طرحت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استراتيجية جديدة خاصة بالقارة الإفريقية، يوم الخميس الماضي؛ وتروم أساسا الدفاع عن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالقارة وتقويض النفوذ السياسي والاقتصادي لروسياوالصين، التي وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي ممارساتها بأنها تتسم ب"الفساد" و"الاستغلال". المستشار الأمريكي، جون بولتون، قال في كلمة ألقاها في مؤسسة "هريتدج للأبحاث" بواشنطن، إن الأولوية لدى واشنطن، تتمثل في تطوير علاقات اقتصادية في المنطقة لإتاحة فرص للشركات الأمريكية وحماية استقلال الدول الأفريقية وكذلك مصالح الأمن القومي الأمريكية". وأضاف حسب، ما نقلته وكالة رويترز "الصينوروسيا، يوسعون نفوذهم المالي والسياسي على نحو سريع في أنحاء أفريقيا ويوجهون استثماراتهم في المنطقة عن عمد وعلى نحو عدائي لنيل أفضلية تنافسية على الولاياتالمتحدة". جون بولتون، تحدث أيضا، عن بعثات حفظ السلام بإفريقيا، ومن بينها بعثة المينورسو بالصحراء، حيث عبر عن "استغرابه، من فشلها، بعد مضي 27 سنة على عملها"، كاشفا أن الإدارة الأمريكية، ستعيد النظر بخصوص الدعم المقدم للبعثات، حتى تضمن أن نتائجها ستكون إيجابية". الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، الموساوي العجلاوي، قال إن حديث بولتون، عن المينورسو بالصحراء، يعود أساسا، إلى كونه اشتغل على الملف، "في الفترة التي كان فيها بيكر مبعوثا أمميا إلى الصحراء، لذلك فهو يدعي معرفته بالموضوع". وأضاف الخبير في الشؤون الإفريقية، حديث المستشار الأمريكي، عن بعثات حفظ السلام بالموازاة مع الصراع الأمريكي الصيني الروسي، يمكن ربطه، بالأموال التي تدفعها الولاياتالمتحدة لقوات حفظ السلام، حيث تساهم ب 30 في المئة من مجموع تمويلها، وترى إدارة ترامب أن نقودها لا يجب أن تصرف لتسمين الآخرين، حيث تعتبر أن روسياوالصين هما المستفيدان من الوضع الحالي بإفريقيا مع اتساع نفوذهما". في هذا السياق، قدم الأستاذ الجامعي، المثال ببعثة حفظ السلام " بجمهورية إفريقيا الوسطى"مينوسكا، التي وتضم أزيد من 14 ألف جندي، بميزانية تبلغ حوالي مليار دولار، وتدعمها أمريكا، حيث قام رئيس هذا البلد، بوساطة روسية، بشراء السلاح من روسيا". أما الصين، يضيف المتحدث، "فهي ترهن مستقبل البلدان الإفريقية، من خلال القروض، حيث تقوم بتمويل مشاريع للبنى التحتية خاصة،ما يجعل هذه البلدان مدينة للصين، ويستحيل لأي دولة غرقت في الديون مع بلد أن تلتفت إلى بلد آخر". من خلال هذه المؤشرات، اعتبر المتحدث في تصريحه لموقع القناة الثانية، أن "الرهان بين أمريكاوالصينوروسيا من جهة ثالثة، جيو استراتيجي، والصراع الاقتصادي جزء منه". وأشار العجلاوي أن على المغرب التموقع بشكل جيد، في ظل الاستراتيجية الجديدة التي تطرحها الولاياتالمتحدة، وذلك، باستثمار حضوره ووزنه بإفريقيا، حيث تربطه ببلدان إفريقية 1500 اتفاقية ومذكرات تفاهم".