. وأردف أن هذا القرار لم ينبع من أي توتر بين "بومباردييه" والمغرب حيث أن مسؤولي الشركة سعداء بتواجدهم بالمملكة نظرا لمما يتميز به السوق المغربي من جاذبية وتنافسية، مشيرا أن الشركة ستواصل توسعها في المغرب وتستعد للإعلان عن مشاريع مستقبلية ستكون أهم من مصنع الدارالبيضاء لكنه لا يستطيع الكشف عن تفاصيلها الآن. وشدد المسؤول المغربي على أن المغرب لا يعارض هذ الخطوة لأن اللجوء للتعاقد مع شركات المناولة من الباطن يبقى شيئا طبيعيا في حياة الشركات، كما لا يوجد أي بند يجبر "بومباردييه" على عدم الإقدام على هذه الخطوة، مشيرا أن المغرب حريص على أن تحترم شركة المناولة التي تتعاقد مع الكنديين الأهداف المسطرة مع الدولة حيث يبقى الشرط الوحيد لموافقة المغرب. وكان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قد نفى بدوره سحب مجموعة "بومباردييه" لصناعة الطائرات لاستثماراتها من المغرب. وأكد العثماني خلال كلمته بافتتاح المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات بالصخيرات على عدم صحة الأخبار التي أشارت لتوجه المجموعة لبيع مصنعها بالدارالبيضاء، مشيرا أن المجموعة قررت إعادة هيكلة استثماراتها الدولية لكن دون المساس باستثماراتها في المغرب. وأضاف رئيس الحكومة أن استثمار مجموعة بومباردييه الكندية لصناعة الطائرات بالمغرب سيظل باقيا كما أنها ستحافظ على اليد العاملة التي توظفها بالمغرب.