من أجل ضمان تحقيق الاستهلاك والإنتاج المستدامين، لا بد من مكافحة هدر المواد الغذائية بجميع أشكاله، في هذا الحديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يسلط الباحث في التنمية المستدامة، محمد بوعدي، الضوء على التأثيرات العامة لهدر الغذاء على البيئة والاقتصاد والمجتمع. كيف يمكن لهدر الغذاء أن يؤثر على السكان ؟ لا يتسبب فقد الغذاء وهدر الطعام في خسائر اقتصادية للمنتجين والجهات المؤثرة في سلسلة القيمة الغذائية فحسب، ولكن أيض ا في ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين، وهو ما يؤثر في الحالتين معا على الأمن الغذائي، والتالي يصبح الوصول إلى الغذاء من قبل الفئات الفقيرة والمستضعفة أمرا صعبا للغاية. وعلى الصعيد العالمي، هناك ما يقارب 800 إلى 900 مليون شخص يعانون من نقص في التغذية ، هذا ليس بالتأكيد راجع إلى نقص في الغذاء و (الدليل على ذلك أن عدد الأشخاص الذين يعانون اليوم من السمنة المفرطة في العالم هم أكثر من أولئك الذين يعانون من سوء التغذية). المشكل يكمن في أننا نرمي ونهدر الكثير من الطعام. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة ، فإن نصف الأطعمة التي يتم التخلص منه في البلدان الصناعية قد يكون كافيا لإطعام جميع الأشخاص الذين يعانون من نقص في التغذية، وبالتالي فمن الواجب علينا أن نضع حدا للجوع في العالم! كيف يمكن لهدر الغذاء أن يؤثر على البيئة ؟ يعتبر هدر الغذاء ضياعا كبيرا للطاقة، فنحن نستخدم الطاقة في إنتاج الغذاء، ونقله، وتكييفه، وبيعه، وتبريده. وفي النهاية، إذا لم يتم استهلاك هذا المنتوج، فستكون هذه الطاقة قد أهدرت. وهكذا ، فإن حوالي 30 في المائة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون في العالم ناتجة عن إنتاج المواد الغذائية، و في كل مرة نتخلص من الطعام ، يكون انبعاث ثاني أكسيد الكاربون الذي تم إطلاقه في الغلاف الجوي من دون أدنى جدوى، وهو الامر الذي يعيق جهود مكافحة الاحتباس الحراري. هدر الغذاء و تحقيق أهداف التنمية المستدامة ؟ يرمي الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة الذي ينص على "ضمان أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة" إلى مضاعفة الجهود للحد من الخسائر الغذائية في جميع سلاسل الإنتاج والإمداد. ويتطلب تحقيق هذا الهدف الطموح أيضا بذل جهود عالمية أكبر لتنفيذ السياسات والمبادرات الرامية إلى الحد من فقدان الأغذية ، فضلا عن تغيير النموذج القائم بالتصدي للأسباب التي تؤدي الى هدر الطعام وليس للأعراض.