تدهور أمني كبير وفوضى عارمة، واقع تعيش على وقعه الساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف، بعد أن كشف منتدى "فورساتين" أنّ المخيمات تحولت إلى غابة أمام انتشار عمليات السرقة وتصارع الجميع "وسط غابة يأكل القوي فيها الضعيف". وأبرز المنتدى أن الساكنة لم تسلم من ظلم القيادة فقط بل أصبحت لقمة سائغة للصوص والمجرمين والعصابات المنتشرة بالمخيمات، والتي لم تعد تجد ما كانت تجده قبل إجراءات الحصار ومنع التنقل، والتفتت إلى الساكنة وأصبحت تمارس عليها الترهيب والقمع وتسلب العائلات كل ما تملك. وكشف "فورساتين" أن آخر شطحات تلك العصابات الخارجة عن القانون والمتواطئة مع القيادة التي تحميها وتسهل تحركها، كان عملية مداهمة تعرضت لها عائلة بمخيم العيون، حين اقتحمت عصابة مكونة من ستة أفراد خيمة العائلة التي يمتهن أفرادها التجارة وقامت العصابة بسرقة كل ما قدرت عليه، ونكلت بالعائلة وضربت صاحب الخيمة الذي لم يكن الا شيخا طاعنا في السن، قبل أن يتمكنوا من سرقة مبلغ 200 مليون كانت تذخره العائلة، مشيراً أنه مع "منع التجارة والتنقل ظل المبلغ بحوزة العائلة وأصبح هدفا ومطمعا للعصابات المنتشرة بالمخيمات، والتي تصول وتجول دون أن يتم ردعها". وأبرز المنتدى أنّ "المخيمات تركت لحال سبيلها دون قيادة تقودها، ولا مسؤولين يديرونها، في ظل غياب محير لزعيمها ابراهيم غالي، الذي قيل إنه تماثل للشفاء وسيعود للمخيمات ولم يحدث ذلك وغيرها من الأكاذيب والافتراءات". جزء آخر من المعاناة تعيشه الساكنة، يتمثّل في "الحصار البوليسي والعسكري من طرف ميليشيات البوليساريو ومن خلف ذلك الجيش الجزائري، الذين مارسوا في حقها إجراءات منع شملت التنقل والتجارة وحتى التنقل، حيث أصبح بقرارات تصدر بشكل مباشر من الجزائر دون غيرها، ولا من سبيل للخروج من المخيمات دون موافقة تستحيل في ظل الظروف الحالية التي تستغلها القيادة لإسكات الساكنة وقمعها والتنكيل بها ."