قدم المنتخب المغربي مستوى محترما أمام جزر القمر مكنه من حسم المباراة لصالحه بثنائية نظيفة ومن حجز بطاقة التأهل لدور ثمن نهائي كأس إفريقيا الكاميرون 2021. وبالرغم من الانتقادات التي وجهت للاعبين بالنظر لإضاعتهم العديد من الفرص السانحة للتسجيل، إلا أن المستوى العام الذي قدموه أمام منتخب جزر القمر يستحق التنويه ويظهر أن الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، برفقة طاقمه الذي يعج بالمتخصصين يحضر بشكل جيد للمباريات.
تهييئ خاليلوزيتش ورفاقه الجيد للمباريات ظهر خلال المباراة الماضية أمام منتخب غانا حين أقفل كل مناطق الخطر على مهاجمي منتخب غانا واختار لذلك لاعبين على المقاس، كسامي ماي الذي شغل مركز وسط الميدان الدفاعي، ثم تأكد أمام جزر القمر باختياره لاعبين آخرين ونهجا مغايرا بالنظر لاختلاف طبيعة المبارتين المذكورتين.
* كان 2021: من سيواجه المنتخب المغربي في دور ثمن النهائي؟
ومن بين أبرز التغييرات التي أجراها خاليلوزيتش مقارنة مع مباراة غانا، نجد إقحامه بشكل أساسي لطارق تيسودالي، أيوب الكعبي وسفيان أمرابط مكان كل من زكرياء أبو خلال، عز الدين أوناحي وسامي ماي. فما الذي تغير بحضور هؤلاء اللاعبين وكيف عمل الأسود على حسم المباراة لصالحهم؟
اللعب الجماعي، سلاح المنتخب المغربي لبلوغ مناطق الخصم يؤكد خاليلوزيتش خلال كل خرجاته الإعلامية على ضرورة التوفر على روح المجموعة مبديا استعداده للقيام بقرارات زجرية في حالة تهديد أي عنصر لهذه الروح الجماعية. تركيز المدرب البوسني على هذه النقطة خارج الملعب يتجسد أيضا داخل رقعة الميدان، بحيث تظهر البيانات خلال مباراة جزر القمر أن جل الحملات الهجومية جاءت عن طريق تبادل التمريرات بين اللاعبين، في وقت كان فيه عدد محاولات القيام بالمراوغات قليلا؛ لم يتجاوز 12 محاولة (6 منها ناجحة).
2M.ma
في هذا الصدد أيضا، نلاحظ كيف تغير أسلوب سفيان بوفال مع خاليلوزيتش فهو من بين اللاعبين الذين يبحثون بشكل كبير على القيام بالمراوغات، إلا أنه أمام منتخب جزر القمر حاول القيام بذلك في أربع مناسبات فقط (مراوغتان ناجحتان). وإذا كان المنتخب المغربي يحاول بلوغ مناطق الخصم من خلال العمل الجماعي، فكيف كان يتم ذلك؟
جهة حكيمي.. مفتاح الأسود للانقضاض على الخصوم كانت جل محاولات المنتخب المغربي أمام منتخب جزر القمر تأتي من الجهة اليمنى التي يتواجد فيها أشرف حكيمي. خاليلوزيتش طلب من سليم أملاح الاقتراب من ظهير باريس سان جيرمان للقيام بثنائيات معه تمكن الأسود من اختراق الخطوط، كما أن طارق تيسودالي الذي عوض أوناحي في هذه المباراة كان طلبه للكرة متمركزا هو الآخر في هذه الجهة، محاولا في نفس الوقت خلق المساحات لحكيمي.
Opta تحركات حكيمي داخل رقعة الميدان
Opta تحركات طارق تيسودالي داخل رقعة الميدان
حتى بوفال كان هو الآخر بين الفينة والأخرى ينزل للجهة اليمنى من أجل مساعدة حكيمي والرفاق على اختراق خطوط الخصم.
Opta تحركات بوفال داخل رقعة الميدان
انتزاع الكرة من مناطق الخصم.. تقليل للخطورة وفرصة للارتداد السريع من خلال إحصائيات مواجهة المنتخب المغربي أمام جزر القمر، يظهر أن العناصر الوطنية استطاعت أن تسترجع الكرة في أكثر من نصف الحالات في نصف ميدان الخصم، وهو ما تمكنوا من القيام به بسبب الضغط الجيد الذي تقوم به العناصر الهجومية، فطارق تيسودالي لوحده تمكن من استرجاع الكرة في منتصف جزر القمر 5 مرات.
2M.ma انتزاع الكرات سمح بتقليل الخطورة على مرمى المنتخب المغربي إذ لم ينجح منتخب جزر القمر في تسديد أية كرة مؤطرة طيلة المباراة، كما أنه أتاح الفرصة للأسود من أجل خلق فرص خطيرة مستغلين سوء ارتداد مدافعي جزر القمر بعد ضياع الكرة.
تظل هذه أبرز الملاحظات التي أظهرت قوة تحضير المنتخب المغربي لمبارياته في كأس إفريقيا الكاميرون 2021، إلا أن هذا لا يعني عدم وجود بعض النقائص التي يجب على الطاقم التقني العمل عليها بشكل أكبر إن هو أراد الذهاب بعيدا في هذه المسابقة.
* لماذا يغيب بعض اللاعبين رغم سلبية فحوصات كورونا؟ خبراء في الصحة يقدمون الإجابة ل2M.ma