تشكل امتحانات نيل شهادة البكالوريا محطة استحقاقية مهمة لكل تلميذ، إذ تعد تجربة حياتية تبقى راسخة في ذهنه بصعابها وعقباتها، هذا المجهود هو ما قام به الطفل التوحدي ، محمد نور الدين الطهيري الذي يعد بارقة أمل للأطفال التوحديين اثر نيله شهادة البكالوريا بميزة مستحقة على مستوى مديرية التعليم بتطوان، بعد مجهود كبير لتجاوز المطبات البيروقراطية والإدارية للمنظومة التربوية التي لا تعترف إلا بالاعاقة الحركية والحسية في نظامها المعموم به لاجتياز امتحانات البكالوريا. نيل " نور الدين الطهيري" لشهادة البكالوريا لم يكن طريقا مفروشا بالورود ، هذا ما أكده عادل الصنهاجي ، أخصائي نفساني و مدير جمعية "يحيى للأطفال التوحدين بتطوان"، في تصريح صحفي لموقع القناة الثانية حول مسار التحدي الذي مر منه الشاب التوحدي الطهيري ، بعد طرده من التعليم الثانوي التأهيلي خلال سنته الأولى بعد فشله في التكيف مع المنظومة التعليمية التي لا تتلاءم مع طبيعة الطفل التوحدي . وفق الصنهاجي النظام التعليمي الحالي يعرف صعوبة في استيعاب خصوصية الاصابة بالتوحد ودور المرافق للطفل التوحدي وهو ما يجعل العديد من المصابين بالتوحد يفشلون في إتمام مسارهم الدراسي . المتحدث أوضح لموقع القناة الثانية ، إصرار نور الدين الطهيري على نيل شهادة البكالوريا حيث يعد هذا الهدف أبرز أحلامه التي تشبث بها خلال تواصله مع العائلة وأطر الجمعية بعد حادثة الطرد ، مشيرا إلى استثماره أزيد من ست ساعات يوميا من أجل اجتياز هذا الاستحقاق . أما أبرز العراقيل التي اجتازها محمد نور الدين ، كانت أولها عدم اعتراف السلطات التربوية بالاصابة بالتوحد والاعاقة الذهنية، إذ وفق المسؤول الجمعوي لا يعترف نظام مسار الا بالاعاقة الحركية والحسية. مدير جمعية يحيى للأطفال التوحدين بتطوان أوضح لموقع القناة ، ان نضال المترشحين التوحديين لاجتياز الامتحانات الإشهادية تصادف مع جلسة لوزير التربية الوطنية مع جمعويين، و التي طرحت فيها طفلة توحدية تدعى ريم سؤالا على الوزير، حول إمكانية تحقيقها حل إتمام الدراسة، وهو ما نتج عنه وعد من لدن أمزازي قصد تيسير المساطر أمام الأطفال التوحديين . https://www.facebook.com/Rima.Derrazi/videos/1853294048184406/ لكن رغم هذه الوعود، لم تكن الطريق سهلة امام محمد نور الدين لاجتياز الامتحانات الإشهادية و الاستحقاقية ، لولا تكثيف الإطارات الجمعوية العاملة في مجال التوحد لجهودها قصد التسجيل والترخيص للمرافق، وهو ما يشكل نجاحا بحد ذاته في دعم محمد لتحقيق حلمه، مشددا على أن هذا الامر يشكل بارقة أمل لجميع الأسر التي لها اطفال توحديين . وبخصوص ما بعد البكالوريا ، أوضح عادل الصنهاجي ، أن الشاب التوحدي محمد نور الدين الطاهري ، تنتظره جلسة تشاورية مع العائلة وأطر الجمعية بعد فترة راحة واحتفال بهذا الإنجاز، وذلك قصد تقديم الاقتراحات والمسارات التي يمكن أن يلج إليها . وخلص المتحدث إلى أن دور الجميع الان هو دعم محمد نور الدين بعد النقطة الجيدة التي حصل عليها في شعبة العلوم الفيزيائية، والتي تخول له امكانية اختيار المسارات الملائمة لطموحه وأحلامه .