فرضت جائحة كورونا والإجراءات المرتبطة بها شل الحركة الثقافية بالمغرب، العديد من المهرجانات والمواعيد ألغيت فيما اختارت تظاهرات أخرى تنظيم دوراتها في نسخة رقمية باعتبار أن الثقافة علاج للروح. لذلك هل استطاعت التظاهرات والمهرجانات الفنية والثقافية التي نظمت مؤخرا عن بعد، أن تعوض تلك التي كانت تنظم حضوريا وتحقق نسب المتابعة؟ مهرجان "فيزا فورميوزيك" اقام هذه السنة نسخته السابعة رقميا، وفي هذا الصدد، يُقر ابراهيم المزند، المدير المؤسس مهرجان "فيزا فورميوزيك"، أن "تنظيم مثل هذه اللقاءات الفنية رقميا لا يمكنه أن يعوض نهائيا العروض الحية التي تتيح التواصل المباشر للفنانين مع الجمهور"، معتبرا أن "بعض الحفلات الموسيقية يمكن أن تقدم رقميا في حين أخرى تتطلب العرض المباشر وحضور الجمهور". ويرى المزند، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أنه "من الممكن أن يكون للعروض الرقمية حضور في المستقبل وأنها ستكون تكميلية للعروض المباشرة والتي يمكن من خلالها توسيع شريحة الجمهور وفتح فقرات التظاهرة الفنية للمتابعين المتواجدين خارج المغرب". وأشار إلى أن "تنظيم الانشطة الثقافية الحضورية يُساهم في خلق رواج اقتصادي وتجاري وسياحي وكذا اجتماعي عبر لقاء الفنانين بجمهورهم، في حين أن هذه الأمور تغيب حين تنظم النسخة الرقمية". وأضاف المزند، أنه عند حدوث الأزمات كمثل هذه الأزمة الصحية الاستثنائية "كورونا" التي يعيشها العالم حاليا، فرضت على الفنانين والفاعلين الثقافيين على إعادة التفكير في طرق جديدة للإبداع وإيجاد وسائل أخرى لاستمرار الممارسة الثقافية والفنية، مبرزا بالقول: "ظرفية كورونا كانت صعبة جدا لأنها استمرت لشهور ونحن كفاعلين ثقافيين لا يمكن أن نستمر متوقفين عن تنظيم مثل هذه التظاهرات". وتطرق المزند في حديثه عن تجربة دورة (موسيقى من دون تأشيرة " Visa for Music) لسنة 2020، قائلا: "تجربة هذه السنة كانت ناجحة، إذ حاولنا أن يكون العرض الرقمي أقرب إلى حد ما من العروض والحفلات الموسيقية المباشرة"، ثم يضيف، " قمنا باستدعاء الفنانين وسجلنا العروض الموسيقية معهم". ومن حيث نسب المتابعة، كشف، أن "المتابعة في النسخة الرقمية كانت كبيرة جدا ومهمة؛ بحيث تجاوزت مليون متفرج تابعوا فقرات هذه الدورة"، غير أن المتحدث ذاته، سجل أن العروض الرقمية لا تجذب اهتمام الشركاء والداعمون لمثل هاته التظاهرات الفنية الرقمية مقارنة مع التنظيم المباشر؛ وهذا الإشكال يُقوض إمكانيات المنظمين".