أعلنت إدارة الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، عن اختيار رواية الكاتب المغربي عبد المجيد سباطة، "الملف 42" عن المركز الثقافي العربي، ضمن القائمة الطويلة المرشّحة للجائزة برسم سنة 2021، والتي ضمت 16 عملاً روائياً، من بينها عمل مغربي آخر هو "حياة الفراشات" للروائي المغربي يوسف فاضل. موقع القناة الثانية، حاور الروائي المغربي سباطة، بمناسبة ترشيحه باللائحة الطويلة للبوكر، ضمن فقرة "ثلاثة أسئلة": كيف تلقيت اختيار روايتك ضمن القائمة الطويلة للبوكر؟ وماذا يمثل لك هذا الترشيح على المستويين الشخصي والمهني؟ بسعادة كبيرة، اعتبرت هذا الترشيح تعويضا جميلا عن تداعيات جائحة كورونا، التي ألغت معارض الكتاب وحفلات التوقيع والندوات الثقافية، وقلصت من أنشطة دور النشر أو حتى تسببت في إغلاق بعضها، وكادت تقضي بالتالي على قطاع ثقافي بالكاد يترنح. بما أن المستويين الشخصي والمهني مترابطان بالنسبة لي، فأنا أرى في هذا الترشيح دافعا معنويا قويا لمواصلة مساري الإبداعي، تأليفا وترجمة، وتشجيعا لكل الأقلام المغربية الشابة المؤمنة بقدراتها والمترددة في الآن نفسه بشأن خوض غمار الكتابة والنشر. بعد تتويجك بجائزة المغرب للكتاب قبل سنتين، هل يراودك هاجس التتويج على مستوى دولي، أم أن الأمر ليس بهذه الأهمية بالنسبة لك؟ - للجوائز أهميتها الكبيرة في التعريف ببعض الأعمال، مع ما نعيشه حاليا من "طوفان" نشر يمنع القارئ من مواكبة كل الإصدارات، كما أن القوائم الطويلة والقصيرة تحظى بمواكبة إعلامية كبيرة تساهم في إلقاء حجر في مياه الوسط الثقافي الراكدة، لكنني لا أعتبر التتويج أو الترشيح هاجسا، ليقيني بأن الجوائز لا تصنع الرواية الناجحة، وحده الزمن كفيل بذلك، فكما هو معلوم، كثيرة هي الروايات التي فازت بجوائز ثم ألقي بها في غياهب النسيان، فيما صمدت أخرى لم تحظ بأي تتويج أو ترشيح، وواصل القراء احتفاءهم بها حتى بعد مرور سنوات طويلة على صدورها. كيف تنظر لغياب أعمال مغربية عن التتويج بالجائزة منذ رواية "القوس والفراشة" للأشعري؟ - ارتباطا بإجابتي السابقة، لا أرى في عدم وصول روايات مغربية إلى منصة التتويج بالجائزة منذ رواية القوس والفراشة للأستاذ محمد الأشعري انتقاصا من جودة الرواية المغربية، بالعكس، أعتقد أن المشهد الثقافي المغربي يعيش فترة ازدهار وتطور، رغم كل الإكراهات المرتبطة بضعف المقروئية، خاصة مع بروز أقلام شابة بثت روحا جديدة في الرواية، شكلا ومضمونا، بما حفز جيل الرواد أيضا على تطوير أدواته والخروج من "منطقة راحته" إن صح التعبير، ولا يمكن لهذا النشاط إلا أن يفيد الأدب المغربي ويدفع بعجلته إلى الأمام، وهذا هو الأهم في رأيي، بغض النظر عن التتويج من عدمه.