يحتدم صراع صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم في المرحلة الثالثة عشرة بين ثلاثي لم تعهده ملاعب "لا ليغا" في السنوات الأخيرة، اقطابه ريال سوسييداد وأتلتيكو مدريد وفياريال. وإذا كان وجود فريق العاصمة الثاني أتلتيكو مدريد بين فرق القمة ليس بالأمر الجديد عليه كونه لم يبارح هذا المكان منذ موسم 2012-2013، فإن الغريب هو اختفاء اسمي حامل اللقب ريال مدريد (الرابع) وبرشلونة (الثالث عشر) عن مقدمة الترتيب. ولا يشفع للفريقين العملاقين خوضهما عددا أقل من المباريات (مباراة لريال ومباراتان لبرشلونة) عن سوسييداد صاحب الصدارة لأن أتلتيكو نفسه المتأخر عنه بثلاث نقاط فقط لديه مباراتين مؤجلتين. وستكون الفرصة مواتية أمام أتلتيكو الذي يحل ضيفا على فالنسيا السبت، لتقليص الفارق مع سوسييداد الذي سيصطدم بضيفه فياريال الأحد. واحرز سوسييداد المتصدر الحالي والفائز بمبارياته الست الاخيرة، لقب الدوري المحلي مرتين في تاريخه عامي 1981 و1982 بفارق ضئيل عن ريال مدريدوبرشلونة. أما فياريال، فكانت افضل نتائجه حلوله وصيفا في موسم 2008 بفارق 8 نقاط عن ريال مدريد. ويمني فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني نفسه بهدية من فياريال تضعه على رأس الترتيب قبل مواجهة هامة ضد بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا في الجولة الخامسة قبل الأخيرة لدوري أبطال أوروبا. وعلى عكس ادائه المحلي يبدو أتلتيكو ضعيفا في المسابقة القارية إذ فاز في مباراة واحدة مقابل تعادلين وخسارة ما وضعه في المركز الثاني خلف البافاري الفائز بجميع مبارياته والضامن تأهله إلى دور ال16. ويتنافس أتلتيكو على البطاقة الثانية مع لوكوموتيف موسكو الذي تعادل معه الأربعاء سلبيا، علما أن الفارق بينهما نقطتين. في المقابل أهدر فياريال فرصة ضمان وصوله إلى دور ال32 للدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الخميس بتعادله 1-1 مع مضيفه ماكابي تل أبيب الإسرائيلي إذ كان الفوز كفيلا بمنحه التأهل المبكر. ولن تكون مهمة فياريال سهلة أمام خصم فاز في آخر ست مباريات في "لا ليغا" ويطمح لتدوين اسمه بين الكبار وتحقيق معجزة باختراق ثنائية "ريال -برشلونة". ويخوض ريال مدريد مباراة سهلة نسبيا أمام الافيس السبت، وهو يدخلها منتشيا باقترابه من التأهل إلى دور ال16 لدوري الأبطال بعد فوزه بثنائية نظيفة على خصمه إنتر ميلان الإيطالي في جوزيبي مياتسا، بينما يستضيف برشلونة المتأهل إلى الدور المقبل في المسابقة الأوروبية أوساسونا الأحد. وفاز برشلونة في مبارياته الأربع في دوري الأبطال اخرها الثلاثاء بتشكيلة احتياطية على دينامو كييف الأوكراني برباعية نظيفة. واعتبر مدرب "بلاوغرانا" الهولندي رونالد كومان أن الصورة التي ظهر عليها الفريق أمام خصمه الأوكراني "هي التي يجب أن نراها (...) فريق يقاتل للفوز" مؤكدا أنه لا يزال امام الكثير من العمل الذي يجب القيام به لوضع الفريق على السكة الصحيحة. ولا يزال المدرب الفرنسي للفريق الملكي زين الدين زيدان يبحث عن التوليفة الصحيحة لتشكيلته وقال بعد فوزه على إنتر الايطالي فريق زميله السابق انتونيو كونتي "لا أعرف ما إذا كانت هذه هي مباراتنا الأكثر اكتمالا هذا الموسم أم لا، لكننا قدمنا أداء رائعا من البداية إلى النهاية، كنا أفضل واكثر جدية". وأمل "زيزو" أن ينعكس هذا الانتصار على الدوري المحلي لاسيما مع عودة لاعبه البلجيكي ادين هازار إلى مستواه بعد شفائه من الإصابة "لقد عاد للتسجيل، لكننا بحاجة لبلورة الأمور بشكل أفضل لتحسين وضعنا محليا". وبعد بداية بطيئة في المسابقة القارية التي يحمل لقبها 13 مرة (رقم قياسي)، فاز ريال في مباراتيه الاخيرتين واصبح على بعد نقطة من بوروسيا مونشغلادباخ الالماني المتصدر.