بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورات السابقة، يرتقب أن تنطلق الدورة الرابعة عشر من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في الفترة الممتدة بين 6 و21 أبريل المقبل برهان كبير هو إيجاد سبل تعزيز دور الفلاحة في خلق فرص الشغل بالقرى. واختار المنظمون موضوع "الفلاحة كرافعة لخلق مناصب الشغل" للنسخة الجديدة من المعرض، بهدف المساعدة على ربط العالم القروي بالديناميكية الوطنية عن طريق رفع التحدي المتمثل في الأداء الاقتصادي والبيئي بهدف "انبثاق طبقة متوسطة فلاحية قادرة على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة." "إننا نتحدث عن مشروع كبير ومهني، " يقول المندوب العام للمعرض الدولي للفلاحة جواد الشامي خلال ندوة صحفية احتضنتها الدارالبيضاء مساء أمس الخميس. واعتبر الشامي أن اختيار الدورة 14 لموضوع التشغيل في العالم القروي يؤكد "الطموحات الكبرى للقطاع الفلاحي المغربي ومساهمته في الورش الوطني الكبير للتفكير حول النموذج التنموي بكل أبعاده". وأوضح الشامي أن القطاع الفلاحي يعتبر خزانا للتشغيل بما يناهز 40 بالمائة من السكان النشيطين، "وهو ما يبرز النجاحات التي حققها مخطط المغرب الأخضر." ولفت الشامي إلى أن المعرض الدولي للفلاحة يريد أن يكون منصة لإلهام الشباب من أجل إطلاق مشاريعهم الفلاحية، وذلك استلهاما من الأحداث الراهنة والاهتمامات الكبرى للبلاد، وسياق الخطاب الملكي الذي أولى أهمية قصوى للشباب والتنمية. وشدد مدير الملتقى الدولي على أَن توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول تحديات العالم القروي وآفاق تنميته شكلت أيضا دافعا لاختيار هذا الموضوع، على اعتبار أن "مختلف التحولات التي تعيشها الساكنة القروية تسائل جميع الفاعلين المتدخلين في المجال الزراعي، بل وأكثر من ذلك، تستدعي تحسين الأدوات التقنية في الاستغلال الزراعي". واختارت النسخة 14 من المعرض الدولي للفلاحة سويسرا كضيف شرف، بعدما أن كان التوجه نحو اختيار بريطانيا كضيف شرف. جواد الشامي علل قرار المنظمين باستبعاد بريطانيا بكون المملكة المتحدة بصدد اتخاذ قرارات كبرى بشأن عضويتها في الإتحاد الأوروبي، "بينما نحن نسعى إلى العمل مع دول الاتحاد الأوروبي، لأن المستثمرين الفلاحيين الأفارقة يأتون إلى مكناس من أجل لقاء نظرائهم الأوروبيون، لعقد شراكات تروم تطوير تقنيات الإننتاج والتسويق." وأضاف الشامي خلال الندوة الصحافية : "نحن فخورون بحضور سويسرا كضيف شرف، خصوصا وأن الموضوع الذي تم اختياره للنخسة 14 هو موضوع مهم جدا وويتعلق بإشكالية فرض الشغل بالقرى." من جهته مازح السفير السويسري في المغرب ، ماسيمو باجي الحاضرين في الندوة، حيث وجه إليهم السؤال حول ما يتبادر إليهم إلى الدهن كل ما ذكرت سويسرا أمامهم، قبل أن يجيب على السؤال: "الكل سيقول البقر أو الجبن، أو الشكولاتة. لكنكم لن تذكروا القهوة، رغم أن سويسرا تعد رابع أكبر مصدر للقهوة في العالم والأولى بأوروبا، رغم أن سويسرا لا تنتج البن، ولكن تستعمل التكنلوجيا من أجل تصنيع القهوة وإنتاج مشتقاتها من القهوة كنيسبريسو." ووجه سفير سويسرا الشكر إلى جلالة الملك لمنح سويسرا صفة ضيف الشرف، مشيرا إلى أن أن التعاون المغربي السويسري في المجال الفلاحي يعود الى عدة سنوات خلت ، ويتجسد من خلال العديد من المبادرات بما في ذلك مشروع ولوج الأغذية والمنتجات المجالية إلى الأسواق الذي يتم إنجازه تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، والممتد على الفترة 2013-2019, و الهادف الى تحسين الأداء وولوجيه الأسواق والشروط الاجتماعية والاقتصادية لسلستي إنتاج زيت الأركان والصبار في منطقة أيت باعمران. و أبرز ماسيمو باجي أن المعرض سيشكل فرصة لعرض التجربة السويسرية في القطاعات التقليدية للزراعة والحليب والشوكولاتة والثروة الحيوانية ، وكذا الكشف عن التكنولوجيا السويسرية والرقمنة والقيمة المضافة للمنتجات المصنعة. وقال "باعتبارها شريكا تجاريا رئيسيا للمملكة ، ستتوفر سويسرا ، التي تراهن على الجودة في المجال الفلاحي ، على جناح في المعرض الدولي للفلاحة يضم العديد من الشركات في هذا القطاع ، وتهدف إلى تشجيع الشركات المحلية الأخرى على الاستقرار في المغرب". من جهته عبر جواد الشامي، المندوب العام للمعرض الدولي للفلاحة عن سعادته بحضور سويسرا كضيف شرف، خصوصا لأنها تتوفر على '' تجربة رئادة في المقاولات الصغرى بالقرى، وهو ما يدخل في صلب موضوعنا لهذه النسخة، إضافة إلى كون سويسرا تعد بين المستهلكين الأكثر انجذابا إلى الفلاحة البيولوجية وهو ضمن موضوعات الدورة المقبلة، وسيتم خلق جناح خاص سنستقبل فيه فدرالية شابة تم خلقها مؤخرا، لكنها انطلقت بشكل جيد في مجال الفلاحة البيولوجية، وفرضت نفسها في هذا السوق الواعد." ويتوقع المنظمون أن يفوق عدد زوار النسخة 14 من المعرض الدولي للفلاحة مليون زائر، إلى جانب مشاركة 1500 عارض من 72 دولة. وسيقام المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب هذه السنة على مساحة إجمالية تصل إلى 180 ألف متر مربع، ضمنها 100 ألف متر مربع مغطاة، حيث ينتظم الملتقى في 10 أقطاب، ويوفر فضاءات لركن السيارات بمساحة تناهز 200 ألف متر مربع. كما يقترح المعرض الدولي للفلاحة برنامجا غنيا وممتعا من حيث الأنشطة الترفيهية، في مقدمتها مباريات السلالات الحيوانية في قطب تربية المواشي، أنشطة الخيالة والفروسية، إضافة إلى التنشيط الثقافي الموازي في مدينة مكناس. ومباشرة بعد الافتتاح الرسمي ستنطلق الأيام المخصصة للمهنيين، وتستمر على مدى ثلاثة أيام، من يوم 16 إلى يوم 18 أبريل 2019، فيما ستبدأ الأيام المختلطة، المفتوحة على السواء أمام "المهنيين" و"الجمهور العريض"، في يوم 19 أبريل وتتواصل إلى غاية 21 أبريل 2019.