يحتفل العالم اليوم الجمعة بالنسخة العاشرة لليوم الدولي لموسيقى الجاز، الذي يتميز هذه السنة أيضا، بتقديم عروض افتراضية من جميع أنحاء العالم بسبب استمرار القيود التي تفرضها جائحة كورونا. وتمثل موسيقى الجاز شكلا مهما من الأشكال الفنية الدولية من أجل تعزيز السلام والحوار بين الثقافات والتنوع واحترام حقوق الإنسان والكرامة الانسانية ومن أجل القضاء على التمييز وتعزيز حرية التعبير والنهوض بالمساواة بين الجنسين وتدعيم دور الشباب من أجل تحقيق التغيير الاجتماعي. وقالت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، السيدة أودري أزولاي، في رسالة بالمناسبة، إن هذه النسخة العاشرة ستركز على بناء السلام. وأوضحت أن "انفتاح موسيقى الجاز على الارتجال وعلى الآخر هو ما يجعلها موسيقى سلام في جوهرها"، داعية في هذا الإطار إلى تبني هذه القيم الانسانية التي من شأنها مساعدة العالم على تجاوز شتى أنواع الاضطرابات المنتشرة في المجتمعات والتي ساهمت جائحة كورونا في تفاقمها. وأضافت أزولاي أن الذكرى السنوية العاشرة لليوم الدولي لموسيقى الجاز تمثل "فرصة للاحتفاء مجددا بثراء هذا التقليد الموسيقى، إذ تعبر موسيقى الجاز عن أوجه متعددة للواقع، تبلورت عبر اللقاءات بين الثقافات والآلات والناس"، معتبرة أن قوة موسيقى الجاز تكمن في طابعها العالمي إذ لم تكف أبدا عن تحطيم الحواجز، والدعوة إلى الحرية وكسر قيود العبودية، والدعوة إلى الحوار ردا على الفصل بين الناس، وإلى الاتحاد، بصرف النظر عن الأصل والحدود الجغرافية والطبقة الاجتماعية، في بوتقة الموسيقى والإبداع. ودعت في هذا الصدد إلى الاستلهام من المرونة والجرأة والتفاؤل التي تنطوي عليها موسيقى الجاز، لتجاوز الظروف التي تفرضها أزمة كورونا، مؤكدة في الوقت على الحاجة الماسة إلى تقديم الدعم الكامل للموسيقيين، نساءا ورجالا، الذين فقدوا دخلهم فجأة بفعل إغلاق أماكن الحفلات الموسيقية والنوادي، وذلك عن طريق منحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم من خلال حوارات عبر الانترنيت وابتكار سبل جديدة للتصدي للأزمة ونشر موسيقى الجاز في جميع أنحاء العالم. وتعمل الاحتفالات بهذا اليوم، على إشراك مختلف فئات المجتمع في كل أنحاء العالم من خلال برامج تعليمية وعروض فنية يقودها فنانون مشهورون في أكثر من 190 دولة، لتسليط الضوء على التراث الثقافي والتقاليد. ويرأس اليوم الدولي للجاز إلى جانب المديرة العامة لليونسكو، عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الأسطوري هيربي هانكوك، الذي يشغل منصب سفير اليونسكو للنوايا الحسنة ورئيس معهد هيربي هانكوك للجاز. وفي المغرب، ينظم مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي في دول المنطقة المغاربية ومؤسسة "أنيا" الثقافية ومؤسسة "هبة"، فعالية بمناسبة اليوم الدولي للجاز حيث سيتم بث عمل موسيقي في فن الجاز بعد زوال اليوم الجمعة، وذلك "اعترافا بقوة وأصول هذا اللون الموسيقي وتأثيره الدولي في التنمية الثقافية". وحسب منظمي هذه التظاهرة، فإن إنتاج هذا العمل الموسيقي، الذي سيبث بالموازاة مع تنظيم مؤتمر للخبراء على الإنترنيت، والذي تم في إطار برنامج "الموسيقى كمحرك للتنمية المستدامة في المغرب وتونس"، يعد ثمرة لإقامة خاصة بالفنانين نظمها الشركاء الثلاث. ويتعلق الأمر بكل من عازف الكمان الشهير، زياد زواري، وعازف العود والباحث في العلوم الموسيقية، حمدي مخلوف، اللذين حلا من تونس ضيوفا على إقامة استوديو هبة في الدارالبيضاء بمعية فنانين مغربيين هما عازف الإيقاع المشهور، أمين بليحة، والعازفة المرموقة على آلة القانون، حبيبة الرياحي. تجدر الإشارة إلى أن الأسرة الدولية أعلنت يوم 30 أبريل "يوما دوليا لموسيقى الجاز" خلال الدورة التي عقدها المؤتمر العام لليونسكو في نونبر 2011.