أشاد رائد الفضاء السويسري ذي الصيت العالمي البروفيسور كلود نيكوليي بالمؤهلات والكفاءات التي يزخر بها المغرب في صناعة الطيران. وأكد نيكوليي في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية " M24" وإذاعتها "ريم راديو" خلال زيارته الثلاثاء لمجموعة من المنشآت التابعة لتجمع صناعات الطيران والفضاء بالمغرب "جيماس" بالقطب التكنولوجي للنواصر، أن التطور الذي تعرفه هذه الصناعة بالمغرب سيكون حافزا قويا على إرساء لبنات تعاون مع سويسرا على الخصوص وأوروبا عموما. وأعرب، بهذا الخصوص، عن عزمه، انطلاقا من موقعه، المساهمة في إرساء دعائم هذا التعاون مع المغرب، لاسيما في الميادين ذات الصلة بقطاع الطيران والفضاء. وأبرز أن قناعته هذه نابعة من إعجابه الكبير بجودة التكوين الذي يوفره معهد مهن الطيران، وكذا بالقدرات المهمة التي يتمتع بها العاملون بقطاع صناعة الطائرات، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الزيارة عاين عن قرب تطلعات المهنيين المغاربة إلى نسج علاقات تعاون قوية مع نظرائهم بأوروبا بما في ذلك سويسرا. وخلال عرض قدمه، عقب زيارته للمنشآت التابعة لجيماس، تقاسم البروفسور نيكوليي مع الحضور في لقاء صحفي تجاربه الرائعة التي راكمها خلال الرحلات الاستكشافية الأربعة التي قام بها للفضاء في التسعينيات (1992-1999)، حيث وقف خلال هذه المهمات الناجحة، التي فاقت مدتها الإجمالية 1000 ساعة، على أسرار وسحر هذا الفضاء الكوني بمعجزات كواكبه ومجراته. وذكر في مداخلته، التي قدمها تحت عنوان "الفضاء فرص وتحديات"، أنه خلال الفترة الممتدة من 1981 إلى غاية 2011 تم إجراء على مدى ثلاثين سنة ما مجموعة 135 رحلة استكشافية، تخللتها برامج غنية ومتنوعة. وبرأيه، فإن الفضاء سيبقى على الدوام مصدر إلهام وتدبر وبالإمكان توظيفه في خدمة البشرية جمعاء، قائلا " ليس بإمكاننا إنقاذ كوكب الأرض عبر الفضاء، ولكن بمقدورنا مراقبة حالته الصحية من الأعلى من خلال تغطية شاملة وهذا سيساعدنا على وضع الإجراءات والتدابير الضرورية لتأمين استمراريته". وفي سياق حديثه عن أسرار النجاح في الرحلات الاستكشافية لعالم الفضاء، شدد على ضرورة رسم الأهداف بشكل واضح، ومباشرة العمل على تجسيد أولوياتها في إطار فريق عمل متكامل على كافة المستويات وفي ظل علاقة مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة، ومواصلة التداريب استعدادا على الدوام لإصلاح مختلف الأعطاب التي تحدث خلال الرحلات والسعي إلى معالجة المشاكل ذات الصلة عبر وضع مزيد من البدائل والخطط في مواجهة الاحتمالات. وخلص إلى أن التوفر على رؤية وهدف واضحين يبقى عنصرا محوريا لأي شراكة طموحة في ميدان الطيران والفضاء، فبدونهما لا يمكن تذوق طعم التفوق والنجاح وبلوغ الغاية المنشودة. ويذكر أن كلود نيكوليي المزداد في 1944 بسويسرا أصبح باحثا ورائد فضاء عالمي عقب استكمال تعليمه في شعبة الفيزياء وتكوينه المكثف الذي أهله لقيادة عدد من أنواع الطائرات، بما فيها العسكرية. ووقع عليه الاختيار سنة 1978 ليكون ضمن أول مجموعة لرواد الفضاء بأوروبا قبل التحاقه بوكالة "ناسا" الأمريكية حينها قام برحلاته الاستكشافية الأربعة. ويشتغل حاليا كبروفسور شرفي بمدرسة بوليتكنيك الفيدرالية لناسا، فضلا عن كونه عضوا في اللجنة الفيدرالية للاعمال الفضائية من أجل تقديم توصيات للحكومة السويسرية في مجال السياسة الفضائية، ومستشارا علميا وتقنيا لطلبة المدرسة في سلك الماستر والدكتوراه في هذا الميدان المستقبلي. وتندرج الزيارة التي قام بها البروفسور كلود نيكوليي للقطب التكنولوجي بالنواصر، رفقة وفد يرأسه سفير سويسرا المعتمد بالمغرب السيد كيوم شيور وبحضور مسؤولين وفاعلين في قطاع الطيران والفضاء، في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لإرساء العلاقات الدبلوماسية بين سويسرا والمغرب.