احتفل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الاثنين بالرباط، بالسنة الأمازيغية الجديدة 2969. ويندرج احتفال المعهد ب "إيض ن إناير" (أي رأس السنة الأمازيغية) هذا العام، تحت شعار "إناير، لحظة للتناقل الثقافي والتواصل بين الأجيال"، وذلك في إطار ما تحمله هذا المناسبة من دلالات ثقافية ورمزية وأنثروبولوجيا متجذرة وعريقة، ليس فقط في تاريخ المغرب، وإنما في تاريخ شمال إفريقيا برمته. كما يشكل الاحتفاء بهذه المناسبات الاحتفالية والطقوس الجماعية لحظة مفيدة يتم فيها تناقل المعارف والأفكار بين الأجيال، كما تعد فرصة لتقاسم عناصر الذاكرة والتاريخ بين الأفراد والجماعات، فضلا عن طابعها الفرجوي. وفي تصريح للصحافة، قال أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن هذا الاحتفاء بالسنة الأمازيغية هو احتفاء تاريخي رمزي يوضح بما فيه الكفاية العمق التاريخي لهذه الحضارة. وأضاف، من جهة أخرى، أن هذا الاحتفال يخص جميع المغاربة، مضيفا في هذا الصدد أن المعهد عمد إلى استضافة عدد من المواطنين والمواطنات الناطقين بالأمازيغية ولغات أخرى، وذلك مساهمة منه في التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي. وسجل أن الأمازيغية هي تراث مشترك لدى جميع المغاربة بدون استثناء، مشددا على أن هذا الاحتفال فرصة للتلاقح والتلاحم والتجانس بين كافة روافد الثقافة الأمازيغية. من جهته، قال عبد السلام بومصر، وهو باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وعضو اللجنة المنظمة، أن المعهد دأب منذ نشأته على الاحتفال بالسنة الأمازيغية وأن هذه المناسبة احتفاء بالقيم الأمازيغية المرتبطة بالأرض. وشدد على أن الاحتفاء بالسنة الأمازيغية يتم في عدة بلدان أخرى، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال يأتي في إطار اعتبار السنة الأمازيغية قيمة شعبية عامة، "مطالبا بجعل هاته المناسبة عطلة رسمية على غرار السنة الميلادية والهجرية". وتضمن هذا الحفل عرض شريط يتناول أهم أعمال المعهد ومراكزه وأنشطته في ميدان التعليم والتأطير وغيرها، كما تميز بتقديم الموقع الإلكتروني الجديد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وعرض لوحات في إطار إقامة الفنانين بالمعهد ووصلات غنائية مؤداة من طرف مجموعة "أحيدوس إ عشاقن".