قد تكون اقالته من تدريب نادي توتنهام هوتسبر الانكليزي قبل اسبوعين لطخت سمعته، لكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو سرعان ما وجد تحديا يناسبه من خلال الاشراف على تدريب نادي روما الإيطالي الساعي مثله الى استعادة امجاده. شكلت تسميته مدربا لروما مفاجأة حتى لابرز صحافيي إيطاليا الذين رشحوا ماوريتسيو ساري لخلافة مدرب "الذئاب" الحالي البرتغالي باولو فونسيكا المغادر للفريق في نهاية الموسم الحالي. استبعد مورينيو العودة للتدريب في المستقبل القريب بقوله بعد اقالته "أنا هادىء، استمتع بالاجازة، ليس لدي أي خطط في الوقت الحالي. اواصل حياتي بشكل طبيعي. سانتظر قبل العودة الى كرة القدم، ربما يكون الموسم المقبل مبكرا لذلك". يعرف عن المدرب المشاكس حبه للمواجهة مع الجميع من لاعبين ومدربين وحكام، ونادرا ما دامت علاقته مع أي ناد لأكثر من ثلاث سنوات بسبب طباعه التي لا تعرف الحلول الوسطى، وغالبا ما تضعه في مواجهة مع بعض لاعبي الفرق التي أشرف على تدريبها والامثلة كثيرة، تبدأ بالحارس الإسباني السابق لريال مدريد إيكر كاسياس وزميليه مواطنه سيرخيو راموس والفرنسي كريم بنزيمة، ومع لوك شو والفرنسي بول بوغبا والارميني هنريك مخيتاريان في مانشستر يونايتد، وصولا الى ديلي الي والفرنسي تانغي ندومبيلي وحتى الويلزي غاريث بايل في محطته الأخيرة مع توتنهام. وعلق بوغبا مؤخرا على تردي علاقته مع مورينيو بقوله "ثمة وقت كنت على علاقة ممتازة مع جوزيه. ثم وبين ليلة وضحاها تغير كل شيء. هذا هو الامر الغريب مع مورينيو ولا استطيع تفسير ذلك لأنني حتى أنا لم أفهم ما حصل". لن تكون تجربته المرتقبة مع روما الاولى للبرتغالي في الدوري الايطالي، حيث سبق له أن تولى الاشراف على إنتر من 2008 الى 2010 وقاده الى ثلاثية نادرة في موسمه الاخير عندما توج بطلا للدوري والكأس المحليين، ودوري أبطال اوروبا ليصبح أول فريق إيطالي يحقق هذا الانجاز. بين أن روما الذي يحتل المركز السابع حاليا وفقد الامل في خوض دوري أبطال أوروبا، لم يملك هيبة "نيراتسوري" المتوج الاحد الماضي بلقب ال "سيري أ" للمرة الاولى منذ عام 2010 بقيادة مدربه أنتونيو كونتي. كما تلاشت حظوظ نادي العاصمة في إحراز أي لقب في هذا الموسم بعد خسارته المؤلمة أمام فريق "الشياطين الحمر" 2-6 ذهابا في نصف نهائي مسابقة "يوروبا ليغ"، على أن تقام مباراة الإياب على أرضه الخميس في مهمة شبه مستحيلة لقلب الطاولة. وكان رئيس نادي توتنهام دانيال ليفي وصف مورينيو بانه أحد "أفضل مدرب ين إثنين في العالم" عندما تعاقد معه قبل 18 شهرا لقيادة الفريق عندما كان الاخير بتخبط في المركز الرابع عشر، لكنه اضطر الى التخلي عنه بعد التراجع الكبير للفريق في القسم الثاني من الدوري المحلي بعد بداية واعدة. وعلى الرغم من فشل مورينيو في قيادته الى احراز مركز يؤهله للمشاركة في دوري الابطال بعد أن تسلم المهمة منتصف الموسم الماضي، بدا توتنهام القسم الاول من الدوري هذا الموسم بشكل رائع حيث تصدر الترتيب بعد فوزه على مانشستر سيتي 2-صفر في نونبر 2020، وبقي في المركز الاول حتى خسارته في الثواني الاخيرة أمام ليفربول 1-2 عل ملعب أنفيلد في منتصف دجنبر الماضي، قبل ان يتراجع مستواه كثيرا في الاشهر الاخيرة. خرج توتنهام بخفي حنين من مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" على يد دينامو زغرب الكرواتي بخسارته إيابا صفر-3 بعد أن تقدم على منافسه 2-صفر ذهابا ، مما مدفع بمجلس الادارة إلى إقالة مورينيو في أبريل بعد انتقادات من قبل لاعبيه، وجاء القرار قبل ستة أيام من خوض الفريق نهائي كأس رابطة الاندية والتي خسرها امام مانشستر سيتي صفر-1. واذا كان سجل المدرب البرتغالي مع مانشستر يونايتد يتضمن الفوز ب "يوروبا ليغ" عام 2017 وكأس الرابطة في العام ذاته، إلا انه لم ينجح في جعله منافسا على اللقب المحلي الغائب عن خزائنه منذ عام 2013، تاريخ رحيل المدرب الاسطوري السير أليكس فيرغوسون. وبالتالي من خلال التجربتين الاخيرتين، لا يكتفي مورينيو بالفشل بل يرفع شعار الارض المحروقة حيث يترك خلفه غرفة ملابس منقسمة، ومجموعات متناحرة وادارات تفقد البوصلة وتحتاج الى وقت طويل لكي تنهض من جديد. وقال أحد لاعبي توتنهام لموقع "ذي اثلتيك" الانكليزي بعد رحيل البرتغالي رافضا الكشف عن اسمه "لقد قام مورينيو بتدمير كل ما كان توتنهام يرمز إليه في السنوات الاخيرة. لقد دمر ثقافة النادي تماما ". لم يفز روما بأي لقب منذ تتويجه بكأس ايطاليا عام 2008 بقيادة مدربه لوتشيانو سباليتي، لكن طموح رئيسه الاميركي دان فريدكين ونجله راين لا يعرف أي حدود، فقررا المراهنة على مدرب خبير توج بطلا لاوروبا مرتين وفاز بألقاب محلية بالجملة اينما حل، باستثناء توتنهام. فهل يكون ذلك كافيا ؟