اتسمت سنة 2017 التي سنودعها في غضون أيام، بعدة أحداث منها تلك التي همت القطاع التعليمي، وكان عنوانها الأبرز الاعتداءات على الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية من قبل التلاميذ. هذه الاعتداءات الجسدية التي طالت الأطر التربوية بمدن متفرقة بكل من ورزازات، فاس، برشيد، أكادير، البيضاءوالقصر الكبير، هزت الرأي العام الوطني منددين بهذه السلوكات "الطائشة" التي تسيئ إلى المنظومة التعليمية وتحط من كرامة المربي التربوي حتى سقطت معاني البيت الشعري الذي يقول: "قُم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا". ورزازات.. نُقطة كشف المستور انطلقت شرارة هذه الاعتداءات الجسدية بعد انشار مقطع فيديو، يوثق لمشاهد العنف والضرب من قبل تلميذ تجاه أستاذه داخل الفصل الدراسي بثانوية بورزازات، وفور تداول هذا الشريط على شبكات الانترنيت، تحركت المديرية الإقليمية للتعليم بورزازات للوقوف على حقيقة هذا الفيديو المسرب من قبل أحد التلاميذ، وعلى إثره تم اعتقال التلميذ من طرف عناصر الشرطة وذلك بعد شكاية تقدمت بها المديرية الاقليمية للتعليم في الموضوع إلى وكيل الملك لفتح تحقيق قضائي. وبعد مرور أيام قصيرة، أصدرت المحكمة الابتدائية لورززات، حكمها على التلميذ القاصر بالسجن النافذ مع قضاء شهرين بمركز لحماية الطفولة. الدارالبيضاء.. رشيدة مكلوف بعد 15 سنة في التدريس تُهان من قبل تلميذها الاستاذة رشيدة مكلوف، لم يكن في حسبانها أنها ستصبح يوما مادة دسمة لوسائل الإعلام الوطنية، تسلطت عليها الأضواء بعد تعرضها لاعتداء جسدي خطير على يد أحد تلاميذتها الذي باغتها لحظة مغادرتها باب المؤسسة التعليمية ثانوية الحسين ين علي التأهيلية، بالحي المحمدي، ليستل آلة حادة من جيبه ويغرزها في ذقنها ثم لاذ بالفرار، تاركا إيها تسيل دما متصلبة في مكانها. التلميذ المذكور تسبب للأستاذة في جرح غائر على مستوى وجهها، على إثره تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية وترتيق الجرح. وفي اليوم الموالي، قامت المصالح الامنية بإلقاء القبض على المعني بالأمر وإحالته على الذمة التحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وقضت المحكمة الابتدائية بالبيضاء، يوم الأربعاء 27 دجنبر الجاري، على التلميذ المذكور بالحبس النافذ لمدة أربعة أشهر سيمضيها داخل الإصلاحية التابعة للمركب السجني عكاشة، مع أداء غرامة مالية تصل إلى 3 ملايين. فاس.. ضرب الأستاذ وأرسله إلى المستشفى تلميذ آخر قاصر يبلغ من العمر 17 سنة، يدرس بالثانوية الإعدادية عبد الكريم الداودي أقدم على الاعتداء الجسدي على أستاذه بالضرب على مستوى الوجه داخل أحد الفصول الدراسية، ليتم نقل الضحية للمستشفى لتلقي العلاج. وفور علمها باشرت المصالح الأمنية مجموعة من التحريات الميدانية التي مكنت من توقيف المشتبه فيه، بمنزل أسرته بحي بنسودة، وإلى ذلك تم الاحتفاظ بالقاصر تحت المراقبة الشرطية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة. برشيد.. تلميذة تطعن أستاذها على مستوى وجهه بقطعة زجاج العنف تجاه الأساتذة طال كذلك صنف الإناث، فالحالة التي سجلت ببرشيد كانت من قبل تلميذة تدرس بإعدادية سيدي رحال باقليم برشيد، حيث ضربت أستاذها على مستوى وجهه بقطعة زجاج داخل القسم، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج. وعن