تبلغ نسبة المدخنين بالمغرب 13,4 في المائة من البالغين بما في ذلك 26,9 في المائة من الرجال و 0,4 في المائة من النساء، وحسب معطيات أوردتها وزارة الصحة، فإن نسبة انتشار التدخين بين المتمدرسين المتراوحة أعمارهم بين 13 و15 سنة تصل إلى 6 في المائة (2016)، فيما تتعرض حوالي 35,6 في المائة من الساكنة للتدخين غير المباشر في الأماكن العامة والمهنية. ومن أجل هذه الأسباب أطلقت وزارة الصحة تخليدا لليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي يصادف 31 ماي من كل سنة، (أطلقت) خلال الفترة الممتدة من 31 ماي إلى 30 يونيو 2021، حملة وطنية تحسيسية بهدف توعية السكان بمخاطر التدخين ومزايا الإقلاع عنه، خاصة خلال تفشي وباء كوفيد 19. وحول طرق وسبل علاج المدخن للإقلاع عن التدخين والأمراض المرتبطة بالتدخين، حاور موقع القناة الثانية، ضمن فقرة "3 أسئلة"، جمال الدين بورقادي، طبيب اختصاصي في الأمراض التنفسية والرئة. نص الحوار.. يعد التدخين سببا رئيسيا في الوفاة، إلى أي حد يساهم التدخين في ظهور الأمراض؟ بالفعل، يؤدي التدخين عالميا إلى وفاة حوالي 10 ملايين شخص سنويا، كما أنه يعتبر سببا مباشرا في ظهور عدة أمراض مرتبطة به وهي الأمراض التنفسية منها انسداد القصبات الهوائية الربو وداء السل وأمراض القلب والشرايين وأمراض السرطانات (الرئة، البلعوم، الحنجرة، المتانة..). كما يؤدي التدخين إلى الإصابة بداء السكري، وعند المرأة المرضع الإصابة بتشوهات جينية، أو الولادة قبل الأوان، نقص الخصوبة عند الرجال والنساء المدخنين تشوهات جلدية وتجاعيد مبكرة وغيرها من الأمراض التي تظهر بسبب الإدمان على التدخين. كيف يعالج المُدخن لمساعدته على الاقلاع عن التدخين؟ أول عامل للإقلاع عن التدخين، يجب أن يتحلى المدخن بإرادة والعزيمة للإقلاع عن التدخين، بعد ذلك يتم التوجه إلى الطبيب سواء عام أو مختص في الإدمان، حيث يتم توجيه أسئلة إلى المدخن لمعرفة درجة إدمانه على التدخين ومدة تعاطيه للسيجارة. وأشير إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الإدمان، الأول إدمان جسدي، يتمثل في الإدمان على مادة النيكوتين، وفي هذه المرحلة يقام اختبار واحد أوكسيد الكاربون لمعرفة مدى نسبة تواجد النيكوتين في الجسم ودرجة الإدمان، ثم هناك إدمان سلوكي، حيث يتم الوقوف عند سلوك المدمن أي متى يُدخن ومن يُرافق.. إلخ، والثالث الإدمان النفسي، معرفة هل يعاني المدخن من قلق أو اكتئاب. ولكي يكون علاج ناجع يتم التركيز على علاج هذه الأنواع الثلاثة من الإدمان على التدخين، الجانب النفسي يتم في بعض الأحيان منح أدوية نفسية لأنه عند الاقلاع عن التدخين يصاب المدخن باكتئاب شديد، أما الجانب السلوكي، تقدم بعض النصائح التي تغير من سلوكيات المرافقة للتدخين، أما العلاج الجسدي، يتم وصف بعض الأدوية المساعدة للتغلب على متلازمة الاقلاع عن التدخين أو الأعراض المصاحبة كالزيادة في الوزن، قلة النوم.. إلخ. حتى يمكننا تحقيق إقلاع نهائي عن التدخين، كم يحتاج الجسم من أشهر للتخلص نهائيا من مادة النيكوتين؟ في الغالب الأعراض المتلازمة لانقطاع عن التدخين تختفي في الشهر الأول، فيما تبقى الرغبة في السيجارة والتي لها ارتباط بمادة النيكوتين، حيث يحتاج الجسم للتخلص نهائيا من مادة النيكوتين من ثلاثة إلى أربعة أشهر. قد تقع بعض الانتكاسات عند الشخص المدمن على التدخين، لذلك من اللازم علاج الجانب السلوكي والنفسي خلال مرحلة الإقلاع للحيلولة دون الرجوع إلى التدخين مرة أخرى.