رغم إقرار الأكاديميات لتوقيت مدرسي جديد يراعي الخصوصيات المجالية لكل جهة، لا تزال الاحتجاجات التلاميذية ضد قرار اعتماد التوقيت الصيفي مستمرة، وهو ما أدى إلى مقاطعة الدراسة في العديد من المؤسسات التعليمية. ففي الدارالبيضاء، وبالتحديد عمالة البرنوصي، رفض المئات من التلاميذ الالتحاق بقاعات الدراسة واختاروا بالمقابل تنظيم وقفات احتجاجية أمام المؤسسات التعليمية التي يدرسون بها، مرددين شعارات وهتافات تنادي بالتراجع عن قرار اعتماد التوقيت الصيفي طيلة السنة. وتنوعت هذه الشعارات بين "الشعب يريد إسقاط الساعة" و "راك غادي فالخسران العثماني"، نسبة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي يحملونه مسؤولية اتخاذ قرار اعتماد التوقيت الصيفي، فيما انبرت فئة أخرى من التلاميذ المحتجين إلى اقتباس أغاني من ريبرتوار "ألترات" مشجعي كرة القدم، للتعبير عن سخطهم على الحكومة و التوقيت الصيفي. وفي الوقت الذي بدا فيه أن لا شيء سيقنع التلاميذ الغاضبين بالعودة إلى مقاعد الدراسة، اكتفت الأطر التربوية والإدارية بالمؤسسات التعليمية، بالإضافة لرجال الأمن والسلطة المحلية الذين حلوا بعين المكان، بتأمل الوضع وانتظار ما ستؤول إليه الأمور. أما آباء وأمهات التلاميذ الذين ظلوا ينتظرون أمام أبواب المؤسسات فقد انقسمت آرائهم ما بين مؤيد للاحتجاجات ورافض لها. وفي هذا السياق، أكدت سيدة في تصريح لموقع القناة الثانية أنها تتفهم غضب التلاميذ واستمرارهم في الاحتجاج لليوم الخامس على التوالي لأنها متضررة بدورها من التوقيت الصيفي، فيما أوضح أحد الآباء أنه لم يعد هناك مبرر للاحتجاج بعد اعتماد الصيغ الجديدة للتوقيت المدرسي، داعيا أولياء التلاميذ لإقناع فلذات أكبادهم بالتراجع عن قرار التصعيد لأن مسيرتهم التعليمية على المحك. وكشف رجل سلطة للموقع أن بعض التلاميذ التحقوا بالمؤسسات في الوقت المحدد، فيما اختار آخرون عدم الدخول بعد أن قام تلاميذ آخرون ب "تحريضهم" على الانضمام للاحتجاجات التي تحولت فيما بعد إلى مسيرة على الأقدام في اتجاه المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي البرنوصي.