حيثيات الواقعة، فإن التلميذة المذكورة، كانت تمضغ العلك داخل الفصل الدراسي، الأمر الذي أثار انتباه الأستاذ، ليأمرها بالتوقف عن هذا السلوك واحترام حرمة القسم والتلاميذ، غير أنها لم تمثل لأوامره، فطلب منها مغادرة القسم، أوامر هذا الأخير لم تستسغها التلميذة، لتقرر مباغتته ومهاجمته بواسطة قطعة زجاج استلتها من جيبها لتصيبه على مستوى وجهه وتركته مضرجا في دمائه. وبعد إشعار الإدارة لرجال الدرك الملكي، تم اعتقالها بأمر من النيابة العامة ببرشيد، لتقديمها إلى العدالة. أكادير.. سب وشتم أستاذه بعد ضبطه يغش في الامتحان أساتذة أكادير لم يسلموا بدورهم من سلسلة الاعتداءات، فقد اهتزت الأطر التربوية بثانوية التأهيلية "المجد" بآيت ملول، على وقع حادثة العنف، حيث قام تلميذ يبلغ من العمر 19 سنة، بتعريض أستاذه للعنف والسب والشتم داخل الفصل الدراسي، بعدما ضبطه الإطار التربوي يغش في الامتحان باستعمال هاتف نقال، قبل أن يلوذ بالفرار. وفي نفس اليوم تمكنت العناصر الأمنية، بعد توصلها بإشعار من الإدارة التربوية للمؤسسة التعليمية، بعد التحريات ميدانية من إيقاف تلميذ بمنزل أسرته بحي أزرو، فيما احتفظ به تحت الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة إلى حين أن يقول القضاء كلمته. القصر الكبير.. الأستاذ يُنقل إلى المشفى لتلقي العلاج أستاذ آخر بالقصر الكبير، يُدرس بثانوية أبي المحاسن الإعدادية، سينال كذلك نصيبه من هذا العنف، حيث سيعمد تلميذ داخل القسم بضربه مدرسه، وهذا الأخير ينقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما اعتقل التلميذ من قبل الأمن وفتح تحقيق قضائي معه، فيما أصدر في حقه المجلس الإداري للمؤسسة التوقيف عن الدراسة. محاولة لتشخيص ظاهرة العنف التي انتشرت في المؤسسات التعليمية، أوضح الطبيب والمختص النفسي، جلال بناني، أن ردود الفعل العنيفة الصادرة من قبل بعض التلاميذ، فلابد من الوقوف عند التربية والمحيط المجتمعي الذي نشأ فيه هذا التلميذ". وأضاف ذات المتحدث، في تصريح سابق لموقع القناة الثانية، أن التلاميذ الذين تعرضوا لإخفاق في دراستهم واستعصى عليهم إثبات وجودهم في القسم، فإنهم يلجؤون إلى أساليب العنف تجاه زملائهم وكذا المؤطرين التربويين، بهدف إبراز الدور "البطولي" أمام الآخرين وبالتالي إخفاء ضعفهم. كما رجح المختص النفسي، أن من بين العوامل التي تدفع هؤلاء التلاميذ إلى العنف تتلخص في فقدان الأمل والثقة في النفس وضعف الإرادة. نقطة أمل.. "تلاميذ الأمانة" بأصيلة برز خبر سار ليمنح نقطة الأمل في المدرسة العمومية، يفيد أن ثلاثة تلاميذ في المستوى الابتدائي عثروا على حقيبة بها مبالغ مالية مهمة في حديقة عمومية بأصيلة حين عودتهم من المدرسة، بعدها مباشرة قاموا بتسليمها إلى المصالح الأمنية ثم إلى صاحبها المغربي المهاجر بهولندا. بهذا السلوك السامي والنبيل، أبانوا على حسن الوفاء بالأمانة، حتى نالوا لقب "تلاميذ الأمانة" من قبل ساكنة المدينة ورواد المواقع التواصل الاجتماعي منوهين بما قاموا به. "تلاميذ الأمانة" استحقوا التشجيع والتهنئة، ولذلك خصصت لهم مدرستهم وكذا المندوبية الاقليمية للتعليم، حفلا تكريميا بهدف جعل سلوكهم قدوة في المحيط التعليمي، حيث قُدمت لهم شواهد تقديرية بالإضافة إلى مكافأة مالية من قبل المصالح الامنية للمدينة.